المنهج الحِجَاجي يقوم علي تقديم الأدلة والبراهين علي صحة ما جاء في المقدمة أو الموضوع الذي يريد المتكلم إقناع المتلقي بقبوله، وهو منهج يحتكم إلي العقل في صحة القضية المثبتة، والمنهج التداولي يدرس استعمال اللغة في الخطاب التواصلي المباشر وتقنيته في التأثير والإقناع من خلال توظيف العناصر اللغوية وعناصر من خارج اللغة تساهم في دلالة الخطاب وتأثيره وقبوله لدي الجمهور، والخطاب السياسي أكثر الخطابات المعاصرة اعتماداً علي المنهج الحجاجي الذي تهدف به إلي استمالة الجمهور وإقناعه، وتعتمد في هذا علي توظيف العناصر اللغوية والمنطقية والنفسية والتواصلية. وقد اخترت بيان حملة د.محمد البرادعي نموذجاً بعد ردود الأفعال علي مقالي السابق بالمجلة الذي لامني عليه بعض أنصاره، فقالوا إنك ضد »التغيير« ود.محمد البرادعي رمز هذا التغيير، وكان يجب عليك أن تدخل في حملته وتدعمه من أجل التغيير.قلت: التغييرمن أجل التجديد والتطوير مطلب عظيم قامت عليه الحضارة، ولكن طريقة طرحه وتطبيقه التي يتبنونها تحتاج مراجعة من عدة وجوه: من وراء هذا التغيير، وهدفه وآليته وكيفية تطبيقه والخطة المعلنة فيه؟ فقد ثبت لنا أن حملة التغيير في العراق التي رفعت شعار »تحرير العراق والديمقراطية« التي شارك فيها بعض العراقيين المعارضين للنظام والذين حملتهم عداوتهم للنظام الصدامي علي دعم الغازي المستعمر، وهو سلوك سياسي غير واعٍ بتبعاته، فليس من الحكمة تسليم الوطن لعدوه للتخلص من الحاكم المستبد، ولا تفعله إلا شعوب أطاعت رعونة حمقاها الذين استعانوا بعدوهم لمنفعة أو للتخلص من الحاكم، وعاقبة الاستجارة بالاحتلال والعدو غير حسني، ونتيجته النهائية الاحتلال، وثبت تاريخياً وسياسياً أنه غباء سياسي أضر بمصلحة الوطن ولم ينفع فاعليه، وقد تورطت بعض الطوائف العراقية في مساعدة الغزاة علي احتلال العراق بسبب عداوتهم للنظام البعثي الصدامي، وقد تكشفت الحقيقة للمواطن العراقي البسيط أن نظام صدام المتعسف أفضل من الحرية التي لم تتجاوز مجالس السياسيين و خطبهم بعد أن فقد الأمن وأسباب المعاش، وبعض المصريين الذين يلبسون العباءة السياسية المعارضة في الخارج والداخل يخطئون الخطأ نفسه للحاكم وراحوا يستجيرون بالغرب المحالف لعدونا، مبررين هذا بأن النبي صلي الله عليه وسلم استعان بمشرك، وهو في غير موضعه فقد استعان بمشرك علي مشرك، وهو فرد لانصير له في مهد الدعوة، وهذا عين الصواب والحكمة وعندما صنع لنفسه جيشاً جاءه مشرك يقاتل معه عدوه المشرك مقابل المغنم فرده وقال: إنا لا نستعين بمشرك، فهدفه ليس الحرب والمغنم بل الدعوة فجاء الرجل مسلماً ولم يصح أنه استعان بمشرك علي مسلم، ولم يجزه العلماء بيد أن بعض الحكام والسياسيين فعلوه ولم ينالوا غير الاحتقار والنفي، ونحن عاصرنا حرب الخليج التي بدأت بتحرير الكويت شكلاً وانتهت باحتلال الخليج كله والهيمنة علي دوله واحتلال العراق، وليس هذا بموضع يذكر فيه النبي صلي الله عليه وسلم ففيه إيحاء بأنه كان يمالئ علي وطنه ويعين عدوه عليه، وهذا لم يحدث أبداً فقد أمد أهل مكة بالطعام وهم مشركون ومنع إراقة دمائهم يوم الفتح وكانت له فيهم ثأرات فلم يقتص منهم وعفا عنهم جميعاً، وليس هذا بعمل يحتج فيه بدين. وموقفي من د.