إنّ الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وبناءً على ذلك يكون بناء المجتمع، فإن كانت الأسرة مترابطةً ومتماسكةً، فإنّ ذلك ينعكس على ترابط المجتمع، وإن كانت الأسرة بعكس ذلك فالمجتمع يصبح منهاراً ومتفكّكاً، إلّا أنّ الإسلام عمل على تقوية الأسرة، وتوثيق العلاقات، والروابط بين أفرادها، وحثّ المجتمع على تطبيقها والحرص عليها، حيث قال الله تعالى: (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ). فالزواج في الإسلام يكون بين الرجل والمرأة بهدف تحقيق العديد من المصالح المشتركة لكلا الطرفين، ومن تلك المقاصد توفير وضعٍ اجتماعيٍ قائمٍ على المودة والرحمة، وإشباع الغرائز الطبيعية للإنسان بشكلٍ مستقرٍ، حيث إنّ الزواج في الإسلام قائمٌ على أساس المودة، والرحمة، والعفة، والكرامة، والصيانة، حيث قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وبالزواج يتحقّق تهذيب النفس، والسمو والرقيّ بها.