رئيس جامعة المنوفية والمحامي العام يناقشان آفاق التعاون المجتمعي    وكيل التعليم بأسيوط يتفقد مدارس الغنايم ويشيد بتفعيل البرامج العلاجية والقرائية    هندسة بنها تحصل على جائزة الإبداع والتميز في معرض النقل الذكي والتنقل الكهربائي    ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة منتصف الأسبوع    الولايات المتحدة تطالب الجيش السودانى وقوات الدعم السريع بوقف القتال فورا    أمريكا ترفع مكافأة الترحيل الذاتي للمهاجرين إلى 3 آلاف دولار    «يجب احترامه وهدف +90».. العالم يتحدث عن صلاح بعد مباراة مصر وزيمبابوي    شاهندا المغربي حكماً للمقاولون والطلائع في كأس عاصمة مصر    قرار عاجل من النيابة الإدارية ضد قيادات مدرسة لذوي الإعاقة بسبب واقعة هتك طالبين جسد تلميذة    إخماد حريق شب داخل منزل فى الحوامدية دون إصابات    حريق بمخازن أخشاب بالمرج وإصابة 5 مواطنين في حادث على طريق الضبعة    الأرصاد تحذر من انخفاض الحرارة.. وهذه المنطقة الأكثر برودة فى مصر    إحالة مديري مدرسة التربية السمعية الحالية والسابق للمحاكمة لإهمالهما في واقعة اعتداء جنسي على تلميذة من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المدرسة    روسيا تبارك انتخاب خالد العناني لرئاسة اليونيسكو: فرصة لإعادة الحياد إلى المنظمة    أبطال وصناع "ميد تيرم" ضيوف معكم منى الشاذلي الخميس    كريم محمود عبدالعزيز بين «المتر سمير» و«طلقني»... تنوع فني وحضور قوي    لو لقيت فلوس في الشارع تعمل إيه؟.. أمين الفتوى يُجيب    الرعاية الصحية: إدخال أحدث تقنيات الفاكو لعلاج المياه البيضاء ودعم السياحة العلاجية بجنوب سيناء    محطة رفع صرف صحى بطاقة 15 ألف م3 يوميًا لخدمة قرية الفهميين بالجيزة ضمن حياة كريمة    محمد صلاح يعادل الصقر ويتخطى أبو جريشة فى قائمة هدافى أمم أفريقيا    مرموش: نحتاج لمثل هذه العقلية في البطولات المجمعة    والد فنان شهير، معلومات لا تعرفها عن الماكيير الراحل محمد عبد الحميد    وزير الثقافة يلتقي الفنان خالد الصاوي لبحث إنشاء المركز الدولي للتدريب على فنون المسرح    وزير الأوقاف: «دولة التلاوة» أعاد للقرآن حضوره الجماهيري    هندسة بنها بشبرا تحصل على جائزة الإبداع والتميّز في معرض النقل الذكي والتنقل الكهربائي    الداخلية تكشف ملابسات ادعاء سيدة الاستيلاء على منزلها    رئيس الوزراء يجرى حوارا مع المواطنين بمركز طب الأسرة فى قرية الفهميين    كامل الوزير: فائض إنتاج عمان من البولي بروبلين والنحاس قد يلبي احتياجات السوق المصري    بالفيديو.. رئيس مصلحة الضرائب يوضح خطوات التعامل مع الممولين عبر التسهيلات الضريبية    البابا تواضروس يستقبل الأنبا باخوميوس بالمقر البابوي بوادي النطرون    بعد قليل.. رئيس الوزراء يتفقد عدداً من مشروعات حياة كريمة بالجيزة    ارتفاع حصيلة اشتباكات حلب إلى 4 قتلى و9 جرحى    قافلة المساعدات ال100 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار بأنحاء متفرقة من غزة    ترامب: المحادثات مع روسيا وأوكرانيا تسير بشكل جيد    وزير الكهرباء يلتقي