وجدى زين الدين: الإعلام شريك أساسى فى عملية الأمن القومى المصرى الوفد تصدى للفساد ومؤامرات الإخوان.. وندعم إنجازات الدولة على حسن يسلط الضوء على أبعاد الأمن القومى.. ويحذر الرأى العام من الانسياق وراء الشائعات محمد نوار: الإعلام مهم لصناعة الاستقرار واستكمال مسيرة الوطن أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن موضوع الإعلام والأمن القومى هو فى غاية الأهمية والخطورة، لأن مفهوم الأمن القومى شديد الاتساع، فبعض الدول لا ترى أمنها القومى فى مجرد حدودها المباشرة وإنما تعتبر أن كل ما يحدث فى العالم له علاقة وصلة وطيدة بأمنها القومي، وعلى سبيل المثال الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم سواء فى انتشار فيروس كورونا أو توفير اللقاحات، وهنا يمتد الأمن القومى للدول لعمق أكبر ليس فى توفر المال فحسب، بل فى العلاقات الدولية والتأثير الدولى مع الدول والشركات المنتجة للقاحات. جاء ذلك خلال ندوة «الإعلام والأمن القومي» التى عقدت بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على هامش صالون الأوقاف الثقافى بحضور وجدى زين الدين رئيس تحرير جريدة "الوفد" وعلى حسن رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط ومحمد نوار رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام لمناقشة دور الإعلام بمختلف وسائله فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى ورفع وعى المواطنين. وأضاف «جمعة» خلال حديثه، أن الإعلام جزء حيوى فى قضية الأمن القومى وينقسم لنوعين الأول هو إعلام يبنى وهو يأتى فى الإعلام المرئى والمسموع والمقروء، فمثلًا على مستوى الصحافة، يرجع ثقل كل صحيفة ليس فقط فى مجرد ما تقدمه من أخبار، ولكن الثقل الحقيقى يكون فيما وراء الخبر وفى كبار الكُتّاب الذين يُثرون الصحيفة ويُأثرون فى الرأى العام بعمق التحليل للأحداث أو ما وراء الخبر. ولفت وزير الأوقاف، إلى نظرية «المعنى، ومعنى المعنى»، فالأول هو المعنى الأول الظاهر من كل خبر، والثانى هو التحليل العميق لما وراء الخبر، وبالتالى نحن فى أشد الاحتياج لهذه النظرية فى فهم النصوص ومقاصدها، وهذا ما تقوم عليه قضايا التجديد وهو ما يحتاجه الإعلام أيضًا فى قراءة ما وراء الأخبار، وهذا هو الإعلام الباني، بالإضافة إلى الإعلام الكاشف، ونحن نحتاج إليهما معاً. وأكد «جمعة» أن للإعلام دوراً كبيراً وبالغ الأهمية فى صناعة الوعي، لذلك وقعت وزارة الأوقاف مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مذكرة تعاون حتى يكون 2021 عامًا للوعي، فالإعلام أصيل فى بناء الوعى وهناك علاقة وطيدة بين العمل الإعلامى والتوعية الدينية، لأن الهدف الأساسى هو نشر الوعى المستنير، أما عن إعلام المعارضة فيجب أن تكون المعارضة منصفة وشريفة. واستكمل الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: أن عمليات التجديد دائما تواجه بالرفض لسببين، الأول الخوف من عدم القدرة على الاستيعاب، والثانى عدم القدرة على المجاراة، ولكن فى النهاية البقاء للأصلح، مؤكدًا أن الوزارة فى إطار التجديد بدأت دورات تدريبية عامة بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، لتحسين آداب الخطابة ومهارة التواصل، ويتم انتقاء الأوائل فى هذه الدورات وتوجيههم لدورات متخصصة مع الإذاعة. وأعرب وجدى زين الدين، رئيس تحرير جريدة "الوفد"، عن سعادته البالغة بدعوة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لمشاركته فى ندوة «الإعلام والأمن القومي» لأهمية موضوعها بالنسبة لمصر والمصريين، فالإعلام قادر على إسقاط أو إقامة دولة، والسبب الثانى لسعادته هو إقامة الندوة فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهذا المجلس هو بيت الزعيم الوطنى مصطفى النحاس، مضيفًا: بما أننى وفدى الهوى كم أنا سعيد الآن أننى فى بيت الزعيم