"أعلمه الرماية كل يوم، فلما اشتد ساعده رماني".. نعم عندما كانوا يعملون في الظلام فتحنا لهم الفضاء دون أن يطرقوا الأبواب، وأتحنا لهم الفرصة للظهور، والحصول على الشهرة التي لم يحلموا يوما بأن ينالوها، هكذا هو حال الجماعات التي أتاحت لهم وسائل الإعلام الفرصة للتعبير عن آرائهم والدفاع عن أنفسهم بعد غياب عن الساحة، والعمل السري تحت الأرض ليصبحوا الأشهر والأغنى بين ضيوف البرامج، ويتنقلوا في اليوم الواحد بين محطة وأخرى، ولكنهم تنكروا لكل ذلك وهاجموا الإعلاميين ووصفوهم بالكفار و"الزناديق" بل ويهددونهم ويخوضون في شرفهم بحجة تطهير الإعلام، الازدواجية تظهر في سبابهم للإعلاميين صباحًا لتحميلهم أزمة الموقف السياسى ورفع شعارات في جمعة "الشرعية والشريعة" تنادي بإهدار دمهم، وفي المساء تبدأ حفلة تملق نفس الإعلاميين ومصافحتهم للظهور معهم في برامجهم، أى موقف يتيح لهؤلاء فرصة "الضحك على ذقون الجميع"، فماذا يحدث إذا تجمع الإعلاميون على قلب رجل واحد وقرروا منع هؤلاء من الظهور على الشاشات الحرة التي ترفض تلك الإهانات، ولتتبقى لهم قنواتهم لتكون منبًرا لسبابهم ليشاهدهم من يريد. محمد الغيطى: قائمة سوداء بأسمائهم ومنعهم من الظهور الإعلامي محمد الغيطي وافق على تجاهل هذه الأصوات في برنامجه "صح النوم" أو في أى برنامج آخر، وقال: إنهم لم يكن لديهم أى صوت ولا صورة قبل حالة الاستقطاب السياسي الموجودة في الفترة الأخيرة والتي استخدمت الدين في السياسة ووظفوا الدين للوصول إلى الحكم، وأضاف "الغيطى" من لا يحترم الإعلام ولا الوسيلة التي يظهر عليها، فمن حقى أنا كإعلامى ألا أحترمه. ويطرح سؤالا: لماذا تسب الخبز وأنت تتناوله يوميا، الإعلام كان خبزهم نحو الشهرة، وهناك مقولة شهيرة للفيلسوف "فوقوا ياما" يقول فيها: "إن التيارات الدينية في العالم تستخدم الديمقراطية كسلم وعندما تصل لأهدافها في الحكم تسلب هذا السلم حتى لا يصل عن طريقه أى شخص غيرهم، فهم استخدموا الإعلام كسلم وعندما استثمروه ووصلوا إلى ما يريدون سبوه ويريدون الآن أن يحطموه. وقال الغيطي: إن وضع قائمة سوداء لهؤلاء ومنعهم من الظهور نهائيا مثلما فعلنا من قبل مع الفلول هو الحل الامثل، لابد أن نضع قائمة للرموز الذين يهينون الإعلام المصري يكون شعارها من يحترم نفسه ويحترم آداب الحوار من حقه أن يظهر على الشاشة ويقول ما يريد لكن من لا يحترم ذلك فليبحث عن وسيلة أخرى، كل هؤلاء الذين سبوا الإعلاميين والصحفيين لابد أن يحاسبوا، من سب نجيب محفوظ وغيره من رموز مصر لا يمكن أن نعطيهم الفرصة ليقولوا وجهة نظرهم فهذا ليس سبقا صحفيا لكنه وصمة عار في تاريخ مصر. وأكد الغيطى أننا مع مبدأ الاحترام للجميع لكن لابد أن تجتمع الجماعة الصحفية والإعلامية والثقافية وتلم شملها ويكون لها كلمة واحدة لأننا متهمون بأننا شرذمة، فلابد أن نوحد أنفسنا حتى نتصدى لمثل هؤلاء ونريهم أننا بالحق يمكن أن نواجههم حتى نعلم الجهلة وأهل البذاءة أننا اهل الرقى واهل الحضارة. مصطفى بكرى: امنعوا المنافقين وأصحاب الازدواجية