البرادعي ليس منبعثاً عن ولاء حزبي أو كره له بل عن نقد ولوم لرجل اعتزل مشاكل الوطن وأزماته حتي بلغ الثامنة والستين فعاد فجأة يعلن الثورة علي الظلم وينادي بالحرية والديمقراطية بعد سنواته الطوال في أوربا، فقد أثار دهشتي واستنكاري! ولم أسمع أنه حاول ولو لمرة واحدة أن يساهم بمبادرة إصلاحية مع السلطة أو بخبرته الدولية في حل أزمات وطنه بتقديم رأي أو دعم أوحتي نقد للنظام أو بتقديم رؤية سياسية أوحلول قبل نهاية خدمته، وهو يستطيع أن يوصل صوته إلي السلطة وقد التقي برئيسها من قبل، وهذا لن يضيره في عمله، والنقد دون البديل هدم وليس بإصلاح ولم يطرح بديلاً غير الشعارالغامض »التغيير« فشعرت أن مصر كانت في ذيل اهتماماته وهي المحطة الأخيرة. والبيان الذي طرحه في حملته شكل مستهلك تكررمن قبل وليس فيه جديد غير اسم صاحبه، وكلمة بيان نفسها مستهلكة في الأنظمة التقليدية، فلا يعير إلاعن نمط قديم، وهو في مضمونه أجوف لايتجاوز الشكل اللغوي التقليدي، فلا يتفاعل مع الواقع الجديد، و لايقدم رؤية حداثية متجانسة مع الواقع، فلغة البيان التقليدية أعلي من مستوي سلطة المتكلم، وهي مقتبسة من البيانات الحكومية وقراراتها، والعنوان نفسه غير متناسق مع دلالة الواقع السياسي الذي لم تعبر عنها لغته: »بيان الحملة الشعبية المستقلة لدعم ترشيح الدكتور محمد البرادعي لرئاسة مصر (البرادعي رئيساً 2011) لفظ »البيان« بمنزلة النشرة الأولي للثورة، وكلمة الحملة التي توحي بالحشود والغلبة تدل هنا علي حيز ضيق جداً لا يتجاوز عدد من شاركوا في الحملة وكذلك »الشعبية« لا تدل هنا علي جماهيرية واسعة بل جماهيرية اصطنعها الإعلام والأنصار، وهو توسع غير واقعي في التعبير ولا يجسد الواقع السياسي الجماهيري. وهو هنا بيان في غير موضع رسمي يعلن فيه أنه ثائر علي نظام سياسي و خارج عليه، وهذا تصريح بالخروج عليه صراحة، فهو غير خاضع للسلطة، و هو النظام الذي تلقي منه تقديراً وتكريماً في مقابلة رسمية مع رئيس الدولة، فقد منحه الرئيس مبارك »قلادة النيل العظمي« (The Nile Sash) وهو أرفع درجة تكريم مصرية، وتمنح للأشخاص الذين قدموا إسهاماً مميزاً، (وهي تمنح أيضاً لرؤساء الدول)، وهو تغيير يثير شكاً فقد ناقض نفسه فقد قبل تكريمه ثم انقلب عليه. والذين يؤيدونه لأنه شخصية دولية لها حضور عالمي وإنجازات كُرّم عليها ليس بحجة تلزمنا تعيينه رئيساً لدولة لم يقدم لها شيئاً ولم يكافح فيها للإصلاح، فهو ملزم لمن أوفي لهم في عمله في الوكالة ؛ فشخصيته ليست عن كفاح وطني داخلي بل عن عمل غربي، وتسميتها بالعالمية غير صحيحة اصطلاحاً، لأن المؤسسات السياسية التي وصفت بالعالمية وهي داخل أوربا كلها صناعة أوربية وتخضع للمصالح الأوربية، وإنجاز البرادعي في الوكالة وجولاته داخل المنطقة العربية والإسلامية لصالح الغرب وحده وليس لمصر، فأين مواضع الفخر والإنجاز؟ وهنالك سوء تقدير وقع فيه وغفل عنه ناقدوه وهو أنه بدأ حملته في الغرب، وأذاعها علي الشعب من الغرب، والمألوف أن تعلن علي أرض الوطن بين الأنصار ولاء لوطنه وتقديراً لأنصاره وقد فتحت باباً للجدال والتدخل في شئون مصر ووظفتها بعض المؤسسات المشبوهة لأهدافها، وقد تلقاها الإعلام العربي علي عادته في ترديد ما يقوله الإعلام الغربي وهنالك حملة إعلامية غربية علي مصر جعلتها نموذجا للتخلف والاستبداد في مقابل إسرائيل واحة الديمقراطية بين شعوب متخلفة، و هي حملة معدة سلفاً وتعد أداة في جلب الأنصارمن الخارج والداخل، وقدمه الإعلام علي أنه مخلص وأعجب لهذا المخلص الذي يبصر حالنا ولم يتحرك لإنقاذ شعبه المستعبد إلا بعد التفرغ من أعمال الوكالة، وهي حملة كلامية يستهلكها الإعلام ثم تنطفئ بواقعة أخري، والجمهور علي عادته يتفاعل معها ثم ينصرف إلي حدث آخر بعد أن يعتاد الحدث والحديث عنه، ويتحول عنها الإعلام عندما تفقد جماهيريتها، والسلطة تعلم هذا ومن ثم ليس لها رد فعل عليه مباشر. وجاء في بيان البرادعي: »بعد سلسلة من المشاورات والاجتماعات ، و بعد استطلاع آراء مئات المتطوعين من جميع محافظات مصر، وبعد أن اتفقت جميع الآراء علي أن مصر تمر بمرحلة من أخطر مراحلها، وأنها تكاد تكون مهددة بالفناء بسبب الظلم والفساد والرضوخ لكل الضغوط الأجنبية التي تنال من كل مكاسب الاستقلال، تقرر الآتي:...« وهي الصيغة الرسمية في إصدار قوانين الدولة الرسمية التي تستهل بعبارة: بعد الاطلاع علي الدستور وبعد العرض علي مجلس كذا (المنوط بالمشاورة والإجماع عليه) وافق السيد رئيس الجمهورية علي إصدار القانون.... أو صدر عن رئاسة الجمهورية البيان الآتي...، وهو يسوغ لنفسه صفة رسمية تؤهله لاستصدار القوانين والقرارات والبيانات، وساقها في إطار هيكل قانوني ليجعل لها مشروعية جماهيرية، فجعل القرار صادراً عن مرجعية لها صفة الاستشارة وإصدار القرار دون التصريح باسم هذه الجهة، فجعلها مضمرة مما يبطل القرار ويجعله فاسداً قانوناً ومصدر شك حجاجياً، وإسناد بيان بهذه الصبغة الرسمية والدستورية يجعله غير مقنع فقد أسند لغير فاعله الرسمي، وإسناد الفعل لغير فاعله الحقيقي علي وجه الحقيقة فاسد لغة وعقلاً كمن يقول تكلم المولود، وطار فلان علي أنهما تعبيران حقيقيان، وأهل اللغة يبطلون الجمل التي تخالف الواقع ويعدونها لغواً غير مفيد، وهي من ناحية الحِجاج فاسدة. وتناول البيان أهدف الحملة البرادعية: 1 توعية الجماهير بضرورة التغيير . 