مع رئيس "نورينكو" لبحث التعاون المشترك في مجالات الاستكشاف والتعدين    بالفيديو.. الحمصاني: منظومة التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة تمسان الخدمات الأساسية للمواطنين    قرار جمهوري بتشكيل مجلس إدارة البنك المركزي برئاسة حسن عبد الله    وزارة التعليم: أحقية المعلمين المحالين للمعاش وباقون في الخدمة بحافز التدريس    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 23ديسمبر 2025 فى المنيا    وائل القباني: هجوم منتخب مصر الأقوى.. والتكتيك سيتغير أمام جنوب إفريقيا    بعد وفاة الطفل يوسف| النيابة تحيل رئيس وأعضاء اتحاد السباحة للمحاكمة الجنائية العاجلة    4 وزراء ومحافظين يشهدون احتفالية انضمام 3 مدن مصرية جديدة لشبكة اليونسكو    وزير الصحة يشهد توقيع مذكرة تفاهم مع «فياترس» لتطوير مجالات الرعاية الصحية بملف الصحة النفسية    نظر محاكمة 89 متهما بخلية هيكل الإخوان.. اليوم    وفاة والد الفنان أحمد عبد الحميد وتشييع جثمانه بعد صلاة العصر    بدء الصمت الانتخابي في إعادة انتخابات النواب بالدوائر ال19 الملغاة    خطوات التصالح في سرقة الكهرباء    الجيش الأمريكي: مقتل شخص في ضربة جديدة لقارب تهريب مخدرات    المخرجة إنعام محمد علي تكشف كواليس زواج أم كلثوم والجدل حول تدخينها    "بسبب غاز السخان" النيابة تحقق في وفاة عروسين    «المستشفيات التعليمية» تعلن نجاح معهد الرمد والسمع في الحصول على اعتماد «جهار»    حسام حسن: حدث ما توقعته «صعبنا الأمور على أنفسنا أمام زيمبابوي»    أمم إفريقيا - ياسر إبراهيم: أحب اللعب بجانب عبد المجيد.. ونعرف جنوب إفريقيا جيدا    ليفربول يحتفل بأول أهداف محمد صلاح مع منتخب مصر فى كأس أمم أفريقيا    رمضان عبدالمعز: دعوة المظلوم لا تُرد    "يتمتع بخصوصية مميزة".. أزهري يكشف فضل شهر رجب(فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"ملائكة وشياطين دونالد ترامب" كتاب جديد ل حنان أبو الضياء
نشر في الوفد يوم 02 - 11 - 2020

غدا الأنتخابات الامريكية الامريكية؛ والمقرر لها دوما الثلاثاء الاول من شهر نوفمبر ؛ وبالطبع الأنتخابات الامريكية بدأت هذا العام مبكرة عن طريق المشاركين بالبريد الألكترونى ؛بسسب وباء كورونا ؛ وحتى أعلان النتيجة لا أحد يستطيع أن يجزم من سيفوز ؛ فهل يفعلها ترامب كما حدث فى 2016 ؛وخاصة أن من سيحسم الانتخابات الحالية هو ترامب نفسه ؛أو من يحبونه ؛أو رافضيه الذين يصوتون لمنافسه جو بايدين عقابا له ؛ هذا ما يؤكده أحدث اصدرات الكاتبة حنان أبو الضياء كتاب (ملائكة وشياطين دومالد ترامب ).
الكتاب صادر عن مركز أنسان للدراسات والنشر والتوزيع.
الكتاب يرى أن دونالد ترامب كاسر الأعراف والتقاليد السياسية الأمريكية المتأصلة منذ ما يزيد على قرنين من الزمن.التوليفة الأنسانية العجيبة القادرة على تحويل الاصدقاء الى أعداء ؛وفى نفس الوقت يملك مقومات تجعله دوما قادرا على الوصول الى مايريده؛ يعرف قوانين اللعب ؛فى آى وقت يصول ويجول فى الساحة؛ ومتى يبقى فى الساحة مهادنا؛ منتظرا لحظة الهجوم والفتك بالخصم .
فى عالمه هناك ملائكته المحيطين به ؛وهم ملائكة من نوع ترامبى خاص ؛ لا يعطون بركتهم لسواه ؛أما شياطينه فهم كثر؛ معظمهم صناعة يديه ؛ والسؤال الان هل ترامب 2020 هو ترامب 2016 القادرعلى أثارت السخرية والضحكات؛ المشاكس، والرجل القادر على توليد التملق والسخرية، المتخذ كل قرارات حياته دون استشارة أحد، و كما يقول عن نفسه : "أنا أفهم الحياة وكيف تدور، أنا أسطورة تماثل أسطورة لون رانجر.
ترامب الذى أصبح الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الامريكية؛ على الرغم من اعتباره غير مثقف وأحمق من النخبة؛ فهل يعيد الكرة من جديد ويعاد أنتخابه ؛ومن سينتصر فى معركته القادمة شياطينه ؛أم ملائكته؟.
والسؤال الذى يطرحه الكتاب بقوة هل مازال ترامب يجد من يصدقه عندما قال في كتابه الأخير "أمريكا المريضة" : "أنا رجل لطيف حقا، صدقوني. أشعر بالفخر لكوني رجل لطيف، لكني أتوق ومصمم على أن تكون بلدنا دولة عظيمة مرة أخرى".
وتكمل المؤلفة حنان أبو الضياء تساؤلتها حول الانتخابات بسؤال هل يعاود ترامب تميزه كما كان يحدث فى برنامجه تلفزيون «الواقع» الشهيرThe Apprentice؛ ويعرض نفسه باعتباره رجلا لائقا لقيادة أمريكا فى المرحلة القادمة، أم أن عبارته الشهيرة "أنت مطرود " ستقال له ويخرج من البيت الابيض.
لقد صنع ترامب من نفسه شخصية مثيرة للجدل، فهل سينجح فى جعل نفسه "المبشر بإنجيل أمريكا للنجاح"، الذى يحصل على نتائج فورية ؛ ولما لا وهو من عاشقى الظهور الى حد الأدمان الذى أصبح مثل المخدر في دمائه.
أن ترامب لم يتغير من سنوات عدة ؛ فهو كما كان يركز ليصبح اسمه على المنتجات والمباني وعلى القصص، مندهشا ممن يرون ذلك غريبا ؛بقوله :هل يوجد ما هو أهم للرجل من شخصيته العامة؟.
أنه المعروف بميله إلى البذخ والسعي إلى الشهرة والمقترن بتكبره وبشخصيته المتقلبة؛ ولعل أهم ما يميزه عن الآخرين هو ميله إلى التعبير عما يجول في ذهنه بدون تردد أو خوف، والذى تخلى عن رفضه مصافحة اي أحد بسبب اعتباره أن هذه الممارسة بربرية تساعد على نقل الجراثيم؛ ولكنه مع ذلك لا يتردد عن توجيه انتقادات لاذعة للآخرين مستغلا مهارته في معرفة أمور كثيرة. كما لا يكل ترامب عن الترويج لنفسه إدراكا منه لقوة الاسم التجاري. أنه الحاصل على اثنين من جائزة إيمي.
وهو من قام الممثل الأميركي جوني ديب بأداء شخصيته في فيلم ساخر مدته 50 دقيقة، بُث عبر الانترنت بعد فوز ترامب بالانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامبشر.والفيلم أحيط بسرية تامة، ومقتبس عن كتاب «فن الصفقة» دونالد ترامب وظهر جوني ديب بالماكياج الكثيف إلى جانب تسريحة الشعر الشهيرة.ويبدأ الفيلم بقول ترامب (ديب) انه عندما كان في العاشرة من العمر رأى صورة غيرت حياته، تُظهر طفلاً يقف أمام تاج محل في الهند.ويؤكد أنه «منذ تلك اللحظة، قطعت على نفسي وعداً بأن يكون لي تاج محل خاص بي يوماً ما»، مضيفاً أنه «بعد ثلاثين عاماً على ذلك، سنحت لي الفرصة. وكان المكان أرقى لأنه كازينو يقع في مكان أجمل بكثير من الهند... في نيوجيرسي». وأخيرا تحول الفيلم الى واقع وأصبح ترامب رئيس أمريكا.