الوطنى خالد الذكر مصطفى النحاس. وأضاف «زين الدين»، أن مفهوم الأمن القومى شديد الاتساع، وهو يقابله فى الجانب الآخر عملية الإعلام والإخبار بالشيء، وهو أيضًا شديد الاتساع، حيث إن الرؤية الإعلامية تختلف من دولة لأخرى، كذلك الأمن القومى يختلف مفهومه من دولة لأخرى، فهناك تعريفات مختلفة للأمن القومى فى كل دولة، لكن هناك اتفاقا واحدا يجمع الكل، وهو أن الأمن القومى يعنى صد الأخطار والمؤامرات عن الوطن. وأكد رئيس تحرير جريدة "الوفد"، أن الأمن القومى المصرى هو جزء من الأمن القومى العربى والعالمي، فهناك علاقة قوية تربط بينهم فى تعريف أو اتفاق واحد وهو صد الأخطار والمؤامرات عن الوطن، موضحًا أن الإعلام شريك أساسى ومهم فى عملية الأمن القومى المصري، ويعلم الجميع مدى المؤامرات التى تُحاك ضد الدولة المصرية، بالتالى لا يجوز فصل الإعلام عن الأمن القومي. وتابع: قديمًا كان صد المؤامرات والأخطار عبارة عن حروب عسكرية وهذا تغير تمامًا فى وقتنا الحالي، وهنا يلعب الإعلام دورًا مهمًا جدًا، حيث يُحتم على الإعلام أن تكون حريته مسئولة ولها ضوابط ولا تمس الأمن القومى بسوء. أما عن تساؤل الكثيرين لماذا الوفد وبصفته يمثل المعارضة المصرية أصبح لا يعارض؟، أوضح زين الدين، أن توجهات الوفد تتغير بتغيرات الزمن والظروف، حيث إن جريدة "الوفد" فى وقت الفساد كانت سيفاً ينطق بالفساد، وفى وقت مؤامرات الإخوان كانت تقف بالمرصاد لهذه المؤامرات، وفى الوقت الحالى بعد 30 يونيو أصبحت جريدة "الوفد" تدعم بناء الدولة، فهل يجوز مُعارضة بناء الدولة؟، مضيفًا: نحن نعارض عندما نجد فسادا أو مسئولا أخطأ، فنحن شريك أساسى مع الدولة فى عملية الإنجازات الضخمة، وعلينا حمايتها وعدم تركها لأهل الشر، ولا بد أن يكون الإعلام شريكاً فى عملية الوعى الجمعي، وعلى الكُتّاب والصحفيين والإعلاميين المشاركة فى تنمية الوعي، وإبراز إنجازات الدولة وتوضيح فوائدها للمصريين والدفاع عن ثوابت الدولة الوطنية. وفى السياق ذاته، توجه على حسن، رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، بالشكر والاعتزاز والتقدير لدور وزارة الأوقاف بإشراف مباشر من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، من أجل تصحيح الخطاب الدينى وتجديده، وأيضا الاهتمام بالشأن العام للوطن وتوضيح الرؤية الثاقبة بشأنه، وهو ما يعكس دور العلماء فى حماية شباب الوطن من الفكر الهدام وترسيخ القيم والمبادئ مثل المساواة والتعايش الاجتماعى والمبادئ السامية التى أقرها الدستور المصري. وأضاف «حسن» خلال كلمته، أن الأمن القومى يعرّف بأنه قدرة الدولة على تأمين استقرارها وقدرتها على مواجهة الأخطار التى تواجهها من الداخل والخارج، ويعتمد الأمن القومى على عدة مفاهيم منها التحديات وهى المتغيرات أو المشكلات أو العوائق أو الصعوبات التى تواجه الدولة، ومفهوم المخاطر وهو الإحباطات أو الضغوطات التى تطرأ على الدولة. وأكد أن أبعاد الأمن القومى داخل المجتمع متعددة ويأتى فى مقدمتها البُعد الاجتماعى الذى يعد الإنسان فيه عنصرا مؤثرا فى الأمن القومى مما يلزمه تهيئة المواطن، والبعد العسكرى وهو يعد أهم أبعاد الأمن القومى وأكثرها فاعلية، والتهاون فى ذلك يعنى زيادة الأخطار، والبعد الاقتصادى يقصد به تحقيق مستوى الرفاهية للشعوب يعتبر أن الأمن والتنمية مرتبطان ارتباطا وثيقا. وتابع: بالنظر إلى دور الإعلام فى المجتمع يجب تزويد المواطنين بمصادر العلم والفكر والمعرفة، وبالتالى للإعلام تأثير كبير فى أفراد المجتمع وهو الوسيلة الأولى فى إحداث أى تغير فى المجتمعات والحفاظ على القيم والعادات والتقاليد، فهو الوسيلة بين الحكومة والشعب فى توصيل الأخبار، وبالتالى يساهم فى وعى الأشخاص، بالتالى للإعلام دور قومى هام فى تشكيل الرأى العام، وعلينا أن نؤكد أن وطننا يتمتع بقدر من حرية الصحافة والرأى والفكر ولكنها الحرية