سبعة وأربعون عاما مضت على حرب السادس من أكتوبر تلك الملحمة التي ينحني لها العالم احترامًا وذلك لما حققته العسكرية المصرية من انتصارات على العدو الإسرائيلي سيخلدها التاريخ بحروف من نور. ويظل نصر أكتوبر العظيم محفورا في وجدان كل مصري ومصرية وتتناقلها الأجيال جيل بعد جيل حتى أبد الدهر، فعلى الرغم من انقضاء ما يقرب من نصف قرن على ذلك النصر العظيم إلا أنها كانت بمثابة بداية لمستقبل مشرق لبناء مصر الجديدة. ورأى عدد من الخبراء في الشأن السياسي أن نصر أكتوبر المجيد غيرت الموازين العسكرية والسياسية والإقليمية، فكانت بمثابة نقطة مضئية لمصر والعالم العربي وأعادت لهم العزة والانتصار. وأشار الخبراء إلى أنه بعدما حققت مصر انتصار أكتوبر على العدو الاسرائيلي ووقعت اتفاقية السلام عام 1979م لم تكن إسرائيل والغرب يريدون تكرار مثل هذه الانتصارات للعرب فسعوا لخلق حروب أخرى واستغلت نشأة وظهور الجماعات الإرهابية بالمنطقة ودعمتها من خلال نشر الارهاب لتفتيت الدولة الوطنية والسيطرة على العالم العربي وثرواته واضعافه لتحقيق اطماعهم واهدافهم الخبيثة بالمنطقة، مؤكدين أن مصر كانت ولازالت وستظل حائط صد منيع لمواجهة الإرهاب وكل ما يهدد أمنها،على حد قولهم. اقرأ أيضًا.. في ذكراها ال47 .. خبراء: إنجازات الرئيس السيسي ثمار نصر أكتوبر المجيد وفي هذا الصدد، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن نصر أكتوبر المجيد غيرت الموازين العسكرية والسياسية والإقليمية في المنطقة، فعندما نجحت مصر في تحقيق النصر عام 1973م على العدو الإسرائيلي سعى الغرب لتفتيت الدولة الوطنية بالمنطقة العربية بتقسيمها وإضعافها من خلال صناعة الإرهاب والتطرف. وأضاف بدر الدين، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الغرب سعى لإحداث نوع من التغلغل والسيطرة على المنطقة ليس فقط من خلال إسرائيل ولكن بوسائل أخرى غير الحروب النظامية"التقليدية" لتحقيق أهداف وأغراض معينة بهدف تقسيم المنطقة ليس عن طريق غزو مسلح خارجي ولكن بما يعرف بالتآكل الداخلي عن طريق نشر الإرهاب وإثارة الصراعات الطائفية والمذهبية وإحداث صراعات مثلما في سوريا والعراق وغيرها. وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الغرب بدأ في التفكير بحرب أخرى وهي الحرب النفسية الشعواء تسمى الإرهاب وصنعوا التطرف، مشيرا إلى أن الهدف من الإرهاب استنزاف موارد الدولة وتعطيل عمليات التنمية والاستثمار وتفتيت الجيوش النظامية ومحاولة نشر التطرف في المنطقة، ولكن مصر لازالت تتصدى للإرهاب وتحاربه نيابة عن العالم. وأوضح الدكتور جمال أسعد، المحلل السياسي، إن نصر أكتوبر المجيد عام 1973م يعد نقطة مضيئة لمصر والعرب وملحمة عظيمة سيخلدها التاريخ عبر الزمن، مشيرا إلى أن مصر رمانة الميزان في المنطقة العربية ؛حيث كانت حرب أكتوبر متطلبا لاسترداد أرض سيناء. ونوه أسعد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أنه بعد انتصار حرب أكتوبر فإن إسرائيل وأمريكا والغرب كانوا لا يريدون تكرار مثل هذه الانتصارات للعرب فسعوا لخلق حروب أخرى غير الحرب التقليدية وهي صناعة التطرف ودعم التيارات الإسلامية ويطالبون بدور سياسي لهم على رأسها جماعات الإخوان الإرهابية. وذلك لتحقيق اطماعهم واهدافهم الخبيثة والدليل على ذلك دعم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للجماعات الإسلامية إبان ثورات الربيع العربي. وتابع المحلل السياسي، أن مصر كانت ولا زالت وستظل حائط صد منيع في مواجهة المؤامرات الاستعمارية طوال التاريخ، فالعرب بدون مصر هم مجال للطمع والاستغلال لأي قوى استعمارية، مؤكداً أن إسرائيل كانت تعتقد أنها لا تقهر ولكن مصر استطاعت الانتصار عليها، ومن ثم وقعت اتفاقية السلام، لافتا إلى أن إسرائيل جزء من المكون الأمريكي الغربي وتسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة، ولكن مصر كانت ولازالت وستظل لها دورها القوي لحماية أراضيها ضد أي تهديدات، على حد قوله. ورأى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن نصر أكتوبر المجيد أعادت لمصر العزة والكرامة وقيمتها لأنها حققت انتصارا على الجيش الإسرائيلي وكسرت أنف العدو الذي كان يعتقد بأنه لا يقهر، وحولت الهزيمة والنكسة إلى انتصار. وأوضح غباشي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الغرب استغل نشأة وظهور الجماعات الإرهابية وقامت بدعمها بهدف السيطرة على العالم العربي وثرواته ومقدراته، وتتدخل في الشئون الداخلية للدول حتى أصبحنا إلى ما نحن عليه اليوم. واختتم نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، حديثه قائلا"العالم العربي عليه أن يستعيد روح أكتوبر المجيدة لحل قضاياه ومشاكله وإعادة اللحمة العربية حتى نستطيع مواجهة أي مؤامرات تحاك ضد المنطقة.