أكد الدكتور أحمد علي سليمان، المنسق العام للمؤتمر العالمي، دور الجامعات في خدمة المجتمع وترسيخ القيم في كلمته أمام المؤتمر، أن الجامعات موائل العلم والتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وبناء الشخصية الوطنية، وبواتق تشييد الوعي الرشيد، والقيم الحضارية والأخلاقية في المجتمعات، وهي أيضًا قاطرة التقدم والبناء والعمران والتنمية الشاملة.فضلًا عن كونها نبض الدول وشرايينها التي تضخ من خلالها عوامل التقدم ومتطلباته، ومن ثم تعد من المؤشرات التي تقيس تقدم الدول أو تأخرها؛ إذ يقاس تقدم المجتمعات بمقدار تقدم جامعاتها وإسهامها في بناء الوعي والفكر والقيم والانتماء وتنمية المجتمع وبنائه ولحاقه بركب التقدم السريع. وكشف الدكتور أحمد علي سليمان أن التحدي الحقيقي أمام جامعتنا يتمثل في كيفية التكامل والتعاون والتواصل الحقيقي الذي يعظم من قيمة العمل الجامعي ويحقق تكامله؛ ليحقق الريادة والإسهام الحضاري والإنساني لخدمة بلادنا والعالم أجمع، وما تزال الفرصة سانحة أمام جامعاتنا ومراكز بحوثنا ومعاملنا لإنتاج العلاجات والأمصال لجائحة كورونا.. وغيرها، والتحدي الآخر أمام جامعاتنا هو كيفية الوصول إلى عقول النشء والشباب والحفاظ على هويتهم في ظل عالم يموج بالتطورات اللحظة المتواترة.. والتحدي الثالث هو ضرورة التواصل الإنساني والانطلاق من المشتركات والقواسم المشتركة الثقافية والحضارية للحفاظ على شتى مفردات الطبيعة والكون ونشر السلام العالمي. وأشار إلى أن التعليم في مصر يشهد حراكًا كبيرًا في ظل الاهتمام البالغ من القيادة السياسية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، من أجل بناء الإنسان المصري بناءً سليمًا في ظل التطورات السريعة على الساحة العالمية. وطالب "سليمان" بضرورة التعاطي العلمي والمنهجي مع التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا، وإعادة ترتيب سلم الأولويات للجامعات الإسلامية، ولمراكز البحوث في عالمنا الإسلامي الكبير، والإبداع في إيجاد أدوار جديدة لجامعاتنا الممتدة شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا وعمقًا؛ لتعظيم دورها في خدمة الأوطان والمجتمعات ولتكون على أهبة الاستعداد لمواجهة الأزمات والإسهام الحضاري المتميز لخدمة الإنسانية جمعاء. كما طالب بتفعيل دور الجامعات في بناء منظومة القيم الحضارية والأخلاقية لا سيما القيم الدافعة للتقدم في الفكر الإسلامي؛ لنثرها وبذرها ونشرها وتجذيرها في قلب الإنسان والمجتمع، وإثمارها وتفعيلها في واقع الحياة من أجل بناء الإنسان الصالح، وترسيخ الهوية والاعتدال وتنمية الحصانة الفكرية والمناعة السلوكية لدى شبابنا لمواجهة التحديات المتأتية عبر الإعلام الجديد.