التربية على طاعة الله من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وتقوم التربية الإسلاميّة على تحقيق الغرض منها بعدة أساليب، ومنها ما يأتي: القُدوة الحسنة: وهذا الأُسلوب يساعد على تربية الفرد وتأسيسه التأسيس الصحيح وخاصةً في مرحلة الطفولة؛ فالطفل يكتسب سلوكه من خلال تقليد غيره، وقد أمر الله -تعالى- في القُرآن بالاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[33]. مما يفرض على المُربي اختيار الأصحاب الصالحين لأبنائه، فقد شبه النبي -عليه الصلاة والسلام- الجليس الصالح وجليس السوء بحامل المسك ونافخ الكير. الثواب والعقاب: وهو من الأساليب التي تُناسب طبيعة النفس البشريّة بغض النظر عن جنسها، وتُساعد على التحكُّم بسلوك الفرد وتصرُّفاته؛ لما فيه من بيان النتائج والمآلات للتصرف الذي يَصدُر عن الشخص، وقد ذكر الله -تعالى- العديد من الآيات المُرتبطة بالثواب والعقاب، كقوله تعالى:(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ* فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). التوجيه والنُصح: وهو من الأساليب المؤثّرة في نفس الفرد؛ لما يرى في الشخص الذي ينصحه من الحرص عليه، ويُستعمل هذا الأُسلوب بشكلٍ مُباشرٍ وغير مُباشر، ومن الأمثلة على ذلك القصص والغاية منها. المعرفة النظريّة: يعدّ التعليم النظري من الأساليب القديمة المُستخدمة في التربية، وقد بيّن الإسلام فضل العلم والعُلماء، وأنه من الطُرق الموصلة إلى الله -تعالى- وخشيته. الحوار: وهو من أفضل الأساليب التي يُمكن استخدامها في التربية؛ لما يُتيحُه من مجال للأطراف المُتحاورة من التعبير عن آرائها، والتقارُب بين وجهات نظرها، مما يصل بهم إلى حل المُشكلات، وتصحيح المفاهيم، وقد استعمل الله -تعالى- هذا الأسلوب في كثير من آيات القُرآن. وكذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- في سُنّته، كما أنه يقوي الروابط بين المُسلمين، ويُعين على التكافل والتعاون بينهم، ويُساعد على بناء الثقة والجُرأة عند الفرد؛ من خلال إبادئه لرأيه، ويُنمّي المهارات الفكريّة؛ لمُخالطته وقُربه من أصحاب الخبرات، ويُساعد على التغلب على الأمراض المُتعلقة بالنفس، ويُقوي الروابط بين الأُسر؛ بإزالته للشحناء بينهم.