لا تعترف الجماعة إلا بمنطق المصلحة فهى لا تهتم بالمبادئ ولا القضايا القومية فكل ما يشغل بالها كيفية الحصول على الرضا الأمريكى من سياساتها حتى لو اضطرت أن تتصرف بشكل متناقض فالأهم عندها المصلحة وما يؤمن بقاؤها فى الحكم. لا تهتم الجماعة بصورتها العامة لدى المواطنين فهى تعرف كيف تجمل صورتها وتدارى وجهها القبيح وتزينه بشعارات دينية يضفى عليها قناعاً من التقوى والإيمان وتعلم ان الأمية التى تسبب فيها حكم المخلوع مبارك ستكون عاملاً مساعداً لها فى عملية الاقناع. ولقد خرجت علينا الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والتى تضم فى عضويتها خيرت الشاطر، نائب المرشد، والرجل الأقوى فى الجماعة بفتوى غريبة تحرم فيها على المسلمين تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد وقال نص الفتوى الصادر من الهيئة «إن لكل قوم عيداً متفقاً عليه فكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم فلا تحل مشاركة ولا تهنئة فى هذه المناسبات الدينية التى هى من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق وليس فى ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم أو ترك للأحسن كما قد يظن البعض فإن من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها. وقد يكون من المنطقى أن تصدر هيئة تضم فى عضويتها شيوخ السلفية مثل تلك الدعوى التى من الممكن أن يقبلها خيرت الشاطر بحكم أنه ينتمى الى جماعة دينية فى الأصل ولكن ليس من المنطقى أن يخرج علينا خيرت الشاطر نفسه ويوجه تهنئة الى أقباط العالم بأعياد الميلاد وذلك باللغة الإنجليزية على موقع إخوان ويب الصادر عن الجماعة باللغة الإنجليزية. وليس من المنطقى أيضاً أن يخرج علينا عضو فى جماعة الإخوان المسلمين يصدر تصريحات تخالف التوجة الإسلامى المتشدد الذى يحرم حتى تهنئة الأقباط. فالدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، خرج بتصريحات غريبة على إحدى القنوات الفضائية يؤكد فيها على حق يهود مصر فى العودة من إسرائيل إلى موطنهم الأصلى واسترداد أملاكهم وإفساح المجال للفلسطينيين للعيش فى بلادهم وهاجم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قائلاً: إن ما فعله الأخير بطرد اليهود من مصر ساهم فى احتلال أراضى الغير. تصريحات «العريان» المؤيدة لعودة اليهود تتناقض مع موقف «الشاطر» الذى يرفض تهنئة الأقباط ولكنها الجماعة التى لا تهتم إلا بما يخدم مصالحها فقط وليذهب الوطن وتبقى الجماعة.