حدثنا صديقي عز.. الشهير بقنصل الوز.. قال: قصدتني جارتي عزة أم بهية.. وطالبتني بتنظيم حملة إعلامية. وإعداد اللافتات.. لأنها ستدخل الانتخابات.. قلت لها قولي الباهر.. لا تصلح الظواهر.. إلا بإصلاح البواطن.. فارفعي شعار »وزة لكل مواطن«.. قالت: وماذا أيضا تشوف.. يا فيلسوف؟.. قلت: لنبدأ برنامج العمل.. بأن تركبي علي جمل.. وتلفي علي أهالي الدائرة.. وأسراب الوز حولك متناثرة.. وجموع الشباب خلفك سائرة.. تهتف بأصوات هادرة.. »انتخبوها تجدوا العزة.. عزة عزة.. رمز الوزة«.. اقتنعت الست عزة.. بأفكاري الفذة.. واشترت عشرين ألف وزة.. لإطعام أهل الحي.. اللي رايح واللي جي.. وعلي دقات الطبول وقفت لتقول.. يا أهل الدائرة الكرام.. لقد وفرت لكم الطعام.. وأول الغيث وز.. ثم ينهمر العز.. فبرنامجي هو توفير الوز والمهلبية.. لجمع الطبقات الشعبية.. وبعد هذه الخطبة العصماء.. دعت أهالي الحي لتناول العشاء.. في سرادق كبير.. كأنه ميدان التحرير.. وتربعت بينهم علي شلتة.. ومسحت »حلة الفتة«.. ولم تترك بوزتها حتة.. ثم التهمت كيلو من التفاح الأمريكاني.. ومن المهلبية عدة صواني.. وفي الصباح سمعنا أصوات نواح.. وقالوا: إن عزة أم بهية.. أصابتها أزمة قلبية.. وراحت في »شربة مية«.. ضحية للوز والمهلبية.. فبكت عليها البطون.. قبل العيون.. و»إنا لله وإنا إليه راجعون«. اه يا قفايا وصلتنا من صديق الهوامش محمد صلاح الدين العقاد هذه »الخربوشة« الزجلية ونهديها للدكتور أحمد فتحي سرور وجميع أعضاء مجلس الشعب الموقر: »دخلت خناقة وعركة في مرة.. وأنا متغرب بره بلادي.. فلق أسمر وعينيه الجوز حمرة.. شلفط وشي ودش سناني.. رحنا القسم في هيصة ولمة.. لأجل يشوفوا مين الجاني.. بص الضابط لية وسمي.. وقال لي اتهبب في الناحية دي.. وقدم شاي للي ما يتسمي.. قلت وشرفي ده هو البادي.. وهيه الكلمة وقلبت ضلمة.. شاويش اتسحب كده ع الهادي.. وهب ولسوع ابن الصرمة.. قبل ما ألحق حتي أفادي.. وعنها خرجت قفايا مزنهر.. شهرين وأنا أدهن له زبادي.. أيام عدمت وشهور مرت.. رجعت لبلدي ونيلها الهادي.. وفي يوم مرة بلف اتسكع.. لقيت الراجل نفسه قصادي.. جاي أعاتبه قال فين يوجع.. خدني شمال علي وشي كفاني.. قلت اسمعني أحسن لك ارجع.. شالني لفوق ولتحت رماني.. ما احسش إلا هناك في النقطة.. خدونا يشوفوا مين الجاني.. بص الضابط ليه وسمي.. وقال لي اتهبب في الناحية دي.. وقدم شاي للي ما يتسمي.. قلت وشرفي ده هو البادي.. وهيه الكلمة وقلبت ضلمة.. شاويش اتسحب كده ع اهادي.. وهب ولسوع ابن الصرمة.. قبل ما ألحق حتي أفادي.. عنها خرجت قفايا مزنهر.. شهرين وأنا أدهن له زبادي.. بس الجرح في قلبي كان أكتر.. وأنا متغرب جوه بلادي«.