الإعلامي مصطفى بكري دعم حملة منع المنافقين من الظهور على الشاشة - كما وصفهم - وقال إن كل من تطاول على الإعلاميين أو الصحفيين وسبهم في شرفهم لديه ازدواجية تعكس تناقض في الشخصية فنحن نراهم في المساء هم ضيوف هؤلاء الذين يشتمونهم، وهذا ما يؤكد أنها ادعاءات ومجرد أكاذيب يختلقونها لصنع شهرة لأنفسهم بدليل مشاركتهم في ذات الفضائيات، وأنا أدعو كل إعلامي إلى أن يتقدم ببلاغ للنائب العام - وأنا معهم - ضد الإهانات التي وجهت الينا في مليونية الشريعة والشرعية. وطالب أيضا بعدم استضافة هؤلاء الذين سبوا الإعلاميين بلا ذنب أو جريمة وتطاولوا علينا، فيجب ان يكون لدينا رد حاسم كما فعلنا من قبل مع زكى بدر وزير الداخلية الأسبق وقاطعناه وعلمناه فائدة الإعلام، فالإعلاميون والصحفيون ليسوا مطية لكل من يريد أن يتطاول عليهم، وأتمنى ان تنهض نقابة الصحفيين وتقيم اجتماعا مشتركا مع الإعلاميين لوضع خطة للاتفاق على عدم ظهور أي من هؤلاء حتى يتطهر الإعلام بحق كما ينادون. بثينة كامل: وزير الإعلام باع التليفزيون للإخوان الإعلامية بثينة كامل وافقت على المشاركة في تلك الحملة، وقالت: للأسف الشديد التليفزيون المصري أصبح منبرهم الرئيسي لينادوا عليه ويقولوا ما يقولون والآن أصدر صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام قرارا داخليا بمنع ظهور أى أفراد سوى الإسلاميين في نشرات الأخبار، وأنا حررت محضرا ضد وزير الإعلام اعتراضا على ذلك الموقف لأن الإعلام الحكومي من مال الشعب المصري لكنه الآن يستخدم للترويج لجماعة بعينها وهى جماعة الإخوان المسلمين، فأى قانون يسمح لوزير الإعلام بأن يختار شخصيات إسلامية فقط تتحدث في نشرات الاخبار، فإذا كان تبعا لمنطق الحيادية فهو لا يعطى الفرصة للجانب الآخر، لكنه من يسمح فقط بالأسماء التي تستضاف على الهواء او غيره بشرط ألا تكون لغير الإخوانيين، ولمدة أسبوعين التليفزيون موجه لشيء واحد فقط وهو الدعوة للجماعة، وكأن التليفزيون أصبح بيتا لهم، هناك مهزلة وهناك أزمة حالية موجودة بيننا كإعلاميين لابد من الرد عليها والأمل في ذلك في القنوات الحرة. لبنى عسل: ظهورهم على الشاشة أكبر دفاع عنا
الإعلامية لبنى عسل قالت: إن ظهورهم على الشاشة هو أكبر دفاع لنا، لأننا في وضع سياسى يعتبر الجماعات الإسلامية طرفا رئيسيا فيه ولذلك فكل الموضوعات التي نناقشها في البرنامج لابد أن تمسهم ولابد أن يتحدث أحد عنهم وهو ما حدث معى مثلا في آخر حلقاتى عن وضع المحكمة الدستورية العليا واضطررت أن أكون لسانهم أتحدث باسمهم وأدافع عنهم لأن هذا دور الإعلامى أن يكون مكان الطرف الغائب، ووجدت أننى أدافع عنهم أكثر ما كانوا موجودين فلنتركهم ونرى قدراتهم على مواجهة ما يفعلون، فإذا كانوا هم يتجنون علينا لا يمكن أن نتجنى نحن عليهم. وأضافت: نستعين بآرائهم لأننا لا يمكن أن يكون حديثنا في طريق واحد، لابد أن نعترف نحن الإعلاميون بوجود غضبة حقيقية الآن والموقف سيء للغاية ليس فقط في مليونية الشرعية والشريعة ولكن ايضا عبر قنواتهم الدينية الذين ينادون بالسباب والشتائم بشكل زائد عن الحد واتهامنا بالفجرة والكفرة وحمالات الخطب. وأشارت الى أن رسالتنا كإعلاميين الترحيب بكافة الآراء حتى لو اختلفنا معهم، للأسف الإعلاميون بين نارين فإحساس عصيب ان نجلس على مائدة حوار واحدة مع من يسبوننا لكن للأسف اذا تغيبوا سنرد مكانهم، وأضافت عندما أستضيفه أحاوره وأوقفه في