دخلت الولاياتالمتحدة منعطفاً خطيراً فى أعقاب الأحداث الدموية التى شهدها مبنى الكونجرس الأمريكى بالعاصمة واشنطن، الأربعاء الماضى، بعد التهديدات التى أطلقها أنصار الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب بتكرار سيناريو اقتحام «الكابيتول»، ولكن هذه المرة فى البيت الأبيض وهم «يحملون السلاح». وأكد انصار ترامب، الذين أصبحوا أكثر جرأة وأنهم سيعودون إلى واشنطن مرة أخرى، لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن يوم 20 يناير الجارى، حيث بدأوا يحشدون بعضهم عبر الإنترنت. وظهر هذا التعهد لأنصار ترامب والدعوة للحشد للتوجه إلى واشنطن على منصات مثل «بارلر» و«تيليجرام»، وفقا لما ذكرته شبكة «إن بى سي» الإخبارية الأمريكية. وأفادت الشبكة بأن أحد الحسابات على تطبيق «بارلر» يتم تعقبه من قبل الجهات الرسمية بعد توجيه دعوة لأنصار ترامب بالعودة إلى واشنطن فى 19 يناير مع «حمل السلاح للدفاع عن عزيمة البلاد». ووفقاً للشبكة الإخبارية، فقد تعهد أحد مستخدمى بارلر ممن ينشر كثيراً عن حركة «كيو أنون» بالتوجه إلى واشنطن بأعداد كبيرة، وقال «سنأتى بأرقام لا يمكن لأى جيش دائم أو وكالة شرطة مطابقتها». وتسعى سلطات إنفاذ القانون جاهدة لتحديد أولئك الذين اقتحموا مبنى «الكابيتول»، وهم قلقون بشأن حفل تنصيب بايدن باعتباره هدفاً آخر. واعتبر الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن أن ترامب «ليس لائقاً لوظيفته»، لكنه رفض مراراً تأييد دعوات الديمقراطيين المتزايدة لمساءلته مرة أخرى. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى فى رسالة إلى أعضاء مجلسها إن النواب قد يتحركون فى وقت مبكر من الأسبوع المقبل لمساءلة ترامب لتحريضه على حشد عنيف اجتاح مبنى الكابيتول الأمريكى، إذا لم يقدم الرئيس استقالته على الفور. كما دعت بيلوسى وزعيم مجلس الشيوخ الديمقراطى تشاك شومر نائب الرئيس مايك بنس، وأعضاء الحكومة لاستدعاء التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأمريكى لإجبار ترامب على التنحى من منصبه، وهى عملية لتجريد الرئيس من منصبه وتنصيب نائب الرئيس مكانه. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن مجلس النواب الذى يهيمن عليه الديمقراطيون يخطط لبدء إجراءات الإطاحة بالرئيس ترامب من منصبه غداً الاثنين، وفقاً لاثنين من المساعدين الديمقراطيين. ويكثف النواب محاولاتهم لإقالة الرئيس قبل أيام قليلة من نهاية ولايته، بعد تشجيعه للغوغاء من أنصاره على اقتحام مبنى «الكابيتول»، فى محاولة لعرقلة التصديق على فوز بايدن فى انتخابات الرئاسة. وأضافت بقولها: «أكثر من 150 نائباً ديمقراطياً، ما يقرب من نصف عدد أعضاء مجلس النواب، وقّعوا على مادة المساءلة التى يمكن أن تؤدى إلى الإطاحة بترامب، والتى تركز على انتهاك مبنى الكونجرس، واتهام الرئيس بالتحريض على التمرد المسلح».