التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان وجاء قوله وكفى بالله وكيلا في القرآن الكريم خمس مراتٍ في سورتيْن هما سورة النساء وسورة الأحزاب، والوكيل اسمٌ من أسماء الله الحسنى التي أسهبَ علماء التفسير في تحديد معناها فقالوا: الوكيل هو المحيط بكلّ أمرٍ والحفيظ عليه، وقيل: هو القائم بالأمر الموكول إليه والتي يعجز عنها غيره كالخلق والرزق والموت والحياة وكمال العلم والإحاطة والتدبير والتقدير. وفي القرآن الكريم كثُرت الآيات القرآنية على نسق قوله وكفى بالله وكيلا، فكفى فعلٌ ماضٍ بمعنى استغنى واستكفى عن أيّ شيءٍ آخر أو حصل به الاستغناء والاستكفاء بشيءٍ دون سواه، وقد اتصلت الباء بلفظ الجلالة الله للتوكيد لأنها تحمل معنى الأمر إذ إنّ تقدير قوله وكفى بالله وكيلا هو: كفى الله وكيلًا والمعنى اكتفوا أيّها الناس بالله وكيلًا. جاء في تفسير قوله وكفى بالله وكيلا الواردة في الآيات الخمس الآتية: "وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا". وقوله:"وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا"[2]، وقوله:"ا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا". وقوله تعالى:"وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا" وقوله تعالى:"وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا". توجيه الأمر الرباني إلى جميع الناس بوجوب الاستكفاء والاستغناء بالله تعالى عما سواه من المخلوقات، فقد سُبقت هذه الآية بثلاث مرات بلفظ توكلْ على الله ثم أتبعها الله بوجوب الاكتفاء بوكالته للأمور، وفي الآيتيْن الأخريتيْن سُبقت بالتأكيد على أنّ الأمر في السماوات والأرض لله تعالى لذا من البديهي الاكتفاء بالقادر والمالك الحق لكل ما يجري في الأرض والسماء.