الكلام الذي لا يعجبنى وأرد عليه وأقاطعه فتكون الحجة بالحجة والفكر بالفكر والمنطق بالمنطق وقتها سيظهرون أكثر على حقيقتهم، والناس من حقها أن تحكم من خلال الوسيلة الإعلامية على مثل هؤلاء، فإذا أدخلنا تليفونات تهين الإسلاميين يقال إننا منسقون لتلك المداخلات، وإذا فعلنا العكس لا يقال إننا لا نظهر الطرف الآخر، لذلك لابد أن أعطى الفرصة لكل الأطراف أن يتحدثوا لنكشفهم للجمهور. هالة فهمى: أقصوهم وأحرموهم من لذة الشهرة الإعلامية هالة فهمي أبدت موافقتها علي المشاركة في تلك الحملة والدعوة لها أيضًا وقالت: إن القنوات المحترمة الحرة إذا قررت عدم إعطائهم الفرصة للظهور ستكون ضربة في مقتل بالنسبة لهم لأنها ستمنعهم من أكثر شيء يحبونه وهو الشهرة، وأضافت أن التليفزيون المصري من المستحيل أن يتبني تلك المبادرة لأنهم يفرضون علي شخصيات إسلامية للحديث عنها رغم أن برنامجي "الضمير" لا يسمح بدخول هؤلاء، فالضمير له جانب واحد وليس عدة جوانب، وأضافت أتمني أن أكون أول من يفعل ذلك وإن كان من الصعب في ظل وزارة الإعلام الحالية، لكن طالما أن لهم الحق في الظهور علي إعلام الشعب فغصبًا عنا سنراهم لكن لو تعاملنا بأن لهم قنواتهم التي يظهرون من خلالها فسيذهب من يريدهم إليهم، فالإعلام الذي يحترم الشعب ويقدره لا يعطيهم تلك الشرعية نحن لا نحتاج أن نعرف آراءهم لأنهم فارغون سياسيًا، وفي كل المجالات ولا يعون كيف يتحدثون وحديثهم لا يعطي ثقلا للموضوع ولكنه يعطيه مجرد رأي لا يسمن ولا يغني من جوع، بل أنهم يتخذون تلك البرامج للسباب والشتيمة، لابد من حملة لمقاطعة هؤلاء لأنهم لا يفعلون شيئًا سوي التهديد، وأفضل تعامل معهم أن نقصيهم مثلما أقصي محمد مرسي القضاء، وأضافت: أعتقد أن زملائي في التليفزيون المصري سيتبنون تلك الحملة بعد موقفي وحملي لكفني علي الشاشة الذي جعل كثيرًا من الزملاء يقفون ضد الإخوان ويفكرون في اتخاذ إجراءات واضحة، فالجميع الآن يكره الإخوان فهم فقدوا شعبيتهم في الشارع المصري، ومن انتخب هؤلاء أصبح يعي الآن أنهم تنظيم له ظروف خاصة في إنشائه فعرفوا أننا لا يمكن أن نثق فيهم وأعتقد أن من دعم الإخوان كان ينتظر الحصول علي جزء من البلد، ولكنهم لم يحصلوا عليه، فعلي مر التاريخ الإخوان "فاشيون" وكنا نعلم تاريخهم في كل الدول العربية، فهم ضحكوا علي الشعب وأهانوه. بشير حسن: القنوات الخاصة تحملت عبء رموز الإخوان
وقال بشير حسن مدير البرامج بقناة المحور: إن الإعلام أصبح الشماعة التي تعلق عليه كافة أخطاء الأنظمة سواء كان في النظام البائد أو النظام الحالي، وهذا في العالم كله، أما في مصر فأصبح الإعلام هو المستهدف الحقيقي في الأيام الأخيرة بالتحديد، بعد أزمة القضاء بعدما خرجت الداخلية من الدائرة المشبوهة من قبل النظام، لذلك أرجو أن يعيد النظام الحالي التفكير أكثر من مرة في دور الإعلام لأن هذا الإعلام هو الذي أظهر كل رموز جماعة الإخوان المسلمين قبل وأثناء الثورة، الإعلام خاصة القنوات الخاصة التي تحملت عبء رموز الإخوان المسلمين في الوقت الذي كان فيه النظام السابق يقف بالمرصاد تجاه أي قناة خاصة تستضيف جماعة الإخوان وقتما كانت محظورة في النظام السابق، إذن للإعلام، خاصة الخاص الفضل في استضافة هؤلاء