قال الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف علينا أن نواجه الشدائد والصعاب بالأمل وبالعمل ، وبالأخذ بالأسباب؛ فلولا الأمل ما ذاكر طالب ولا اجتهد ، ولولا الأمل ما زرع فلاح ولا حصد ، ولا عمل عامل ولا صنع، ولا فكر والد في إنجاب ولد. وأكد جمعة، خلال خطبة الجمعة من مسجد "الشاطئ" بمدينة بور سعيد بعنوان "الصلابة في مواجهة الجوائح والأزمات"، بحضور اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد أن الأمل حياة واليأس موت، واليأس كبيرة من الكبائر يقول الحق جل وعلا "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، ويقول سبحانه "وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ"، مشيرا إلى أن المؤمن يرى في كل عقدة حلًا ، ولكل أزمة مخرجًا ، ويتكيف معها بالعمل ، والأمل وقال لابد أن يصطحب الأمل العمل ، فالأمل الذي لايقوم على العمل أمل أعرج لا قيمة له ، قال (صلى الله عليه وسلم) إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً ، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها". أكد الوزير على ضرورة الأخذ بأسباب العلم، سواء في حياتنا العامة أم في مواجهة الجوائح بصفة خاصة ، وشدد على أن الأخذ برأي أهل العلم والطب واجب شرعي ، لأننا مأمورون أن نأخذ بالأسباب ، وهذا أمر واجب شرعي ووطني وإنساني ، وأن نتعبد إلى الله بذلك ، لأن المؤمن لا يؤذي نفسه ولا غيره ولا يُلقي بنفسه إلى التهلكة ، ولا يُعرض الآخرين إلى التهلكة لأن الله عز وجل يقول: " وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" مؤكدا أن من لم يأخذ قول أهل الطب ونصائحهم فهو آثم شرعًا ، يقول تعالى: " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" ، وأهل الذكر هم أهل الاختصاص في كل علم. موضحا أن الصلابة في مواجهة المحن والشدائد أحد أهم عوامل الأخذ بالأسباب لعبورها ،فالهلع الزائد عن الحد يورث الإحباط ، والتراخي والاستهانة أيضًا تؤدي إلى عوامل خطيرة، مشيرا إلى ديننا دين الوسطية، هو دين الوسطية في كل شيء ، فلا إفراط ولا تفريط ، لا غُلوّ ولا تقصير، لا استهانة بالاجراءات الوقائية والاحترازية التي تؤكد عليها الجهات المختصة مؤكدا أن اتباعها واجب شرعي ووطني ، ومخالفتها إثم ومعصية واضاف يجب علينا أن نعمل ويكون لدينا أمل ، كما أن الأوقات هى أوقات التكافل والتراحم ، فمن لا يَرحم لا يُرحم ،الرحمة بالفقير والضعيف، مؤكدا اننا في حاجة إلى الدعاء والدواء معا ، لا يُستغنى بالدواء عن الدعاء ؛ لأن الأسباب لا تعمل إلا بإعمال الله جل وعلا لها ، ولا يُستغنى بالدعاء عن الدواء، لأننا مأمورون بالأخذ بالأسباب ، ونحتاج إيضًا إلى مزيد من القرب من الله بكل أعمال الخير والتضرع إليه ، لأن من أسباب رفع البأس كثرة التضرع إلى الله ، يقول الحق جل وعلا: " فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا.