«آية» طالبة جامعية: أحلم بالتخرج و«إن شاء الله أشتغل فى بنك» «عثمان» بائع بطاطا: أتمنى اختفاء كورونا.. و«الرزق يزيد» يوسف «فواعلى»: رغم وجع قلب ابنى وضيق الحال.. لكن القادم أحلى من رحم الغروب يولد الشروق.. ومن عمق الألم تطفو الأحلام.. ويظل الأمل نبتة تسر الناظرين فى أشد لحظات اليأس.. والمصرى نوع فريد من البشر، وكأن الدنيا اجتمعت على ان ترسم على وجهه البسمة الأبدية.. بسمة يعتبرها سلاحه الوحيد ضد تقلبات الزمن ونوائب الدهر. يفرح المصريون بتوديع عام، واستقبال عام.. ربما اذا سألتهم عن سر فرحتهم فلن تحصل على إجابة منطقية، ولكن قد يكون السر فى التقاؤل بالعام الجديد هو «شخصية مصر» القادمة من عصور طويلة طواها الزمن، لكنها تفصح عن نفسها حتى على وجه الحجر.. إنه وجه الفراعنة العظام المنحوت بدقة ووضوح فى التماثيل والمعابد والمسلات.. وجه يحتفظ لنفسه بحق نور الشمس فى نفس الموعد من كل عام.. وعندما تسأل المصريين عن أحلامهم فى عام جديد، فأنت على موعد، مع علاقة حب رائعة للدنيا وما فيها حتى فى زمن كورونا. ومع حلول نسمات العام الجديد، تسطع آمال وطموحات فى عقل كل إنسان، يرغب فى تحقيقها خلال العام الجديد.. «الوفد» رصدت عبر جولة ميدانية آمال وطموحات المصريين فى العام الجديد 2021.. وكانت البداية مع جرجس عماد 54 عامًا موظف فى احدى شركات العقارات، والذى كان مشغولاً بتجهيز مستلزمات احتفال رأس السنة.. سألته: هل ستحتفل بالعام الجديد أم سيمنعك الخوف من كورونا من الاحتفال هذا العام؟.. فابتسم وقال «كل عام أحرص على شراء الزينة والاحتفال بعيد الميلاد موضحًا أنه يحرص على شراء الهدايا الخفيفة لإهداء اطفال العائلة بها كالعرائس الخاصة ببابا نويل، والكوفيات والشوكولاتة والحلوى المفضلة للأطفال مؤكدًا أن زوجته تحرص على تقديم هدايا اليدوية الصنع تعبيرًا على حبها مع انتهاء دقات عقارب الساعات الاخيرة من كل عام وأن الاصدقاء المسلمين أيضًا يحرصون على التواجد والاحتفال برأس السنة الجديدة متمنية أن تكون 2021 سنة سعيدة على الجميع، وأن يسودها راحة البال والقضاء على الارهاب وانتهاء وباء كورونا للابد خوفًا من فقدان الاحباء والمقربين. وتابع عماد، أن مصر فى عام 2020 شهدت طفرة غير مسبوقة فى الإنشاءات والتطوير فى الطرق والكبارى بشكل ضخم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى بالإضافة لتحسين الاقتصاد المصرى وتوفير الدعم بكامل احتياجاته وتطوير المستشفيات والاهتمام بمستقبل الشباب وإطلاق العديد من المبادرات ابرزها الصحية والاقتصادية والتعليمية للمصريين ومع تفشى فيرس كورونا كان الجيش الابيض يتصدى بكل حسم لمكافحة الوباء حتى الآن، وأتمنى ان تكون 2020 نهاية فقدان الاحباء والمقربين والقضاء على فيرس كورونا موضحًا أن المشروعات الضخمة التى حدثت فى الآونة الاخيرة كسبت ثقة القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب وانعكس برفع المؤشرات الاقتصادية للدولة المصرية قائلًا: إن الرئيس السيسى خاض تجربة رائعة لتطوير العشوائيات وتحويلها إلى مشروعات تليق بأحلام المصريين وأكد على أهمية تطوير إدارة رؤوس الأموال التى توظف فى مشاريع لخدمة المصريين وتلبى أحلامهم، وبعد العمليات الارهابية التى كانت تحدث سابقًا، قال إن الإرهاب لم يقدر عليه أحد، إحنا قولنا مش هنشوف مصر تانى لكن الحمد لله والفضل كله والبركة فى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رجعت ابتسامة المصريين من جديد ونتمنى القضاء على كل من يعادى مصرنا الحبيبة. قال سيد محمد 41 عامًا موظف، إن الاحتفال برأس السنة يعتبر نوعا