فهل يستطيع "دونالد ترامب" تخطى كل العقبات الموضوعة أمامه والتى حولها معظم من عمل معه سابقا الى كتب حققت لهم الملايين ، ودقت مسمارا فى نعش خروجه من البيت الابيض؛و التغلب على ذلك بخبرته السابقة فى علم التنمية البشرية وخاصة أنه من المهتمين بهذا النوع من العلم؛ بل أنه ألف معظم كتبه التى حظت بنسبة مبيعات كبيرة فى هذا الاتجاه ككتاب فن التعامل (1987)وهو الكتاب الذى قدم به نفسه ومنه أنطلق الى عالم التليفزيون ؛ وكتاب "فن الصفقة" أكثر كتب الأعمال مبيعاً على الإطلاق عبر موقع أمازون؛ وهل سيستلهم تجربته فى كتابه لن استسلم
ابدا: كيف واجهت أكبر التحديات في النجاح (2008) ؛حيث كتب هذا الكتاب وهو يتعرض لواحدة من أسوأ ازماته المالية.
وفى الحقيقة رغم كل ما يقال عن عجرفة وحب الظهور التي تطغى على شخصية دونالد ترامب فإنه رجل يعمل ساعات طويلة وبعزيمة وإصرار وعدم يأس عن بلوغ الهدف، وهذه هي أهم مقومات تحقيق الحلم وهناك وجه آخر لهذا النجاح يتعلق بالحروب وكيفية خوضها واختيار زمنها وضمان الفوز بها.
ومع ذلك تتميز الانتخابات الأمريكية الحالية بمفاجأة من العيار الثقيل، فهناك دونالد ترامب رئيساً و منافسه الديمقراطي جون بادين الذى يراه البعض الأوفر حظاً.
فضلاً عن كون ترامب شخصية جدلية بامتياز، أجبرت الكثير من الشخصيات البارزة في حزبه على التخلي عنه نظراً إلى الكثير من مواقفه وتصريحاته غير المألوفة .
وربما يصبح ترامب نموذجا جديدا لهنري كيسنجر الاستاذا بجامعة هارفارد في عقد الستينيات؛الذى كان يعلم طلابه كيف أن التاريخ تحركه عوامل موضوعية، مؤسسية جماعية بصرف النظر عن شخصيات القادة وهويات الزعماء الذين كان يرى كيسنجر أن أدوارهم كأفراد محدودة في إطار حركة التاريخ. لكن هنري كيسنجر ما لبث أن غير نظرته هذه حين دخل ميدان العمل السياسي- الدبلوماسي في إطار العلاقات الدولية التي كان مسئولا عنها خلال فترة توليه منصب وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون؛ يومها أطلق كيسنجر عبارته الشهيرة: بعد أن تعاملت مع أفراد وزعامات سلمت بأهمية العنصر الشخصي العامل الذاتي في حركة التاريخ. والمعنى أن شخصية الرئيس هى الحاكم فى النهاية؛ وهذا بالطبع ينطبق بقوة على رئيس الدولة الأمريكية الذى يأتي إلى المكتب البيضاوي الشهير ممثلا أو مجسدا لحزمة من العناصر والعوامل التي تضم تكوينه الشخصي والخصائص الكاريزمية التي تتسم بها شخصيته.
