الأمة العربية فرحت بثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس ووصلت ريحها إلى أرض الكنانة مصر وأطاحت بأسوأ نظام حَكَم مصر بعد أنور السادات وعاد إعصار الثورة إلى ليبيا الشقيقة فاجتث نظام القذافي. ووصلت الرياح إلى اليمن الشقيق وأسقطت نظام عبد الله صالح الذي مزق اليمن وحول شعبه إلى شعب مستهلك لأغصان وبراعم أشجار القات وجحافل من المتسولين عند تقاطع الطرق وفي الأسواق، وهذه أعاصير الربيع العربي تعتصر سورية الحبيبة ولا شك بأن فرج الله قريب. إن فرحة الأمة العربية (الشعب) بثورة شعب مصر العظيم 25 يناير على نظام مبارك وإسقاطه لا تضاهيها فرحة، فاستعاد شعب مصر العزيزة ثقته بنفسه وقدراته على مواجهة الطغاة، وامتدت يد شعب مصر العزيز إلى إخوانهم في فلسطينغزة فكسروا الحصار واستطاعت غزة أن تهز صواريخها أبواب تل أبيب والقدس وغيرها من مدن العمق الإسرائيلي وتدافع بعض القادة العرب إلى غزة والتأم شمل القيادة السياسية (حماس) بعد طول غياب قهري. (2) هالني منظر الصديق العزيز حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة جمهورية مصر العزيزة وهو إلى جانب عمر موسى ومحمد البرادعي، يحرضون على التظاهر بهدف قلب نظام الحكم المنتخب في مصر، عمرو موسى أيضاً كان مرشحا لرئاسة جمهورية مصر وحاز على أقل الأصوات عبر صناديق الانتخاب رغم ما أنفق من أموال لتحسين صورته على وسائل الإعلام وشراء الأصوات بأموال جمعت من بعض دول النفط العربي الكارهين لثورة مصر العزيزة ولكنه مفلس فكريا وليس له حضور اجتماعي في مصر مضافا إلى ذلك مواقفه السلبية تجاه العراق قبل الاحتلال وبعده والقضية الفلسطينية ولو أعجبك قوله، يقول الحق عز وجل: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام" (البقرة آية 204) عمرو موسى كان منافقا لدول الموالاة عندما كان أمينا عاما لجامعة الدول العربية. وأخيرا وليس بآخر ذهابه إلى فلسطينالمحتلة في الشهر الماضي لملاقاة الملياردير الصهيوني الليكودي حليف نتنياهو (رامي ليفني) ولا نعلم ما دار بين الاثنين من أحاديث لكن من طبائع اليهود سنعلم ولو بعد حين ما دار في تلك اللقاءات بين الاثنين، عمرو موسى بعد عودته من تلك الزيارة المشبوهة إلى القاهرة أعلن انسحابه من الجمعية التأسيسية فهل حصل على تمويل لمعركته ضد النظام الجديد في مصر؟ عمرو موسى ملأ قلبه الحقد على الشعب المصري لأنهم لم ينتخبوه للرئاسة فها هو يبحث عن سبيل للانتقام من الشعب المصري. محمد البرادعي لم يتجرأ لترشيح نفسه لأن ملفاته وسيرته العاطلة قد وصلت إلى وسائل الإعلام وراح البعض منهم ينشر ملخصات لمواقفه من قضية العراق، وإذا أردت سيادة القارئ الكريم أن تعرف عن فضائح البرادعي فما عليك إلا الاتصال بالسيد هنز بلكس الذي استقال من منصبه في وكالة الطاقة الذرية المكلفة بلجان التفتيش على أسلحة العراق وتدميرها، السيد بلكس استقال احتجاجا على تدخل المخابرات الأمريكية في شؤون لجان التفتيش على العراق أما البرادعي فبقي في منصبه وكوفئ بجائزة نوبل لتدميره العراق وتسهيل احتلاله. يا للهول!! يا صديقي العزيز حمدين صباحي ملفك لعلمي نظيف ولسانك عف ويدك بيضاء وجيوبك لا يدخلها الحرام، شبعت من سجون السادات وملاحقة نظام مبارك فكيف تقف إلى جانب الثنائي الملوث سياسيا وماليا واجتماعيا (عمرو موسى والبرادعي) أرجوك كل الرجاء الانسحاب من صف ذلك الثنائي الملوث فإنهما لا يضيفان إليك بل بالعكس يسحبان من رصيدك الوطني. (3) السؤال الموجه إلى (جبهة الانهيار الوطني، الإنقاذ الوطني كما يسمونها) التي يرأسها البرادعي هل الهدف من كل جهودكم إسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي أم إصلاح الدستور؟ البرادعي أستاذ قانون وخريج جامعة نيويورك وعلى ذلك يعلم أن دستور الولاياتالمتحدةالأمريكية عدل أكثر من سبع وعشرين مرة عن طريق تعديلات لبعض مواده الخلافية بعد اعتماده وليس الإلغاء والعودة من جديد لصياغة دستور آخر. إذا كنتم أيها الثنائي المشبوه موسى والبرادعي ديمقراطيين كما تدعون فلماذا ترفضون الاستفتاء الشعبي المباشر على الدستور، وإذا كنتم تعيبون أن الرئيس مرسي لم يفز إلا ب 51 % من أصوات الناخبين ما العيب في ذلك، وأنتم تعلمون أن الرئيس الأمريكي بوش الابن فاز في الجولة الثانية بواقع %50 وبترجيح من المحكمة الدستورية العليا ولم يعترض الحزب الديمقراطي المعارض على ذلك، والسؤال هل أنتم ديمقراطيون أكثر من أمريكا ياللهول!!؟ آخر القول: مصر تخسر يوميا 80 مليون جنيه مصري، وأكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر وأنتم ما برحتم تطالبون بحشد الشعب في الشوارع لتأييدكم في مطالب ليست عادلة بدلا من الدفع بالناس إلى ميادين الإنتاج لزيادته. إنكم تخربون مصر عن سابق إصرار. اتقوا ربكم من أجل مصر العزيزة نقلا عن صحيفة الشرق القطرية