2 وسيلتها في التغيير من خلال دعم مرشح توافقي، وقد وقع الاختيار علي دعم ترشيح الدكتور محمد البرادعي في انتخابات الرئاسة القادمة (2011) 3 استغلال جميع وسائل الاتصال الجماهيري والشعبي لحشد جميع الطاقات من أجل دعم المرشح فور توافر الغطاء القانوني لذلك . وقد اجتمعت الآراء علي اختيار الشاعر ..... مقرراً عاماً ومتحدثاً باسم الحملة . وتدعو الحملة كل أبناء الشعب المصري والقوي السياسية والشخصيات العامة والحركات الشعبية إلي الانضمام لهذه الحملة، من أجل الالتفاف حول هذا المرشح، من أجل اجتياز هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر، والمساعدة في الحصول علي الضمانات اللازمة لتأمين نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة. عاشت مصر حرة من كل ظالم«. تضمن البيان بعض المفردات المبهمة دلالياً، والنص القانوني يستتبع بمذكرة توضيحية تفصل الموجز وتوضح المبهم ومنها: »التغيير« ليس له مفهوم اصطلاحي في البيان يحتكم إليه عند الاختلاف، وكذلك »الحملة الشعبية« لاتعرف صفتها ولا هيئتها ولا مكانها، فهي مصطنعة علي موقع الحملة علي النت، و»توعية الجماهير« مصطلح خارج السباق السياسي، و»المرشح التوافقي« لا يكون إلا في إطار قانوني معترف به والتوافق بين أحزاب تشارك في السلطة ولها أعضاء يمثلونها في البرلمان، والمعارضة لم تُجمع علي د.البرادعي، والبيان يجزم بترشيح البرادعي وهو ما لم يصرح به رسمياً حتي الآن بل جعله طرحاً، ولا أدري ما المراد ب»الغطاء القانوني« ومصدره والجهة التي تتبناه، و لاأدري هل الإبهام مقصود أم أن الحملة لم تنته من وضع البرنامج؟ وقد صرح د. محمد البرادعي عندما سئل عن برنامجه الرئاسي أجاب أنه سيعلنه عندما يرشح نفسه رسمياً، والمطلوب البيعة علي مجهول تحت شعار »التغيير« المجهول، وهذا يوحي بخطورة الدعوة التي ترفع شعاراً غامضاً، وهذا يذكرنا ببعض الأنظمة التي وصلت إلي السلطة وليس لها هدف معلن. وهذا البيان يستدعي بيانات حركة الضباط التي عرفت بثورة 23 يوليو 1952فهنالك تناص واضح بين سياق البيان وما سبقه من بيانات أصدرها الجيش في هذه الفترة، وهي هنا تفتعل توافقاً حزبياً لم تشترك فيه الأحزاب بل بعض الذين فروا من الحزب الحاكم بعدما عجزوا عن وضع قدم قوية فيه، ولم ينالوا نصيباً في الصفوف الأولي، فلم يرضوا أن يكونوا في صفوف أعضاء الحزب فلجأوا إلي أقوي خصم للسلطة نكاية فيها، ولهم عندي حديث منفرد في ملف آخر. والقوة التي ينطلق منها البرادعي ليست عن تأييد شعبي واسع أو حزبي بل من أبعاد سياسية داخلية وخارجية منها خدمته السابقة في الوكالة الذرية (الغربية)، وحضوره الغربي والضغط الإعلامي الذي اكتسب به قاعدة شعبية داخلية و الأماني التي يحملها للشعب فالخلفية إعلامية، وساهم بعض الموتورين من خصوم السلطة في تغذية حملته فقد اتخذوه وقاءً لهم يرمون السلطة من خلفه وهم يتوهمون أنه مدعوم من الغرب ومن ثم لن تجرؤ السلطة علي قمعه في ظل حضوره الدولي. وقد رأس هو وهانز بلكس فرق مفتشي الأممالمتحدة في العراق، وصرح في بيانه أمام مجلس الأمن في 