فريدا عن جميع الاحتفالات المعروفة، بينما جميع المواطنين يحتفلون مع اقاربهم واحبائهم وأنا أحتفل داخل إحدى جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوان، ونقدم لتلك الحيوانات مزيدا من المأكولات المحببة لديهم حتى نشعر بالسعادة، وهناك الكثير فى مصر من محبى الحيوانات الأليفة، ويتواجد بعض زملائه فى جمعية حقوق الحيوان، لافتًا إلى تخصيص معظم وقته لرعاية القطط والكلاب ومختلف أنواع الحيوانات الأليفة خاصة أنه يهتم بالعمل والتعاون من أجل الدفاع عن حقوق الحيوان وعدم تعذيبهم من بعض المسيئين فى معاملة الحيوان، لأنه روح ويحس ولكن لا يتكلم ويجب أن نربى أطفالنا على عدم ضربهم أو معاملتها بعنف، وأتمنى فى العام الجديد إعطاء المزيد من الاهتمام بحقوق ورعاية الحيوان ومعاقبة من يسيئون إليها مثلما نشاهد بعض الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعى لتعذيب الحيوان وتتحرك الجهات المعنية فورًا للقبض عليهم، وهذا حقهم علينا أن نحسن معاملتهم، وقطعت مصر شوطًا كبيرًا فى إحراز تقدم بحقوق ورعاية الحيوان فى الفترة الأخيرة، متمنيًا أخيرًا انتهاء أزمة انتشار وباء فيروس كورونا وان يخرج الجميع من تلك المحنة بدون فقد الأشخاص الأعزاء إلى قلوبنا. وقالت أية عادل طالبة بالسنة النهائية (البكالورويس) بكلية التجارة جامعة القاهرة، إنها تتمنى فى العام الجديد أن تنهى دراستها وتحصل على تقدير عام جيد حتى يتسنى لها الحصول على فرصة عمل فى أحد البنوك، والتى تتطلب التقدير العام الذي يبدأ من جيد، وأنها تعلم ان تلك الفترة هى الأصعب بالنسبة إليها فى دراستها ولذلك أمنيتها أن تحقق التقدير المطلوب، وتمنت أيضًا الانتهاء من أزمة فيروس كورونا، لأنها فقدت عمتها بسبب الفيروس اللعين وهو أقسى شيء تعرضت له البشرية على حد قولها منذ فترة كبيرة، وأنها لا تريد أن تفقد أقاربها مرة أخرى، ويجب الحرص على ارتداء الكمامة فى الأماكن العامة والتجمعات، مضيفة أنها ترى أن الحكومة تأخرت كثيرًا فى تشديد الإجراءات الاحترازية وتنظيم فكرة التجمعات، وتركت الجميع خلال الشهرين الماضيين يفعل ما يريد، ولكن مع عودة الموجة الثانية تبين أنها على مستوى كبير من الخطورة وبدأت فى الانتشار السريع، ونسمع يوميًا عن مئات من المصابين وهناك وفيات وزحام فى المستشفيات وتطالب بتشديد الإجراءات وأن يتم تأجيل أو عقد امتحانات منتصف العام الدراسى عبر الإنترنت من خلال تقديم الأبحاث مثلما حدث ذلك العام الماضى، وذلك حفاظًا على صحة المصريين. وأمام عربة بطاطا يمتلكها يقف عثمان ياسين شاب مرتديًا زيه الصعيدى وهو فى أوائل العشرينيات من عمره، مشعلًا الحطب داخل صومعة العربة أثناء موجة البرد من أجل تسوية «البطاطا» لتقديمها ساخنة لزبائنه فى ظل الأجواء الباردة التى تشهدها مصر. اقتربنا منه وسألناه عن أحلامه فى العام الجديد، فأكد أنه يتمنى أول شيء بالنسبة إليه أن يتم القضاء على فيروس كورونا اللعين الذى خطف منه جده منتصف العام الماضى ولم يستطع حضور عزائه لأنه كان فى القاهرة وقتها ولا يوجد مواصلات وهناك حظر تجول وحزن عليه كثيرًا، وأنه كانت صدمة بالنسبة إليه خبر وفاته، ولكن هذا قضاء الله متمنيًا أن تكون الأحوال فى تحسن بالنسبة إليه لأنه متزوج ولديه طفلان ويعمل فى الشتاء على العربة المخصصة للبطاطا وفى الصيف يكون العمل على عربة ترمس وتين شوكى. وأكد ان معظم الناس والزبائن تحب البطاطا الصفراء وهناك البعض يفضل البيضاء ويتوافر لديه أطعمة كاتشب والكباب وهناك ليمون وكمون لإضافتها، لمن يرغب من الزبائن، مشيرا إلى أنه ورث هذه المهنة من والده خاصة أنه متواجد