الايمان بالغيب من صفات المؤمنين ويُحشَر الناس يوم القيامة على أرضٍ مختلفةٍ عن أرض الدُّنيا؛ استدلالاً بقول الله -تعالى-: (يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزوا لِلَّهِ الواحِدِ القَهّارِ). وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض صفات تلك الأرض، وذلك فيما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه السلام قال: (يُحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيامَةِ علَى أرْضٍ بَيْضاءَ عَفْراءَ، كَقُرْصَةِ نَقِيٍّ قالَ سَهْلٌ أوْ غَيْرُهُ: ليسَ فيها مَعْلَمٌ لأحَدٍ). وقد قِيل إنّ عفراء من العفر، وهو: البياض غير الناصع، وقِيل إنّه بياض يميل إلى الحمرة قليلاً، وقِيل إنّها خالصة وشديدة البياض، أمّا معنى قرصة النقيّ؛ فقد قِيل إنّها تعني أنّها في بياضها تشبه الدقيق النقيّ من الغشّ والنخالة، بينما يدلّ قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: "ليس فيها معلم لأحد" على أنّها مُستوية كما قال الخطابيّ، وقال ابن عياض أنّ المقصود هو عدم احتوائها على أيّة علامة من العلامات التي يُهتدى بها في الطريق؛ من بناء، أو صخرة، أو ما شابه ذلك، وقال ابن حجر إنّ في هذا القول إلى أنّ أرض الدُّنيا ذهبت وانقطعت العلاقة بها، كما قال الداودي إنّ المقصود أنّه لا أحد يملك منها شيئاً إلّا ما أدركه منها.