الثبات على الدين من اسباب زيادة الايمان وأخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ الفتن واقعةٌ في الأمّة لا محالة، إذ روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سَتَكُونُ فِتَنٌ، القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَن تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، فمَن وجَدَ مِنْها مَلْجَأً، أوْ مَعاذًا، فَلْيَعُذْ بهِ). وعلى المسلم أن يستعدّ بالعلم والعمل لذلك بتحصين نفسه وصيانتها من الوقوع بتلك الفتن، ولا بدّ من التحصين بالعلم بسبب قلّته في آخر الزمان كما أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا). كما أن انصراف الناس عن العلم والزهد في طلبه وترك العمل به من أسباب قلّة العلم، أمّا العمل فلا بدّ للمسلم منه في مواجهة الفتن استجابةً لحثّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- المسلمين عليه قبل حلول الفتن بقوله: (بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)،. وقد حثّ الرسول على العمل بسبب انشغال العبد بالفتن وقت حدوثها فكان لا بدّ من العمل قبلها، كما أنّ العبد قد يُمنع من أداء ما عليه وقت الفتن، وقد ينشغل الفكر والقلب بالفتنة ممّا يؤدي إلى قلّة الخشوع والخضوع إلى الله، إضافةً إلى أنّ الأمور قد تختلط لدى المرء فلا يمكنه تمييز الحق من الباطل، ولكل ما سبق كان لا بدّ من الاستعداد بالعلم والعمل