قيام الليل من صفات الصالحين وورد الفضل الكبير، والأجر العظيم الخاصّ بقيام الليل في العديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبويّة الشريفة، وقد خاطب الله -تعالى- نبيّه محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-؛ كي ينال هذا الشرف العظيم؛ لِينالَ المَقام المَحمود، وذلك بقوله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا). ومن الفضائل العظيمة الخاصّة به ما يأتي: وُصِف الذين يُقيمون الليل بالمؤمنين، ووُعِدوا بالجزاء العظيم؛ فقد قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ*تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). تُعَدّ صلاة الليل أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة؛ قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: (سأَل رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الصَّلاةِ أفضلُ بعدَ المكتوبةِ ؟ قال: ( الصَّلاةُ في جوفِ اللَّيلِ . يُعَدّ قيام الليل أفضل الطاعات في شهر رمضان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[11] ويبدأ وقته قبل وقت الصيام، فمتى ثبت هلال رمضان سُنَّ قيام تلك الليلة.[12] يُعَدّ قيام الليل إحدى صِفات المُتَّقِين التي ذكرَها الله -تعالى- بقوله: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).