بالمنطقة منذ 5 سنوات ومعظم السكان يعرفونه قائلًا «الناس هنا فى المنطقة بيعاملونى كويس وكمان جنبى عربية فول وواحد بياع فاكهة كلنا بنساعد بعض ويا رب السنة الجديدة تكون خير ونخلص من أزمة كورونا، لأن الواحد صعب يستحمل قفل تانى خالص لأنى أنا أرزقى بشتغل اليوم بيومه وربنا بيسر الأمور وكانت السنة اللى فاتت صعبة أوى عليا وقعدت كتير فى البيت زى معظم الناس. فمتمناش السنة دى أقعد تانى والدنيا تقفل ويا ريت نلتزم كلنا ونلبس الكمامة وربنا يصلح حال مصر وتبقى فى أحسن حال». وأمام أحد مستشفيات التأمين الصحى تقابلنا مع يوسف عبد الحميد عامل، ويحمل على كتفه أحد أولاده الصغار المصاب بثقب فى القلب ويقف منتظرًا دوره فى الدخول والحصول على علاجه الشهرى لحين إجراء العملية، خاصة فى ظل تزايد حالات إصابة الأطفال، مؤكدًا أن عام 2020 كان مأساوياً بالنسبة له بعد إخباره بإصابة ابنه، وأيضًا فى ظل انتشار أزمة فيروس كورونا وتقاعده عن العمل، حيث إنه يعمل فى مجال البناء والمعمار، مشيرا إلى أنه فى الشهرين الأخيرين عادت الحياة تدريجيًا إلى سوق العمل ولكن ليس كما كانت قبل فيروس كورونا، متمنيًا أن العام الجديد يكون أحسن حظًا وأفضل حالًا وأن ننتهى من أزمة ذلك الفيروس اللعين وتسير بلدنا إلى الأمام بخطى ثابتة. وأخيرًا وجه سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى، عدة نصائح للمواطنين مع بداية العام الجديد فى ظل التغييرات التى تشهدها البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد، وأكد على أهمية التفاؤل وأن تكون شخصًا متحمسًا وإيجابيًا وتتحلى بالأمل، لتسهل مواجهة المواقف الموترة وتحفز الحصول على أداء أفضل على المستوى الأكاديمى والبدنى والمتعلق بالتأقلم الوظيفى، والتفاؤل الواقعى والصادق والذكى، المعتمد على الشخص ذاته بدلا من العوامل الخارجية يمكن أن يتم العمل عليه وتطويره، ويساعدنا على خلق حلول لمواجهة الشدائد وجعلنا أكثر مقاومة للمحن، ويحسن حالتنا البيولوجية ويتيح لنا الحصول على المزيد من الدعم الاجتماعى، مع التمسك بالأمل وهو حالة نفسية تساعدنا على المثابرة وتحدى الصعاب وتحديد الأهداف، وتؤهبنا لحالة صحية بدنية وذهنية أفضل ولمزيد من الرضا، وتبعدنا عن الاكتئاب، مؤكدا أنه دون أمل لا يوجد جهد، والأشخاص الذين يتحلون بمستويات مرتفعة من الأمل يتواصلون بشكل أفضل مع الآخرين، ويؤمنون بأن الحياة لها معنى وغرض، ويختبرون مشاعر إيجابية مثل الحماس والثقة. وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسى، أنه فى ظل أزمة كورونا يجب على المواطن عدم التهويل أو التهوين. فالمبالغة فى الخوف والهلع فضلا عن كونه يؤثر على مناعة الفرد ويجعله أكثر عرضة للتأثر بالفيروس، فإنه أيضًا يتسبب فى شلل فى عملية التفكير وهو ما يجعل الفرد غير قادر على اتخاذ القرار السليم، كما أن التهوين يجعل الأفراد لا يهتمون بالتعليمات التى يطرحها المسئولون من أجل محاصرة الفيروس، وهو ما يؤدى إلى مزيد من الانتشار للفيروس فى بؤر جديدة، والأخذ بالتدابير الاحترازية التى يفرضها المسئولون لأنه فى أوقات الأزمات لا مجال للأخذ والرد خاصة إذا كان أحد طرفى المعادلة يعتمد فى معلوماته على مصادر غير صحيحة، وهنا يجب الالتفات إلى أهمية تنفيذ التعليمات بدقة والتى تهدف فى المقام الأول إلى الحفاظ على سلامة أبناء الشعب والحيلولة دون تفشى الفيروس، والابتعاد تماماً عن تمرير الشائعات والأخبار المفبركة لأن آثارها السلبية على الروح المعنوية أكثر ضررًا من الفيروس نفسه، وتعيق بشكل مباشر الجهود المبذولة للسيطرة على الفيروس ومحاصرته.