عندما تغضب إسرائيل من جريدة «الوفد» وتعلن الهجوم الشرس عليها، فهذا يسعدنا ويزيدنا إصراراً على إصرار بالثبات على موقفنا من الصهاينة الذين لا عهد لهم ولا ذمة. لقد تم تتويج «الوفد» وصحفييها بشرف رائع لا مثيل له عندما تهاجم دولة الصهاينة الجريدة.. وعندما تعلن صحف إسرائيل أن «الوفد» هى عدوها، فهذا تاج على رأس حزب الوفد وجريدته التى لا تألو جهداً فى التمسك بالوطنية المصرية. وهذا هو الفرق بين الوفد وجماعة الإخوان التى تدعى بهتاناً وظلماً أنها تنتمى إلى الإسلام وتسعى إلى تطبيق مبادئه وأفكاره.. فأى مبادئ هذه التى تسمح لرجل من قيادات الجماعة لأن يعلن صراحة بأحقية حصول الصهاينة على ممتلكات لهم وتعويضات من مصر.. فعلاً ما أشبه وعد عصام العريان بوعد بلفور الشهير الذى أسس للدولة الصهيونية، «من لا يملك يعطى لمن لا يستحق». لقد شعر كل مصرى بالمهانة والعار من هذه التصريحات التى تصدر عن جماعة الإخوان المسلمين، والذى يغيظ أكثر وأكثر أن رئيس البلاد لا يعلق على هذا الخراب الفكرى الذى تنادى به جماعته.. إذا كانت «الجماعة» تستقوى بأ.مريكا وإسرائيل والغرب على حساب الوطن مصر، فإن ذلك يعد كارثة بكل المقاييس والمعايير، فالجماعة الحاكمة لا تألو جهداً فى سبيل تكريس أوضاعها بالبلاد حتى ولو على حساب الوطن والمواطنين.. بئس الخزى والعار والخراب الفكرى والوطنى الذى يقوم به هؤلاء الذين سرقوا ثورة المصريين فى غفلة من الزمن. لقد كشفت الجماعة عن وجهها القبيح الحقيقى الذى أخفته طوال ثمانين عاماً عندما كانت تحت الأرض وكنا نحسب جميعاً أن النظام السابق يكيد لها، لكن يبدو أن هذه الطريقة هى الأنفع والأجدى مع هؤلاء وأمثالهم الذين يبيعون الوطن بثمن بخس على حساب هذا الشعب العظيم الصابر على خرف كل هؤلاء الذين لا عهد لهم ولا ذمة، وهم بذلك يتشابهون تماماً مع العدو الصهيونى الغاشم الذى يأخذ ما لايستحق ويعربد كيفما يشاء، ويفعل الأفاعيل دون وازع من ضمير ولا خلق. وليس غريباً إذن أن تشيد الصهيونية بجماعة الإخوان وقياداتها وأتباعها وأنصارها ومن يدين بالولاء والفكر لهم، ليس غريباً أبداً أن تشيد الصهيونية العالمية بالمرشد العام للجماعة وبعصام العريان وبالرئيس مرسى نفسه الذى كان قبل ذلك قد أرسل خطاباً إلى إسرائيل وتحديداً لرئيسها فيه كل الود والمحبة والوئام.. إنه العار فعلاً وخيبة الأمل المصرية فيمن يتولى حكم مصر حالياً.. إنه الخزى والحماقة التى تواجهها البلاد حالياً على يد هذه الجماعة التى باتت تبيع مصر علناً جهاراً نهاراً من أجل تثبيت حكمها.. ولكن كيف يتم لها هذا الثبيت للحكم؟!.. إذا استمر ذلك فلن يعدو مدة قليلة وسينقلب هؤلاء الصهاينة عليهم أنفسهم، وساعتها لن تقوم لمصر قائمة ولن تحتل مكانتها التى يجب أن تعود إليها.. إننا فعلاً نمر بأخطر المراحل فى تاريخ الأمة المصرية فى ظل حكم الجماعة التى تسلم الوطن على طبق من ذهب إلى إسرائيل!!! ويخطئ من يظن أن المصريين يمكن أن يتهاونوا فى ذلك أو يصمتوا على كل هذه المهازل، فتاريخ الوطنية المصرية سيكون حائط صد لكل من تسول له نفسه التفكير فى بيع الوطن سواء، لإسرائيل أو غيرها، ويكفى ما تقوم به جريدة الوفد من كشف لكل هذه الألاعيب الخطيرة التى يقوم بها مكتب إرشاد الجماعة وقياداتها الذين لا يعنيهم سوى تحقيق مصالحهم حتى ولو كان على حساب الوطن والمواطنين... وطبيعى جداً أن تشيد إسرائيل بالمرشد العام وتضعه على حد قولها المزعوم بأنه زعيم حقيقى، فهو فعلاً زعيم فى نظر الصهيونية لأنه رجلها الذى يسعى إلى تحقيق مآربها وأهدافها.. وعلى رأى المثل إن جاز هذا التعبير من يشهد للعروسة!!! ولتعلم الجماعة وأتباعها وأذنابها وقبلها إسرائيل أن مصر بها وطنيون شرفاء وما أكثرهم وما أعقلهم وما يتمتعون به من وطنية رائدة ورائعة، سيقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن ينال من الوطن، فمصر باقية رغم أنف الجماعة، وأنف إسرائيل وأمريكا، حتى لو ضحى كل شرفائها ووطنييها بأرواحهم فى سبيل رفعة شأنها.. وبئس ما تفعله الجماعة من نيل رضا إسرائيل على حساب البلاد والعباد.. وبئس الصمت الذى تلوذ به مؤسسة الرئاسة تجاه ما يحدث.