قالت صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية إن صوت الجماعات الإسلامية المناهضة لنظام الرئيس السوري "بشار الأسد" بدأ ينمو ويعلو في سوريا، في الوقت الذي يعرب فيه عدد من السوريين في ساحة المعركة في حلب ودمشق عن اهتمامهم المتزايد بتشكيل حكومة تميل نحو الترسيخ لدولة إسلامية صارمة ومتشددة. ويرى المحللون السوريون أن هذه الخطوة تحولًا جديدًا في مسار البلاد التي شهدت منذ فترة طويلة وجودا لجماعة الإخوان المسلمين المعتدلة والتي تجنبت في منهجها "الجهادية الإسلامية المتطرفة". ونقلت الصحيفة عن "محمد غانم" المدير الاستراتيجي للمجلس السوري الأمريكي، قوله "إن السوريين يتجهون بشكل تقليدي نحو التفسيرات والطرق الأكثر اعتدالًا، وإذا نظرنا إلى تاريخ البلاد، لا نجد أي أصول لتلك التوجهات أو الميول أو الأنماط من السكان الذين تحولوا إلى أصحاب مواقف متشددة ومتطرفة." وأوضحت الصحيفة أن هذا التحول التطرفي يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه الجماعات المتشددة النازحة من الخارج إلى سوريا جزءًا من القتال المحتدم ضد نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" الذي وهنت قواته العسكرية في محاولتها لقهر الانتفاضة المطالبة بسقوط الديكتاتورية والاستبداد والمنادية بالديمقراطية الحقيقية. وذكرت الصحيفة أن سوريا بلد إسلامية ذات أغلبية سنية وأقلية شيعية تسيطر على زمام الأمور في البلاد مع وجود لقلة من المسيحيين، مشيرة إلى وجود ملموس لجماعة الإخوان المسلمين في البلاد منذ عقود، ولكن أؤلئك الذين يسعون إلى دولة دينية إسلامية وفرض الشريعة لم يكنوا أبدًا ذو قوة دافعة حقيقية في البلاد. وشن النظام العلماني الذي أنشأه "الأسد" الأب عام 1971 عمليات عنيفة وضارية من القمع والاضطهاد ضد المعارضين، بما في ذلك أصحاب الأفكار الإسلامية، وهي الخطوة التي ساعدت على عدم ظهور الحركات الوهابية التي شكلت العمود الفقري لجماعة القاعدة الإرهابية في البلاد. وأكدت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية اعترفت ضمنيًا الشهر الماضي بتزايد نفوذ الجماعات المتطرفة في سوريا والتي عرفت باسم "جبهات النصرة" والتي تقاتل ضد قوات "الأسد"، مشيرة إلى أن علاقة تلك الجماعة بتنظيم القاعدة في العراق هو السبب الرئيسي وراء تصنيفها بأنها جماعة إرهابية متطرفة. وفي آخر المطاف، قالت الصحيفة إنه في حين ينظر الكثيرون في سوريا إلى تلك الجماعة بعين القلق وبعض الخوف والتحفظ، إلا أنها باتت تنال تأييد العديد من السوريين الذين ينظرون إليها على أنها منظمة عسكرية فعالة وجماعة إنسانية سخية تساعد الشعب السوري على التخلص من هذا الديكتاتور الطاغية "الأسد". ويبقى التساؤل مطروحًا: "هل سيتحكم الإسلام المتشدد في سوريا بعد سقوط الأسد؟"