27 يناير 2003قُبَيل غزو الولاياتالمتحدة العراق، »إن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعثر حتي الآن علي أي أنشطة نووية مشبوهة في العراق« وهذا موقف مائع يسوغ للقوات الأمريكية البحث عما عجزت عن إثباته الوكالة التي اتهمتها بالتقصير، و أتي تقرير هانز بلكس رئيس فرق التفتيش علي أسلحة الدمار الشامل بما لا يفيد وجود أي منها في العراق، وإن كان لا ينفي وجود برامج ومواد بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية وكيميائية سابقاً، وهو لا يخرج في مضمونه الذي يضعها موضع الشك، وأكد هذا في كلمته أمام مجلس الأمن في 7 مارس 2003 بيد أنه كان أكثر شجاعة وأمانة من البرادعي عندما صرح عند بدء التحقيق في مبررات حرب الولاياتالمتحدة علي العراق بأن ديِك تشيني نائب الرئيس الأمريكي قد أبلغ أعضاء الوكالة بأن إدارة بوش ستسعي إلي الانتقاص من مصداقيتهم في حال عدم الوصول إلي تبرير للحرب، واكتفي البرادعي بالصمت تعليقاً علي الغزو، وجاء تصريحه متأخراً وغير متكافئ مع حجم الحدث، فقد وصف يوم غزو العراق بأنه »أبأس يوم في حياته« وماذا منعه عن الاحتجاج رسمياً بتصريح أوبالاستقالة أو التكذيب، فلم يستفد العراق بأسفه وحزنه المتأخرين بل وقع تحت الاحتلال بفضل حملالته التفتيشية التي وضعته موضع الشك وبررت التدخل الأمريكي الذي رفع شعار القضاء علي الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، ولم يصدر عن البرادعي تصريح يكذب هذا الادعاء. والسؤال عن مدي الضغوط التي تتعرض لها مصر والمساومات وأثرها علي الشعب ومصالح الوطن والثمن الذي سيدفعه في مواجهة السلطة حملة البرادعي الذي ينطلق من خلفية دولية تعتمد علي مدة خدمته ومهمته وعلاقاته وتوظفها بعض المؤسسات لمصالحها في مصر والمنطقة، ومع من مصلحة إسرائيل ؟ والسر وراء ثقته في الترشيح متجاهلاً شروطه بموجب المادة 76 المعدّلة في 2007 ورفض إنشاء حزب، وهو علي ثقة أن مادة الترشيح للرئاسة ستتغير، وهذه الثقة لم تأته من الداخل من الدعم الشعبي والحراك الداخلي الذي يطالب السلطة بتغييرها، و سر تصريحاته الخارجية، فقد قال في مقابلة تليفزيونية أجراها مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية: »سأدرس إمكانية الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في مصر إذا وجدت ضمانات مكتوبة بأن العملية الانتخابية ستكون حرة ونزيهة« وأعلن غير مرة أنه اشترط وجود »ضمانات مكتوبة« حول نزاهة وحرية العملية الانتخابية، ، وهو يعتمد علي ثقله الدولي لإحراج الحكومة. وهو في النهاية بيان تقليدي معهود لا يقدم جديداً غير ما يتردد في الصحف والفضائيات ولا يحمل رؤية جديدة، وغير محكم الصياغة وغير محدد المفاهيم، وهو يكشف هشاشة الخطابات السياسية العربية التي لا تعبر عن واقعها بتقنية مقنعة وهي تجسيد غيرمباشر لانفصال رجل السياسة عن الواقع ويكشف عدم استيعابه لحلول الأزمات.