المسئولة التى تبتغى الصالح العام للوطن. وأكد أنه على الإعلام أن يؤدى دوره بكل حرية وبلا قيود ويكون دوماً فى صدارة الدفاع عن الوطن، وعلى وسائل الإعلام القيام برفع الوعى القومى والسياسى للمواطنين، وفى مقدمة ذلك توعيتهم بخطر الإرهاب الأسود، فعليهم تنوير عقول الشباب بالثقافة والفكر المستنير وإبراز وسائل الإعلام لما تقوم به مصر من وحدة اجتماعية ووطنية بين المسلمين والأقباط، حيث أصبحت علاقتهما نموذجاً للعالم كله يحتذى به. وأوضح أن الإعلام عليه أيضًا القيام بدور متواصل للعمل على التوعية واحترام الدستور والقانون والتمسك بالهوية المصرية، والإعلاء من قيم المساواة والتمسك بالاصطفاف الوطنى الذى تتمتع به مصر منذ ثورة يونيو، وتحذير الرأى العام من الانسياق والانجراف وراء الشائعات والأكاذيب التى تروج لها القنوات الفضائية المُعادية لمصر والتى لا يعتليها إلا الخونة. وشدد على التوعية بالدور التاريخى لرجال القوات المسلحة والشرطة، وأن يكون نشر الأخبار المتعلقة بالجهات السيادية من خلال الالتزام بالبيانات الرسمية، وحرص وسائل الإعلام على تدفق الأخبار من مصادرها الموثوقة والإعلاء دومًا من قيمة الحرية المسئولة للصحافة والإعلام. فيما قال محمد نوار، رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، إن المعارضة فى مصر اليوم أصبحت تقوم بدورها الفعلى وهو مكافحة الفساد والتعريف بإنجازات الدولة على حد سواء، فما يحدث فى مصر الآن غير مسبوق فى تاريخ الوطن. وأضاف «نوار» خلال كلمته، أن صناعة الاستقرار هى من الصناعات الثقيلة ومهمة فى مصر، وهو ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكنها تتطلب العديد من المقومات ومنها الإعلام. وأكد رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، أن دور الإعلام فى صناعة الاستقرار بمصر لاستكمال المسيرة فى غاية الأهمية لأنه قائم على التعريف بإنجازات الدولة حتى تصل لكل مواطن مصرى، وهو ما يساهم فى زيادة الإنتاجية، مشددا على ضرورة التعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى هذا النهج لمعرفة وسائل الإعلام الموجودة على الساحة والشرائح المخاطبة. وأوضح أن دور الإعلام مهم فى إيصال وإيضاح إنجازات الدولة إيضاحاً جيداً، ويجب على العاملين بوسائل الإعلام التمتع بالرقابة الذاتية والضمير والشعور بأهمية ما يقومون به تجاه الوطن. أما عن تجديد إذاعة القرآن الكريم، قال رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، إنهم منذ عام 2019 قاموا بتشكيل لجنة لتجديد إذاعة القرآن الكريم، وتم اختصار عدد البرامج ل 40 برنامجاً بدلًا من 60، نظرًا لتكرار عدد من البرامج، والتكرار هنا لم يكن إيجابياً. وأضاف «نوار» خلال حديثه، أنهم رفعوا نسب القرآن ل 80 % بدلًا من 60%، وتواصلوا مع وزير الأوقاف والإمام الأكبر ومفتى الجمهورية لإمدادهم بعدد من المتحدثين الشباب، موضحًا أنهم يقومون بالتغير ولكن ببطء لأن الأمر جاد وخطير ومن الصعب إحداث نقلة مُفاجئة فى خط سير إذاعة القرآن الكريم. وأكد رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، أنهم واجهوا صعوبات كثيرة فى عملية تجديد إذاعة القرآن الكريم، ولكن بدأت ردود الأفعال الإيجابية تظهر، لافتًا إلى برنامج خاطرة دعوية ومدى أهميته، لأن الإسلام دين كل العصور ويجب الالتفات للدنيا والدين، وكان على إذاعة القرآن الكريم التطرق للحياة الاجتماعية فى مصر ومخاطبة الشباب وهم 65% من المجتمع. وفى ختام الندوة، أهدى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، كلًا من وجدى زين الدين، رئيس تحرير جريدة "الوفد"، ومحمد نوار رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، وعلى حسن رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، المصحف الشريف، موجهًا لهم الشكر والتقدير على دورهم فى الإعلام وتنمية الوعي.