السكر يواصل هجومه علي سعيد مرزوق‮.. وزوجته تبيع أثاث المنزل

بين الصمت والانعزال يعيش المخرج الكبير سعيد مرزوق‮.. فقد تلاشت أضواء الدنيا القريبة والبعيدة أمام عينيه‮.. وتركه الأصدقاء يواجه مصير المرض‮.‬
يعاني سعيد مرزوق منذ عدة سنوات من‮ غول المرض الذي أبرم معه اتفاقاً‮ ويرفض أن يهجر جسمه‮.. عرف مرض السكر الطريق إلي جسد الرجل وبمرور الأيام والسنوات ساءت حالته وفي نهاية المطاف،‮ اهتدي الأطباء إلي بتر ساقه،‮ واستقبل سعيد مرزوق أمر القضاء والقدر بصدر رحب وراح يتماسك أمام أسرته،‮ لكنه لم تمر أيام بعد بتر الساق إلا وأصيب سعيد مرزوق بجلطة جعلته ينطق الكلام بصعوبة بالغة،‮ والآن يرقد الرجل في مستشفي‮ »‬المني‮« التخصصي لإجراء جلسات علاج طبيعي لكن الأزمة التي تواجهه هي عدم وجود مصدر دخل يعتمد عليه في تدبير نفقات العلاج‮.. باعت الزوجة كل ما تملك أملاً‮ في العلاج وتبخر مالها وعافيتها أيضاً‮ ولم يمتثل سعيد مرزوق للشفاء‮.‬
الشيء المحزن أن حالة سعيد مرزوق تفضح وتكشف حالة نكران الجميل التي تسود وتتفشي داخل الوسط فلم يحاول الفنانون الذين وقف‮ »‬مرزوق‮« بجانبهم في بداية طريقهم مساعدته ودعمه بالمال‮.. ولم يحاولوا أيضاً‮ دعمه معنوياً‮ بالسؤال عنه‮.. وكأن القدر أراد للرجل أن يري جحود ونكران أشخاص ساعدهم وتوسم فيهم الحب والإخلاص‮.‬
ولا خلاف أن الوضع المؤسف التي تعيشه نقابة السينمائيين الآن لا يؤهلها للوقوف بجانب سعيد مرزوق في محنته فقد أسقطت الجمعية العمومية الشرعية عن النقيب مسعد فودة،‮ وباتت النقابة بلا رأس يبحث ويفتش عن حال السينمائيين الذين تحاصرهم الأزمات وتتربص بهم الأمراض‮.‬
ولد سعيد مرزوق عام‮ 1940‮ وتربي في أسرة فقيرة وتحمل عبء المسئولية وهو صغير وعمل لتوفير لقمة العيش لوالدته وأشقائه الأربعة بعد وفاة والده،‮ أحب السينما من المخرج الكبير‮ »‬سيسيل دي ميل‮« الذي كان يصور فيلم‮ »‬الوصايا العشر‮« في استوديو مصر الذي يقع بالقرب من منزل سعيد مرزوق،‮ تعلق بالسينما وبرع في الإخراج دون دراسة،‮ بدأ حياته بفيلمين قصيرين مدة كل منهما خمس دقائق،‮ وبعد ذلك قدم فيلماً‮ تسجيلياً‮ عنوانه‮ »‬أعداء الحرية‮« وشارك في العديد من المهرجانات،‮ ومن أهم أعماله السينمائية زوجتي والكلب الخوف المرأة والساطور،‮ بطولة نبيلة عبيد،‮ وأريد حلاً‮ وقصاقيص العشاق وأي أي‮.‬
يحتاج سعيد مرزوق للسفر للخارج للعلاج ونأمل أن ينال رعاية اهتمام الدولة كما فاز بها فنانون ومبدعون آخرون‮.‬