محافظ الجيزة يُدلى بصوته فى انتخابات مجلس النواب 2025    تدشين يخت سياحي باكورة إنتاج شركة قناة السويس للقوارب الحديثة    البورصة المصرية تخسر 4.3 مليار جنيه بختام تعاملات الاثنين 10 نوفمبر 2025    العرجاوي: إعفاء الصادرات المصرية من الجمارك الصينية خطوة استراتيجية لتعزيز الشراكة بين القاهرة وبكين    وزير الخارجية: التعاون الاقتصادي بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي أحد أهم ركائز تعزيز الأمن القومي العربي    ساركوزي من محبسه: السجن محنة قاسية وكابوس    روسيا تقارن تلاعب بى بى سى بخطاب ترامب بمذبحة بوتشا 2022.. ماذا قالت؟    لقاء الشرع بأشد الداعمين للكيان الإسرائيلي في واشنطن يثير الجدل، والنشطاء: بداية تنفيذ مطالب أمريكا    قلق في برشلونة بسبب إصابة كاسادو    بسبب الإصابة.. رينارد يستبعد مدافع المنتخب السعودي    محمد عبدالجليل: ما فعله زيزو على منصة التتويج خطأ.. وعلى الأهلي التدخل    شهيدي «لقمة العيش».. أهالى هربيط بالشرقية يودعون بالدموع جثماني شقيقين توأم تُوفيا بحادث سير بالسعودية    محافظ المنوفية يزور مصابى حريق مصنع السادات للإطمئنان على حالتهم الصحية    حجز محاكمة متهم بأحداث عنف الألف مسكن لجلسة 12 يناير للحكم    بعد حديثه في الجزائر.. ياسر جلال يعتذر للمصريين: «المتخصصون قالوا غلط»    «غير مستقرة».. آخر تطورات الحالة الصحية ل محمد صبحي بعد نقله للعناية المركزة    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد مستشفى شرم الشيخ الدولى ووحدة طب الأسرة    رئيس جامعة قناة السويس يواصل أعمال تطوير سور الحرم الجامعي تمهيدًا للانتهاء نهاية الشهر الجاري    انطلاق برنامج «مشواري» لتنمية مهارات الشباب في الشرقية    مصدر من اتحاد اليد ل في الجول: تأجيل السوبر المصري في الإمارات    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    سعر الذهب اليوم فى مصر يسجل 5420 جنيها للجرام عيار 21    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    مصابان وتحطيم محل.. ماذا حدث في سموحة؟| فيديو    سحب 837 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    بعد 40 يوما.. تصويت حاسم بمجلس الشيوخ الأمريكي لإنهاء أطول إغلاق حكومي (تقرير)    «تطوير التعليم» يطلق مبادرة «شتاء رقمي» لمضاعفة فرص الحصول على الرخص الدولية لطلاب المدارس    تحت شعار «مصر تتحدث عن نفسها».. تفاصيل مشاركة الأوبرا في احتفالات اليوم العالمي للطفولة    طرح تريلر وبوستر فيلم صف تاني المشارك فى مهرجان القاهرة السينمائى    المتحف المصري الكبير يعلن القواعد المنظمة لزيارات المدارس الحكومية والخاصة    من المتحف الكبير لمعرض فى روما.. كنوز الفراعنة تهيمن على العالم    المفتي: الشائعة زلزال يهز الثقة وواجبنا بناء وعي راسخ يحصن المجتمع من الاضطراب    البنك المركزي المصري يطرح عطاء أذون خزانة بقيمة 1.5 مليار دولار    وزير الصحة يلتقي وزيرة الشؤون المدنية في البوسنة والهرسك    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    حالة الطقس اليوم الاثنين 10-11-2025 وتوقعات درجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل أحمد المسلماني تاجر الذهب بالبحيرة لتعذر حضورهما    ماذا يحتاج منتخب مصر للناشئين للتأهل إلى الدور القادم من كأس العالم    الزمالك يترقب القرار الرسمي من فيفا لإيقاف القيد بسبب قضية ساسي    عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وينفذون جولات استفزازية    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    لماذا استعان محمد رمضان بكرفان في عزاء والده؟ اعرف التفاصيل .. فيديو وصور    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    تعزيز الشراكة الاستراتيجية تتصدر المباحثات المصرية الروسية اليوم بالقاهرة    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    مشاركة نسائية ب«لجان 6 أكتوبر» مع انطلاق انتخابات مجلس النواب 2025    وزير الزراعة: بدء الموسم الشتوى وإجراءات مشددة لوصول الأسمدة لمستحقيها    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    رئيس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمدرسة اليابانية بالجيزة    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره المالي    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين شبكشى يكتب:أيام مصرية ملتهبة
نشر في الوفد يوم 10 - 12 - 2012

«المغطس» الذي وقعت فيه السلطة في مصر كان من الممكن تفاديه وعدم تعريض الأمن الاجتماعي لهذا النوع من الاستقطاب وحدية الطرح، وطبعا الحوادث والجرحى والقتلى من كافة الأطراف.
