قدم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومته للرئيس ميشال عون مساء اليوم الأربعاء، قائلًا : "الأجواء إيجابية وسألتقي الرئيس عون مجددا". وأضاف: "عون سيدرس التشكيلة والأمل كبير بتشكيل الحكومة قريبا، لقد تقدمت بتشكيلة كاملة تتألف من 18 وزيرا من اصحاب الاختصاص بعيدا عن الانتماء الحزبي". وكشفت مصادر سياسية، في وقت سابق، أن رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، قرر أن يتقدم للرئيس ميشال عون، بصيغة وزارية تضم 18 وزيرا فور اختتام المؤتمر الدولي لتقديم مساعدات إنسانية للبنانيين. يذكر أن الحريري كلف بتشكيل حكومة جديدة في 22 أكتوبر الماضي، بعد تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة من قبل 65 نائبا، من أصل 120 نائبا، وجاء التكليف بعد نحو عام من تقديم الحريري استقالة حكومته إثر احتجاجات شعبية. ويشار إلى أن لبنان يعاني من أزمة مالية واقتصادية، وانخفاض العملة الوطنية مقابل الدولار، واحتجاز المصارف للودائع، وارتفاع نسبة الفقر، والبطالة، وشك اللبنانيين في الطبقة السياسية. ووافقت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية على الإبقاء على دعم الخبز والأدوية الأساسية، وذلك في الوقت الذي يتسبب فيه الانهيار المالي بالبلاد في زيادة الفقر والتضخم. ففي اجتماع بشأن ترشيد الدعم مع حاكم المصرف المركزي ومستشار للرئيس، تعهد الوزراء بوضع خطة في غضون أسبوع من شأنها المساعدة في خفض الإنفاق مع الإبقاء على الدعم لبعض السلع الأساسية. وفي ظل تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي سريعا، وبعد أن صار إلغاء الدعم وشيكا، لم يتخذ قادة لبنان أي خطوة حقيقية نحو وضع خطة لدعم الواردات أو مساعدة الفئات الأكثر ضعفا في البلاد. فالسياسيون في خلافات منذ شهور بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك في وقت يمضي فيه لبنان بخطوات سريعة نحو ما حذرت اثنتان من وكالات الأممالمتحدة من أن يكون "كارثة اجتماعية". وقال بيان من مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إن المجتمعين اتفقوا في اجتماع اليوم على دراسة وسائل تقليص فاتورة النفط وتوفير بطاقات دعم تمويلية. ألقت الأزمة بالفعل بما لا يقل عن نصف السكان في براثن الفقر، وتفاقمت المتاعب بالنسبة للبنان بسبب زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 وانفجار هائل بميناء بيروت أودى بحياة 200 شخص في أغسطس وأدى إلى استقالة الحكومة.