أثارت البعثة الأوروبية المرسلة من قبل إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد إلى فنزويلا للتفاوض، غضب رئيس مجموعة الديمقراطيين المسيحيين في البرلمان الأوروبي مانفريد ويبير، وفقًا لما نشره موقع روسيا اليوم. ويتعلق الأمر ببعثة مؤلفة من دبلوماسيين أوروبيين ذهبت إلى كاراكاس لبحث موضوع الانتخابات التشريعية التي ستشهدها فنزويلا خلال ديسمبر المقبل. واشترطت البعثة الأوروبية على الرئيس نيكولاس مادورو تأجيل الانتخابات 6 أشهر مقابل إرسال الاتحاد مراقبين إلى هذه الانتخابات وفي حالة وجود شروط ديمقراطية وحرية التصويت، وقتها سيقبل الاتحاد بهذه الانتخابات. وهاجم ويبير بشراسة الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوربي جوزيب بوريل، المسؤول عن إرسال البعثة، متهما إياه بالدفع ب"مهمة سرية تهدف لتبييض سمعة الرئيس الفنزويلي مادورو المتهم بجرائم إعدام وتعذيب وانتهاكات خطيرة". وفندت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم بوريل كافة "ادعاءات" ويبير، مؤكدة أن "المهمة ليست سرية وقد حظيت بقبول وموافقة الدول الأعضاء في الاتحاد وكذلك أعضاء لجنة الاتصال الدولية لفنزويلا". ولفتت مصرالي، النظر إلى أن بوريل مكلف من قبل الدول ال27 ببذل جهود دبلوماسية لدى كافة الأطراف في فنزويلا للتوصل إلى حد أدنى من الديمقراطية يؤمن انتقالاً سلمياً للسلطة في البلاد. ولكن المتحدثة أكدت أن الوضع الحالي لا يسمح للأوروبيين بإرسال بعثة مراقبة انتخابات من أجل معاينة الحدث المقرر يوم 6 ديسمبر القادم، حيث "لم تتوفر الشروط اللازمة لإرسال بعثة"، وفق كلامها. وحرصت المتحدثة على التأكيد بأن بوريل سيرد على البرلماني الأوروبي بالطرق المعتادة. وشكل خبر إرسال البعثة الأوربية إلى فنزويلا مفاجأة حقيقية لواشنطن، سواء في البيت الأبيض أو وزارة الخارجية، إذ تتبنى الإدارة الأمريكية إستراتيجية "راديكالية" تتجلى في عدم الحوار مع مادورو والدفاع عن الرئيس المؤقت خوان غوايدو بدله. وغوايدو، هو رئيس الجمعية الوطنية الذي دعمته الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي منذ سنة ونصف. واعتبرت كاري فلبيتي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ما قام به الاتحاد الأوروبي "خطأ، حيث أن المخاطب الشرعي هو الرئيس المؤقت خوان غوايدو". من جانبه، طلب إليوت أبراهامز المبعوث الأمريكي الخاص لملفي فنزويلاوإيران من الاتحاد الأوروبي "الإحجام عن دعم انتخابات مادورو حيث أنها ستكون بمثابة مسرحية". وبعد بدء التراجع عن دعم الولاياتالمتحدة في الملف الإيراني من خلال عدم الامتثال للعقوبات التي تنوي واشنطن فرضها على إيران، بدأ الاتحاد الأوروبي يرسم سياسة جديدة مستقلة عن البيت الأبيض في ملف فنزويلا.