الاستقامة على منهج الله من صفات المؤمنين وقال اهل العلم بعد اتمام عمليّة تغسيل الميت، يأتي تكفينه باللفائف البيضاء؛ استعداداً لإنزاله في القبر، وفي ما يأتي الطريقة الأفضل في التكفين، إلّا أنّ الغاية من التكفين ستر البدن كلّه، ولو كان ذلك في ثوبٍ واحدٍ: يُستحبّ أن يُلفّ الرجل بثلاث لفائف بيضاء، وقيل إنّ المرأة تُلفّ بخمسة: إزار، وخمار، وقميص، ولفافتين، وقيل: المرأة كالرّجل، تلفّ بثلاث لفائف، حيث قالت عائشة -رضي الله عنها- عن كفن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (كُفِّنَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في ثلاثِ أثوابٍ بيضٍ سحوليةٍ، من كُرْسُفَ، ليس فيها قميصٌ ولا عمامةٌ). وكان مَن كفّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هما: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما. يُستحبّ تجمير، وتبخير هذه اللفائف، وقد يكون تجميرها قبل لفّها، وقد ورد في ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أَجمرتُم الميتَ فأوترُوا، وفي روايةِ: فأجمروهُ ثلاثاً). وضع اللفائف الثلاث بعضها فوق بعض، ووضح الحنوط؛ وهو عطر يُصنع خصّيصاً للميت، حيث يُوضع بين اللفائف الثلاث، ثمّ يُوضع فوقها الميت مستلقياً. يُؤخذ شيء من الحنوط، ويُوضع بين إليتي الميت؛ لإبعاد الرائحة الكريهة. يُوضع باقي الحنوط على مواضع سجود الميت، ومنافد وجهه، ومنافد الوجه هي: العينين، والشفتين، والأنف، وزاد بعض العلماء بقوله الأذنين كذلك، ومواضع السجود هي: الجبهة، والأنف، والكفّان، والركبتان، وأطراف القدمين. يرُّد طرف اللفافة العليا على شقّ الميت الأيمن، ويردّ طرفها الآخر من فوقه على الشقّ الآخر، وكذلك يُفعل بالثانية والثالثة. تُعقد هذه اللفائف على الميت؛ حتى لا تتفتّح خلال نقله والصلاة عليه، ولم يُذكر عددها تحديداً، فقد تكون عقدتين؛ إحداهما عند رأسه، والأخرى عند قدميه، وقد يحتاج في الوسط اثنتين أو ثلاث فلا بأس في ذلك.