الصبر عند المصيبة من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وقال اهل العلم وعد الله -تعالى- عباده الصابرين بالأُجور العظيمة، والكثير من البِشارات، ومن هذه البِشارات التي جاءت في القُرآن الكريم قوله -تعالى- واصفاً أجرهم: (أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)؛. فقد وعدهم الله بالصلاة عليهم؛ بالمغفرة، والرأفة، وذكرها الله بصيغة الجَمع؛ للدلالة على الكَثرة، كما وعدهم بالرحمة من خلال إزالته لآثار المُصيبة، أو تعويضهم خيراً منها، إلى جانب أنّه وعدهم بهدايتهم إلى ما يُريدون من أُمور الدُّنيا والآخرة،[9] كما أنّ الله -تعالى- يُضاعف للصابر أجرَه مرَّتَين، ويوم القيامة يُبشّره بالجنّة من غير حساب؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّما يُوفَّى الصَّابِرون أجْرََهُمّ بِغيْرِ حِسابٍ)،[10] والصبر يُوجِب وجود مَعيّة الله -تعالى- للعبد، جاء رجل إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يسأله عن الإيمان فقال له: (الصَّبرُ و السَّماحَةُ)،[11] ويُؤيّدُ الله -تعالى- الصابرين بنصره، إضافة إلى أنّ الصبر علامة تدُلّ على صِدق العبد؛ فقد سأل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الأنصار ذات يوم عن علامات إيمانهم، فذكروا منها صبرهم على البلاء، فأقرّهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على قولهم، وشهد لهم بالإيمان. وذهب بعض العُلماء إلى أنّ الصبر من أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله -تعالى-؛ لأنّ الله أكثرَ من ذِكرِ الصبر في القرآن الكريم؛ فقد ذَكَره، ومدح الصابرين في أكثر من تسعين موضعاً من القُرآن؛ ذلك أنّ الله -تعالى- إذا أحبّ عبداً أثنى عليه ومَدَحه؛ لأنّ الذي يصبر على البلاء، ويصبر عن الحرام يستحقّ أن يُشمَل برحمة الله -تعالى-، ومَدحه. والصبر على المكاره والشهوات سبب لدخول الجنّة، والابتعاد عن النار، قال -عليه الصلاة والسلام-: (حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ). كما أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- بيّن أنّ المؤمن الصابر في خير دائماً؛ ففي حالة السرّاء يشكر، وفي حالة الضرّاء يصبر، قال -عليه الصلاة والسلام-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).. وأهل الصبر يكون لهم الفوز والنجاة، قال -تعالى-: (إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ). ويُعَدّ الرضى والتسليم لله -تعالى- من علامات الصبر؛ وذلك سبب لهداية القلب، ورقّته.