مصر بلد يموج بحالة «ثورية» غير قليلة، بلد يمر بمخاض بين تيارات تتنازع السلطة، فيه حراك غير عادي بين أمواج الدين السياسي والدولة المدنية. نظام يحكم البلاد جاء إلى سدة الرئاسة بعد انتخابات حامية الوطيس، كان فارق النتيجة فيها بسيطا، يعكس ولا شك حجم الانقسام والاستقطاب الموجود بامتياز في الشارع السياسي المصري، والذي انعكس «قلقا» وخوفا وشكا على الشعب نفسه.
هذه الحالة كان يجب أن تكون نصب أعين الدولة والحكومة والرئيس قبل اتخاذ قرارات صادمة وقوية، بل وحتى يمكن أن توصف بالقرارات الاستفزازية. قرارات ظاهرها «استقواء» و«استحواذ» و«انفراد» بالسلطة، والناس لديها حساسية مفرطة من «الديكتاتورية»؛ فهم أسقطوا حاكما استقوى بالنظام، وانفرد بالسلطة حتى اضطر الشعب لأن يثور عليه ويجبره على التنحي من المنصب نفسه. ناهيك عن الحساسية الموجودة أساسا تجاه حركة الإخوان المسلمين ومشروعهم السياسي القديم الذي يعملون لأجله.
مصر بلد شديد الحساسية هذه الأيام، والسماح بتأجيج خطاب ديني موتور في بلد مسلم وبه أعرق مشيخة ومرجعية دينية في العالم الإسلامي، متمثلة بمشيخة الأزهر، هو نوع من المراهقة السياسية الحمقاء.
فأن يسمح لفتية يتظاهرون لدعم الرئيس ويصيحون: «شهداؤنا في الجنة وموتاكم في النار»، وأن يسمح لرجل بالدخول إلى أحد المساجد بالقرب من قصر الرئاسة بالاتحادية ويخطف الميكروفون ويصيح «وا إسلاماه» وكأن المعركة بين الكفار والمسلمين لتكون «فتنة» حقيقية تقسم البلاد.
الإعلان الدستوري كان فيه الكثير من المخالفات القانونية، فنيا، نتحدث وهي مسألة أدت إلى تشنج وقلق مهول في نفوس المصريين الذين لديهم حساسية مسبقة، واستمر الصمت الرسمي لفترة طويلة والشارع يستمر في توتره، وبات الوضع ملتهبا، وارتفع سقف المطالب بشكل غير مسبوق، وتساقط القتلى والجرحى، وكان الثمن بالدم، ولم يكن الرئيس موفقا أبدا وهو يخطب في شعبه خطابا غامضا بلا مغزى، موترا الشارع أكثر حتى كان الموعد مع «الحوار» الذي دعا إليه، واضطر إلى إلغاء الإعلان الدستوري، ولكنه أبقى على الاستفتاء على مواد الدستور الذي أعد بشكل سريع وفي زمن قياسي، مع العلم بأن هناك أطيافا كثيرة تطالب بإلغاء الاستفتاء أيضا، وهي مصرة عليه بحجة أن المواد الدستورية المقترحة لم تلق القدر الكافي من الوقت والتداول قبل طرحها للاستفتاء العام.
المسألة الآن في مصر تمس الشرعية، والشرعية لها أوجه مختلفة، هل خالف الرئيس بإعلانه الدستوري القسم الذي قام بأدائه بحماية وصون القانون والدستور؟ وبالتالي تحولت الخطوات اللاحقة إلى طعن في شرعية الرئيس نفسه؟!
مصر افتخرت بأنها دولة مؤسسات وقانون (رغم التحفظ على فعالية هذه المؤسسات ونجاعة القانون) إلا أن الرمزية تبقى من المطلوب الإشارة إليها، وبالتالي أي محاولة لإلغاء هذا الإرث هي ترجمة حرفية لفكرة الحكم المطلق والديكتاتوري، والناس لديها حساسية مفرطة (محقة ومبررة) بسبب تجارب سلبية سابقة تركت آثارها المدمرة على النفسية المصرية بصورة عامة جعلت ردة الفعل لدى الكثيرين في الأيام التي مضت مفهومة تجاه قرارات الرئيس.
فرصة الرئيس مرسي موجودة، وإن كانت ضئيلة، لإعادة بناء جسور الثقة مع شعبه، والعالم العربي يراقب بخوف وقلق خطواته القادمة؛ لأن الداء المصري قد يصيب آخرين بذات العدوى. نسأل الله السلامة.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.