أهدى الفنان الكبير جلال الشرقاوي مسرحيته الجديدة "الكوتش" إلى قضاء مصر الشامخ، لافتًا إلى أنها تحمل بين طياتها العديد من الرسائل المهمة للجمهور، حيث تتناول البحث عن العدالة وتداول السلطة. وقال الفنان جلال الشرقاوي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الليلة الماضية في مسرح الفن بحضور د.جمال سلامة وأبطال العرض المسرحي"الكوتش"إن العمل يدعو إلى العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والرشوة،مشيرا إلى أن يقدم قضية ورسالة في إطار بهجة ومتعة للجمهور. واستعرض جلال الشرقاوي فترات النهضة التي عاشها المسرح خلال فترة الستينينات والسبعينينات والثمانينات من القرن الماضي خلال العرض المتكامل المتمثل في القصة والأغنية والديكور والملابس المبهرة،حيث بلغت عدد الفرق المسرحية نحو 27 فرقة مسرحية، مشيرا إلى ازدهار المسرح في عهد كل من الوزيرين د.عبد القادر حاتم وثروت عكاشة واستاذ الأجيال السيد بدير. وأوضح الشرقاوي أن بداية انهيار المسرح كان في التسعينينات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن النظام البائد ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسني تعمد تدمير المسرح المسرحي من خلال إنشاء المسرح التجريبي بعد أن خصص ما يصل إلى نحو 25 مليون جنيه لهذا المسرح الذي اعتمد على الهواة التي عرضت بعض التجارب الرديئة. وأضاف جلال أن الطمع والجشع وترك عالم المسرح للاتجاه إلى السينما والتليفزيون ساهم في تراجع المسرح في السنوات الأخيرة أيضا، ليهجر الفنان الصرح صاحب الفضل الأول عليه، مشددا على ضرورة ألا ينسى الفنان قيمة المسرح وأهميته من خلال تخصيص شهر واحد في العام من أجله والعمل فيه. وأكد الفنان الكبير جلال الشرقاوي أن النظام السابق حرص على هدم دور العرض المسرحي المختلفة وتحويلها إلى عمارات وجراجات إلى جانب إلغاء تعاقدات دور عرض مسرحي أخرى. وحول إمكانية تطرق العمل إلى السياسة حاليا، أوضح جلال الشرقاوي أن المسرح يقدم بصفة عامة السياسة بمعناها العريض الواسع، مؤكدا أنه حرص منذ إنشاء مسرحه"مسرح الفن"على تقديم المسرح السياسي المباشر وسمى الشخصيات بأسمائها مثل الرئيسين الراحلين أنور السادات وعبد الناصر والرئيس المخلوع حسني مبارك، وقال مستعدون أن نقدم الرئيس محمد مرسي وأن نتناول كل ما يحدث بصدق لأننا لا نخشى إلا الله. وأشار جلال الشرقاوي إلى أنه تم التطرق خلال مسرحيته "دستور يا سيدنا" إلى العديد من الأمور المتعلقة بالانتخابات وأحقية كل مصري في الترشح وضرورة أن تكون مدة الرئاسة فترتين،لافتا إلى أن الشرطة أغلقت مسرحه بعده ثم تم حصاره وإغلاقه في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني. وقال الشرقاوي إنه على الرغم من أنه أقام دعوى قضائية لصالح مسرحه"مسرح الفن"وتشميع المسرح وإغلاقة عامين ونصف العام وحصل على أحكام لصالحه إلا أنها لم تنفذ ولم تعترف بها وزارة الثقافة، مرجعًا الفضل إلى ثورة 25 يناير لفتحه من جديد. ودعا الفنان جلال الشرقاوي كلا من الفنانين عادل إمام، محمد صبحي، سمير غانم، محمد هنيدي، أحمد السقا ومحمد سعد إلى أن يفتحوا الستار عن مسرحهم ليقدموا آرائهم وفكرهم في تلك الفترة التي تحتاج مصر فيها إلى أن تستمع إليهم من خلال فنهم، وما أحوجها إلى أن تستمع إليها في تلك الأيام.