ويؤكد كتاب " ملائكة وشياطين دونالد ترامب " أن الانتخابات ربما ستشكل علامة فارقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ففى السنوات الأخيرة، يعرّف 25 بالمئة من الأمريكيين أنفسهم بأنهم جمهوريون، مقابل 31 بالمئة لمصلحة الحزب الديمقراطي، و42 بالمئة من المستقلين، وهو ما يظهر انخفاضاً في عدد الجمهوريين، ، وهو الأدنى في السنوات الخمس والعشرين الماضية على الأقل؛ والأستطلاعات الأخيرة اشارت الى أن هناك العديد من الجمهوريين لن يعطوا أصواتهم لترامب ؛وبالتالى فالامل معقود على المستقليين .
يبدو أن التاريخ سيجعل من ترامب وأيامه مثالا يستدل به ؛وأذا كنا دوما نقول "عند جهينة الخبر اليقين"؛ فلعلنا فى الايام القادمة سنقول :" عند زرافة ترامب وأصحابها.. الخبر اليقين".زرافة ترامب هو "جيمس كومي" الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي ؛أما قائمة أصحابه فطويلة للغاية؛ وتتضمن العديد ممن أقتربوا أو عملوا عن قرب مع دونالد ترامب ،ثم أنقلبوا عليه؛ ولم يقف الامر عند ذلك ؛ولكن تحولوا الى نصال فى ظهره ؛كاشفة لما يحدث فى البيت الأبيض ؛ ونشروا ذلك على الملأ من خلال مجموعة من الكتب ؛نالوا بها الشهرة والمال. ولعل من أبرز هؤلاء الأمريكي "مايكل وولف" صاحب (نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض) الذى جعل تفاصيل السنة الأولى من حكم الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب على المشاع وخاصة أن مانشره أخذه من أتهامات وجهها المساعد السابق للرئيس دونالد ترامب ستيف بانون، من أن ترامب غير قادر على العمل في منصبه لافتقاده الخبرة، وأنه جبان، ولايملك القدرة على الاستقرار؛الى جانب أن ابن الرئيس دونالد ترامب جونيور أقام اتصلات مع أشخاص على علاقة بالكرملين.وبالطبع البحث عن تفاصيل وأسرار رئاسة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ستكون أكثر واقعية وأثارة، أذا استندت على مئات المقابلات والتحقيقات مع أعضاء إدارة ترامب؛ وهذا مافعله الصحفي الأمريكي الشهير
؛فهل سيفعلها بوب ودورد ثانية ويكون سببا فى القضاء على ترامب؛ وخاصة أنه مفجر فضيحة ووترجيت التي أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون من منصبه وتدميرسمعته؛ ولما لا وهو واحد من الصحفيين الأكثر ثقة في أمريكا دون الحاجة لإستعمال أسلوب الإثارة الصحفية. والطريف أن بوب ودورد بنى كتابه على شيء أخبره إياه ترامب في مقابلة عام 2016: «"القوة الحقيقية هي، أنا حتى لا أريد استخدام الكلمة، الخوف"». الى جانب مئات الساعات من المقابلات مع مصادر مباشرة ومذكرات لاجتماعات متزامنة وملفات ومستندات ويوميات شخصية.
ويظهر كتاب " ملائكة وشياطين دونالد ترامب " للكاتبة حنان أبو الضياء هذا الهراء الذى يحكم خطوط التماس بين الدين والسياسة، والاستخدام المشوه لجملة تمكين إرادة الله، التى كانت شعارًا فى العديد من الحملات الاستعمارية، باتخاذ الدين ستارًا لها، لذلك لن تصاب باندهاش من التستر وراء تلك الشعارات فى الانتخابات الأمريكية المقبلة.
وتسأل المؤلفة نفسها؛ ماذا كان سيغرد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى، إذا أحضر له أحد مستشاريه مقولة إيمانويل كانت: "إنى أسمع من كل مكان صوتًا ينادى لا تفكر.. رجل الدين يقول لا تفكر بل آمن.. ورجل الاقتصاد يقول لا تفكر بل إدفع، ورجل السياسة يقول لا تفكر بل نفذ".
