يعتبر مواجهة الفساد ومكافحته هو الأساس الذي يمكن أن تنطلق منه الدول نحو التقدم والازدهار، وتحقيق أهدافها التي تسعى إليها في التنمية، لذلك كان من الضروري العمل المجتمعي والدولى للقضاء عليه في مختلف المجالات. ويحتفل العالم في 9 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لمكافحة الفساد، وذلك بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر عام 2003 اتفاقية مكافحة الفساد، ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2005، وهي اتفاقية متعددة الأطراف تتفاوض بشأنها الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وتضم 71 مادة مقسمة إلى 8 فصول على أن تقوم الدول الأطراف بتنفيذ عدة تدابير لمكافحة الفساد، والتي قد تؤثر على القوانين والمؤسسات والممارسات. واختارت الأممالمتحدة شعار اليوم لهذا العام "متحدون علي مكافحة الفساد"، وبرزت أهمية مناهضة الفساد خلال أزمة كورونا، وفقًا لما تطرق إليه أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة في حديث له، حيث قال إن الفساد فعل إجرامي لاأخلاقي وخيانة للأمانة المستودعة من الشعب. وأضاف، وضرره يكون أشد جسامة في أوقات الأزمات، كما في الوقت الحالي الذي يكابد فيه العالم جائحة كوفيد-19، والتعامل مع هذا الفيروس يخلق فرصا جديدة لاستغلال ضعف الرقابة وعدم كفاية الشفافية، حيث يتم تسريب الأموال بعيدا عن الناس في أوقات هم فيها أحوج ما يكونون إلى تلك الأموال. ويهدف الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد، التوعية بآثار الفساد والتصدي له مع استعراض مفهوم الفساد والمعايير الدولية لتعزيز الشفافية للدول، ويعتبر التعريف الأكثر شيوعًا للفساد هو الذى حددته منظمة الشفافية الدولية بأنه كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو لجماعته، ويشار إلى أن قيمة الرشاوي في العالم تصل إلى تريليون دولار كل عام، فيما يمكن أن تصل قيمة المبالغ المسروقة إلى أكثر من ترليونين ونصف دولار. وتشير بعض الاحصائيات إلى أن قيمة الفاقد بسبب الفساد تقدر ب10% من اجمالي مبالغ المساعدة الإنمائية المقدمة في البلدان النامية.