أظهرت دراسة حديثة أجراها مركز دراسات الشرق الأوسط في تركيا أن 67% من الشعب التركي يرفض سياسة الحكومة بشأن الأزمة السورية وذلك لعدة أسباب أهمها، بحسب الدراسة ، انضمام العديد من المنظمات الإسلامية المتشددة للمعارضة السورية المسلحة منها تنظيم القاعدة. وذكرت صحيفة (صباح) التركية - التي نشرت جانبا من الدراسة اليوم الأربعاء - أن سكان مدينة (هطاي) جنوب تركيا أعربوا عن استيائهم وغضبهم من دخول مجاميع مسلحة علوية وسنية من سوريا إلى تركيا وتلقيهم العلاج هناك ومن ثم الانتقال مرة أخرى إلى سوريا للاشتراك في المواجهات بين المعارضة والنظام . ورأت الدراسة أن الطبقة الوسطى السورية تنظر إلى حركة المقاومة السورية على أنها "نشاط إرهابي" لهذا السبب يرفضون الاشتراك بها .. ومن أجل ذلك يجب على الحكومة التركية ألا يختصر دعمها للمرجعية السنية بل يجب تقديم الدعم لكافة أطياف الشعب السوري منهم المسيحيون والدروز . وذكرت الدراسة "أن إيران والعراق ينظران إلى أن الأوضاع في سوريا هي حرب طائفية ويعتقدون بأن الجماعات السلفية والوهابية وتنظيم القاعدة تستهدف أن يكون لها وجود.. في حين تزداد قوة منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية التي ستطالب بالمستقبل بالحكم الذاتي وتحرير المناطق الكردية مع تعمق الأزمة السورية التي بدون أي شك ستضعف قوة الجيش التركي" ، وفق ما ذكرته الدراسة . وأشارت الدراسة إلى بدء ظهور تشقق في صفوف الجيش السوري الحر والمعارضة السورية التي تقدم لهم تركيا مختلف أنواع الدعم .. في حين ظهر البديل للمعارضة السورية وهي المبادرة المصرية التي بدأت تحصل على دعم إقليمي ودولي، مع زيادة مخاوف الغرب من الصورة المستقبلية لسوريا من بعد استلام جماعة الجهاد الإسلامي السلطة في سوريا". ويرى المحللون أن نية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التعاون مع جماعات السنة والجهاد ليس لهدف إقامة نظام إسلامي في سوريا ولكن من أجل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لأن أردوغان يرى أنه دون سقوط نظام الأسد لا يمكن تأمين السلام في المنطقة ولذلك يرى حاجة ماسة لإسقاط الأسد وبالسرعة الممكنة.