ربما يظن الرئيس الأمريكى بثقافته المحدودة أنه المقصود بتلك المقولة، رغم أن كانت مولود فى القرن 18، لأنها تصف حقيقة ما حدث طوال حياة ترامب السياسية وإلى الآن.
للأسف، الدين يؤدى دورًا سياسيًا حاسمًا، خصوصًا من الذين يدعونه ويستغلونه، ويحدث هذا من أزمنة مضت، فهناك دومًا من يتكلمون بأنهم حماة دين الله، ولكن للأسف إن مجتمعاتنا الحالية أكثر تعقيدًا بمئات المرات من تلك المجتمعات القديمة، ومن هنا يصبح استعمال الدين فى مجال السياسة أمرًا خطيرًا، يؤدى إلى التطرف والتعصب والعنف.
كلنا شاهدنا المسلسل الأمريكى عندما رأينا ترامب رافعًا الإنجيل أمام كنيسة القديس يوحنا فى واشنطن، على بعد شارع من البيت الأبيض، رغم أن الجميع يعلم أنه لا يعرف جملة واحدة فى الإنجيل الذى يحمله.
ولقد أثبتت اليام أن كلام مغنى الراب الأمريكى، كانى ويست، بأنه يعتقد أن الله طلب منه الترشح للرئاسة، وتخليه عن دعمه للرئيس الحالى دونالد ترامب، ما هو إلا تغيير فقط فى خطة دعمه لترامب، فالجميع يعلم أن الإنجيليين السود بنسبة كبيرة سيتخلون عن ترامب، وربما يتجهون لتأييد المرشح الديمقراطى، وبالتالى وجود كانى ويست بمثابة تفتيت لأصوات بايدن.
الجميع يعلم أن تأثير المسيحيين المحافظين على السياسة الأمريكية ليس مستجدًا، بل تعاظم بشكل تدريجى خلال السنوات الخمسين الأخيرة، منذ أن وضع القسيس جيرى فالويل البذرة الأولى لتأثير اليمين المسيحى المتدين فى السياسة الأمريكية، من خلال إنشاء مؤسسة باسم "الأكثرية الأخلاقية" هدفها إرساء القيم المسيحية بواسطة السبل القضائية والسياسية فى أواخر السبعينيات.
هؤلاء الإنجيليين دعموا ترامب فى انتخابات 2016، معتقدين أنه يبنى جيشًا قويًا، ويعيد بناء الأمة الأمريكية، وأنه يدعم مكانة الكنائس لأنه يذكر الله، ويستخدم عبارة "بارك الله فيكم بين الحين والآخر".
ولتعرف أهمية ذلك فى الانتخابات عليك أن تعلم توزيع الأديان حسب مراكز الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية تعطي نحو 71 % للمسيحيين، بحيث يشكل الإنجيليون الكتلة الأكبر بين المسيحيين ؛ والبروتستانت نسبة تصل إلى 25 %، ويشكل الكاثوليك 20 %، وتتوزع النسبة الباقية على المذاهب والطوائف الأقل عدداً داخل المسيحية البروتستانتية والكاثوليكية.
علينا جميعًا أن نعلم أن أمريكا تتغير من الداخل بشكل عميق لا يدركه من يتفاعل مع عموميات المشهد، وهى تزداد انغلاقًا وفقًا لمفهوم العولمة، ولديه كم هائل من المتطرفين دينيًا الذين يرون أن الدين عند الله هو المسيحية لا غير، بل ويقسمون العالم إلى دار مسيحية ودار كفر، كما يفعل المتأسلمين تمامًا.
وبات من السهل على الحزب الجمهورى منذ التسعينيات ومطلع الألفية، أن يحفز الناخبين من خلال رسائل وحملات موجّهة ومحددة، بناء على منظومة قيم المسحيين المحافظين.
