المسيحيون الأقباط الأرثوذكس يحتفلون اليوم بعيد الميلاد المجيد الذي يوافق 7 يناير من كل عام عكس الطوائف الغريبة التي تحتفل به في يوم 25 ديسمبر من كل عام. والسؤال الذي قد يتبادر إلي ذهن الكثيرين وهو: لماذا لا يكون أول يناير هو عيد الميلاد المجيد؟ ولماذا نعيد في 7 يناير بدلاً من رأس السنة الميلادية؟ وما الفرق بين الحساب الغرب والشرق؟ للرد علي هذه التساؤلات ينبغي أن نلاحظ الآتي: 1- حدد المجمع المقدس بنيقية عام 325م موعد عيد ميلاد السيد المسيح يوم 29 كيهك في السنة البسيطة أو 28 كيهك في السنة الكبيسة حسب التقويم القبطي المصري، وهذا التقويم راسخ منذ أيام الفراعنة ولم يتزعزع واستعملوه الأقباط منذ بدء المسيحية وظلت الكنيسة شرقاً وغرباً تحتفل بهذا التاريخ 29 كيهك الذي يقابل في الأصل 25 ديسمبر طبقاً للتقويم اليولياني النجمي الذي يتبع التقويم المصري (القبطي) الذي وضع في سنة 46 ق. م ونسبه إلي يوليوس قيصر. أما الاختلاف ما بين المسيحيين الغربيين الذين يحتفلون بالعيد يوم 25 ديسمبر من كل عام والشرقيين الذين يحتفلون يوم 7 يناير فهذا يرجع إلي اختلاف التقويم فقط وليس خلافاً عقيديا الذي يتبعه كل من المشرقين والغربيين، فالغرب يتبع التقويم الغريغوري والشرق يتبع التقويم اليولياني وحدث الفرق بينهما بعد التعديل له سنة 1582م قام الفلكيون بدعوة من غريغوريوس الثالث عشر من بابوات روما بإصلاح السنة الغريبة لتصير سنة شمسية بحجة أن الاعتدال الربيعي لا يأتي في موعده الذي حدده مجمع نيقية وهو 21 مارس بل كان في 11 مارس في تلك السنة، وتم حساب السنة الشمسية فوجدوها 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية (بفارق 11 دقيقة و14 ثانية عن السنة اليوليانية الأصلية) لأن هذا هو الزمن الفعلي لدوران الأرض حول الشمس. وتم حساب الفرق المتراكم عبر السنين فوجدوه عشرة أيام، فنادوا الشعب بأن اليوم التالي للخميس 4 أكتوبر 1582م سيكون يوم الجمعة 15 أكتوبر 1582م فحذفوها في تلك السنة وبذلك تقدم يوم 25 ديسمبر فأتي قبل موعده بعشرة أيام. وتعتبر أقصر سنة في التاريخ ثم وضعوا قاعدة مستقبلية لتعويض الخطأ وهي حذف يوم كامل كل 128 سنة (3 أيام كل 400 سنة) وسمي هذا التقويم بالتقويم الغريغوري. وبهذا صار الفرق حتي الآن مما جعل 29 كيهك لا يقابل 25 ديسمبر وإنما يوافق 7 يناير من كل عام، فأصبح التقويم الميلادي هو الساند في العالم وسميت بسنة الرب وهذه السنة هي التي تنبأ عنها «أشعياء النبي وسماها بسنة الرب المقبولة أشارة إلي سنوات اليوبيل «العهد القديم» إشارة إلي سنوات العهد الجديد المملوءة خلاصاً وفرحاً بمجىء الرب المتجسد ليجدد طبيعتنا ويفرح قلوبنا ويشفي منكسري القلوب وينادي للمأسوريين روحياً بالإطلاق بصلوات حضرة صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني. يونان مرقص كاتب ومفكر قبطي