قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن من النوافل المؤكدة غير التابعة للفرائض هي الليل، ومعنى قيام الليل في اصطلاح الفقهاء، قضاء الليل ولو ساعة بالصلاة أو غيرها, ولا يشترط أن يكون مستغرقًا لأكثر الليل، فإذا صلى المسلم ركعتين بعد العشاء بنية قيام الليل حصل له السنة، ولا تشترط الإطالة. وأوضح جمعة، أن صلاة قيام الليل أو صلاة الليل أعم من صلاة التهجد، فكل تهجد قيام ليل، وليس العكس، والتهجد في اللغة من الكلمات الأضداد، بمعنى أنه يستعمل في المعنى وضده على الحقيقة فالتهجد في اللغة هو التهجد في اللغة من الهجود, ويطلق على النوم والسهر، يقال: هجد، نام بالليل, فهو هاجد, والجمع هجود, وهجد: أي صلى بالليل, ويقال تهجد إذا نام, وتهجد إذا صلى, فهو من الأضداد إذن. وتابع: والتهجد في اصطلاح الفقهاء، و صلاة التطوع في الليل بعد النوم، ويؤيد ذلك ما رواه عن الحجاج بن عمرو بن رضى الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أبحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد ؟ إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم» [رواه الطبراني في الأوسط والكبير]. وأفضل أوقاتها في السدس الرابع من الليل والخامس، هذا إذا قسم الليل إلى أسداس، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم « أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا، ويفطر يومًا » [أخرجه البخاري] أما إذا قسم الليل إلى نصفين، فالنصف الأخير هو الأفضل، أو الثلث الأخير لمن قسم الليل ثلاثة أقسام، وذلك لما رواه أبو هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا،حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له؟ » [رواه البخاري ومسلم]. وعن عدد ركعاتها، بين جمعة، أن الشافعية ذهبوا إلى أنه لا حصر لعدد ركعاته لخبر: «الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر» [رواه ابن حبان والحاكم في المستدرك]، وخير الكمال هدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي ثمان ركعات كما روت ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة: يصلي أربعا, فلا تسأل عن حسنهن وطولهن, ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن, ثم يصلي ثلاثا» [أخرجه البخاري ومسلم] وفي لفظ قالت: «كانت صلاته صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان وغيره بالليل ثلاث عشرة ركعة, منها ركعتا الفجر».