من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو السلفيين أو ما إلي ذلك. وأضاف "بشير" أتمنى أن يخرج شيخ واحد من هؤلاء الشيوخ ليخبرني من من الإعلاميين يعترض معه وإذا استضافه هذا الإعلامي ليلًا سيذهب إليه أم لا وسيجد أن هذا الإعلامي هو صاحب فضل عليه، عندما كان إعلام الحكومة والحزب الوطني لا يلقي الضوء علي أي مظاهرة أو وقفة احتجاجية لأي حركات ثورية كان الإعلام الخاص يصاحب أصحاب التظاهرات من كافة التيارات السياسية في كل مكان، وكانوا طرفًا في أي حلقة نقاشية تقدمها القنوات الخاصة، إذن هذا التربص بالإعلام في الوقت الحالي يثير الريبة، ولأنهم يدركون أن التليفزيون المصري حتي الآن لا يستقطب هذا الكم من المشاهدين الذي تستقطبه القنوات الخاصة ولذلك هم ضيوف في كل القنوات الخاصة ليل نهار وإذا اتخذت القنوات الخاصة قرارًا بمنعهم من الظهور علي قنواتهم، خاصة من يهاجمها ستكون ضربة قاصمة لهؤلاء. وقال "بشير": كنت سباقًا في عدم استضافة من يجرحون في الإعلاميين بشكل يزيد علي حد النقد ليصل إلي التجريح استبعدهم تمامًا عن الظهور حتي لا يشعلوا الفساد في المجتمع، الإعلام صاحب فضل علي كل التيارات السياسية الموجودة الآن سواء إذا كانت في الحكم أو خارجه لأنه النافذة الحقيقية لهم، وواجب عليهم أن يحترموه. ألبير شفيق: لا نسمح بالعنصرية الإعلامي ألبير شفيق، رئيس قناة أون تي في، يري أن تطبيق مبادرة منع الإخوان من القنوات الخاصة يدخل تحت بند العنصرية، فإذا اختلفت أو اتفقت معه سياسيًا هو في النهاية اتجاه ورأي موجود في المجتمع لا يمكن أن أحجبه، وأري أن الرد علي انتقاد الإعلاميين يكون من خلال المطالبة بحرية أكبر للإعلام وإعطاء الفرصة لصاحب الرأي، من يريد أن يسبني فليفعل ومن يريد أن يمدحنا أيضًا فليفعل، ولكن ليس معني ذلك أن نمنعهم من الظهور علي الشاشة، لابد أن نعطيهم الفرصة في أن يقولوا ما يريدون، وأضاف: أنا أطالب بإعطاء حرية للجميع وأن تصل وجهة النظر أيًا كانت ليحكم الشعب، فنحن لا نحتاج لحجر الآراء لأننا لن نقبل أن يحجر أحد علي آرائنا. محمد خضر: التعميم خطر في كل المواقف محمد خضر، مدير البرامج بقنوات دريم، يري أنه لا يمكن التعميم مع كل الضيوف، فهناك أصوات عاقلة في ذلك التيار هم من نستضيفهم ولا يمكن أن نخرج بدونهم أو نتجنبهم لكن الأصوات التي تسب وتلعن لهم قنواتهم التي يظهرون علي شاشاتها وهم يعلمون أنهم لو ظهروا علي قنواتنا سيكون مصيرهم سيئا للغاية، وأضاف: أنه من الصعب في ظل تلك التعبئة للإخوان المسلمين والمتأسلمين بوجه عام أن نجد بعض الناس يقولون كل أنواع الكلام، لأنه لا يوجد إعلام من طرف واحد لكني اتحكم في ذلك باستضافتي لشخصيات لديها قدرة علي الحوار، وتتحدث بتيار معتدل لكن لن أستضيف شخصيات متطرفة وأقول يفعلون كذا ولا يفعلون كذا فإذا كانوا هم رافضين لأدائي لابد أن أرفض أداءهم بالمثل، أنا اليوم كقناة تمكنت من تغطية مليونية "الشرعية والشريعة" وتعاملت معها علي أنها حدث وواقع بعيدًا عن كل شيء، وأري أن أفضل رد علي تلك الهجمة طرح المزيد من التناول الإعلامي للكشف عن التجاوزات التي تحدث سواء في الحريات أو غيرها.. ويضيف: لا تراجع عن الحرية، لابد أن نسير في طريق الإعلام الحر الموضوعي.