قالت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية إن ليبيا باتت مصدر إزعاج لشبه جزيرة سيناء المصرية التي تحولت لسوق إقليمية لبيع الأسلحة المُهربة من ليبيا والمتجهة في كثير من الأحيان إلى غزة أو تستقر داخل مصر. ودللت الصحيفة على تحليلها من خلال إلقاء الضوء على الصواريخ الستة، أمريكية الصنع، والتي ضبطتها السلطات المصرية في شبه جزيرة سيناء الصحراوية أمس الجمعة، مشيرة إلى أن المسئولين الأمنيين أفادوا بأنه تم تهريبها من ليبيا في طريقها إلى قطاع غزة عبر الأراضي المصرية. وأوضحت الصحيفة أن الانتفاضة الليبية التي اندلعت في 2011 وما تلاها من حرب أهلية تركت البلاد مغمورة بالسلاح، بما في ذلك قذائف صاروخية وبنادق آلية وذخائر أخرى، في أيدي الميليشيات والجماعات المتطرفة المسلحة. وأضافت الصحيفة أنه بعد انتهاء الصراع الليبي الذي استمر لقرابة الثمانية أشهر، بدأ المهربون بنقل الأسلحة للمتشددين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء التي واجهت هي الأخرى فراغًا أمنيًا منذ انتفاضة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق "حسني مبارك"، ومن سيناء إلى غزة المجاورة عبر الأنفاق غير الشرعية الموجودة تحت الأرض. وخلال العام الماضي، صادرت وزارة الداخلية المصرية المئات من الأسلحة المهربة من ليبيا وغالبا بالقرب من مدينة "مرسى مطروح" المصرية، وتمكن رجال الأمن في الشهر الماضي من ضبط 17 صاروخا فرنسي الصنع بالقرب من مدينة "العريش" قبل أن يتم تهريبها عبر الأنفاق إلى القطاع الغزوي. ومضت الصحيفة تقول "إن جهات الأمن المصري عادة ما تغض الطرف عن تهريب السلع الأساسية مثل الغذاء والسيارات ومستلزمات الأطفال إلى قطاع غزة الذي شهد حصارًا إسرائيليًا مصريًا منذ 2007، مؤكدة أن الجهات المصرية تصبح أكثر صرامة حول ما يتعلق بتهريب الأسلحة". وفي الوقت نفسه، تسعى الولاياتالمتحدة إلى تمويل الجهات الليبية وإجراء تدريبات للمسئولين من وزارة الدفاع الليبية ومصلحة الجمارك بهدف الحد من عمليات النقل غير المشروعة للأسلحة عبر الحدود مع الدول المجاورة.