أيّدَ الله -سبحانه وتعالى- أنبيائه بالدلائل والمعجزات، ليقيموا الحُجةَ على الناس، وقد جاء ذكرُ معجزات الأنبياء والرُّسل، في القرآن الكريم، ومن الأنبياء الذين جاؤوا بالمعجزات لأقوامهم هو نبي الله داوود -عليه السلام- فقد أيده الله بمعجزاتٍ لم يؤتها لأحدٍ غيره ومن معجزات سيدنا داوود عليه السلام: إقرأ: كيف تكون محبة الله عز وجل علَّمه الزبور: أولى معجزات سيدنا داوود عليه السلام وهو الكتابُ السماويّ الذي أنزله الله - سبحانه وتعالى- على نبيه داوود -عليه السلام- بعدما أعطاه الله النبوة، قال تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}. ويشتمل على مائة وخمسين سورة، كلها حكمٌ ومواعظٌ، ولا يشتملُ على تشريعات، ولا أوامر ونواهي، وكان -عليه السلام- يمتلكُ صوتاً عذباً، شجيًا، فكان إذا قرأَ الزبور اجتمعت لهُ الخلائقُ حتى تستمعَ لجمالِ صوتهِ،[11] علَّمهُ الحكمة وفصْل الخطاب: فمن معجزات سيدنا داوود عليه السلام هو أنه كان لا يقول إلا صوابًا، وكان يُصيب في فهمهِ، وفي قضائهِ بين النّاس قال الله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}. ألانَ له الحديد، وعلَّمه صناعة الدروع: ومن معجزات سيدنا داوود عليه السلام التي وردَ ذكرها في القرآن الكريم، هي إلانة الحديد بين يديه، قال تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}. فكان يُشِكِلُ الحديدَ بين يديه، ويتحكم به، وكأنه القطن، وكان -عليه السلام- يصنعُ من الحديد دروعًا، قد علمهُ الله صُنعَها، قال تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ }. ومعنى صنعةَ لبوس الواردة في الآية آنفةِ الذكر، هي صناعة الدروع، وقد كان النّاس من قبل ذلك يصنعون الدروع قطعةً واحدةً، فلما ألان الله الحديد بينَ يديه، صنعها -عليه السلام- بشكلِ حلقةٍ شديدةِ الصلابة، تعينهم على حمايةِ أنفسهم والدفاعِ عنها. تسخَّيرالجبال لِيُسبِّحْن والطير:كان داوود -عليه السلام- يمتلك صوتاً جميلاً، وهذا مما أعطاه إياه الله تعالى، فكان إذا قرأ شيئاً من الزبور، أو سبّّحَ لله تعالى، سبحت معه الطيرُ والجبال، قال تعالى: { إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ} فكان هذا الفضلُ لداوود -عليه السلام ولم يكن لغيره من البشر.