والطريف أن هناك العديد من الكتب صدرت لتصوير ترامب على أنه حامى المسيحية، وإرادة الله فى الأرض، بصورة تعزف على وتر كسب وإرضاء أصحاب الاتجاهات الدينية المتعصبة من الإنجيليين الأمريكان، بكتابة سيرة روحية لرجل لم يبد أى اهتمام بالدين فى أى مرحلة من حياته، ولكن بقدرة قادر أصبح ترامب متدينًا على يد المؤلفين أصحاب الكتب المثيرة للدهشة.
ورغم أن الدستور الأمريكي لا يعطي الدين أهمية تذكر وينص على أنه «لا يجوز للكونجرس إصدار قانون يحترم إنشاء الدين، أو يحظر ممارسة ذلك»، لكن ممارسة الرئيس وفريقه ترسل رسالة مغايرة تماما.
ترامب وعى جيدا أن الملائكة الحارسة له هم 25 مليون مسيحي إنجيلي غير مسجلين في القوائم الانتخابية؛ لذلك أستغل الرئيس ترامب تلك الفرصة ؛ بأن تحدث إلى القساوسة حول كيفية استفادة المجتمعات التي يمثلونها من سياساته.
وبالتالى لم يكن غريبا أن ترامب خاطب فى انتخابات 2016 تجمعاً انتخابياً في ولاية كارولاينا الشمالية بقوله: «ما فعلناه من أجلهم (الإنجيليين) والدين مهم للغاية.. كما تعلمون، الجانب الآخر (يقصد بقية الطوائف البروتستانتية)، لا أعتقد أنهم متدينون، إنهم ليسوا مؤمنين ومتمسكين بالدين، ويمكنني أن أخبركم بذلك».
والسؤال ألا يعد هذا فاضلا بين الطوائف الدينية، بأن يمتدح قوة العقيدة عند الإنجيليين ؛ بينما يرى الطوائف الأخرى مفرطة في تعاليم المسيحية..
والملفت للنظر أن الرئيس ترامب لم يفصح أبدا عن انتمائه الديني، ولا يتحدث كثيرًا عن عبادته، ويعتمد على أن لديه العديد من أعضاء مجلس الوزراء الإنجيليين المعروفين الذين يرعون دراسة الكتاب المقدس في البيت الأبيض، والتي يُقال إنها الأولى منذ مائة عام، ومنهم نائب الرئيس مايك بينس ووزير التعليم بيتسي ديفوس.
بالطبع الرئيس وفريقه يستغلون كل الوسائل الممكنة لإعادة انتخابه لفترة ثانية؛ ومن هنا تكون أهمية الإنجيليين، أو السلفيين المسيحيين في أمريكا.
ومع أن ترامب لم يكن ممارس ورع للديانة المسيحية، بل ومسيرة حياته متناقضة مع تعاليمهم: ثلاث زيجات، اتهامات بالتحرّش، فضيحة ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز؛ لكنه تمكّن من تجاوز تلك العقبات، من خلال بناء تحالفات سياسية راسخة مع قياداتهم، عبر تبني مطالبهم وأولوياتهم الانتخابية. وحصد أصوات 81 بالمئة من الناخبين الإنجيليين البيض، كما تفوّق على منافسته هيلاري كلينتون بأصوات الكاثوليك البيض فى انتخابات 2016.
والأنجليون يعتبرون ترامب مرسلاً من الله، يعطونه بركتهم، وذلك موقف صعب أن يتخذه بابا روما مثلاً، لأنّه يمثّل كلّ الكاثوليك في العالم، ولا يمكنه أن يقدّم دعماً سياسياً بهذا الحجم.
الإنجيليون يرون أنّ الله يعطي ترامب البركة، لينفذ مشيئته، بغض النظر إن كان شخصاً خاطئاً، يرتكب أفعالاً منافية للدين المسيحي؛ وأن ترامب محقّق ما يتطلعون إليه، حتى وإن لم يكن مؤمناً مثلهم. فأمام عظمة عطايا الله، خطايا ترامب غير مهمّة، لأنه سيكون أداةً في مشروع الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.