رأى الكاتب "يوآف كرني" في مقاله بموقع "جلوبس" الاقتصادي الإسرائيلي أن الإخوان المسلمين الذين قفزوا على الثورة المصرية متسرعون في قراراتهم الاستحواذية والعجلة من الشيطان، مشيراً إلى أن العقل يؤكد أن مرسي مازال مندوب الإخوان ولا يمتلك قاعدة قوة مستقلة. وأضاف أن الرئيس "مرسي" الساكن الوحيد بقصر القبة والمصدر الرسمي الوحيد للقوة التنفيذية لا يعبر لقبه كرئيس عن قوته لأن الرجل أمضى معظم حياته في منظمة سرية ثورية لم يتوقف عن خدمتها بعدما أضيفت له أكبر الألقاب بالدولة. وأضاف "كرني" أن الأشهر الأولى لرئاسة مرسي أظهرت خلافات في الآراء في موضوعات معينة بين الرئاسة والإخوان، بما فيها النظرة لإسرائيل، فبينما طالب بديع بالجهاد ضد الصهاينة الأمريكان، تصرف مرسي ببراجماتية شديدة لكن هذه البراجماتية والخلافات هي جزء من فولكلور التنظيمات الثورية. وتابع "كرني" بأن محاولة بطش مرسي في نهاية الأسبوع الماضي بمنظومة القضاء تذكرنا بممارسات النظم الاستبدادية لكن من الصعب تصديق أن مرسي اتخذ هذا القرار بنفسه، مشيراً إلى أن جرأته وعدم صبره وتسرعه هي الطابع السلوكي المميز للإخوان في العام ونصف الأخيرين، مدللاً على كلامه بأنه بعد وقت قصير من سقوط مبارك، رفض الإخوان قبول نصيحة أردوغان التركي بتوخي الحذر في الوصول إلى السلطة لكي لا يمنحوا لخصومهم ذريعة للتكتل ضدهم. وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن أردوغان أقام حزبه لمدة خمس سنوات بحكمة شديدة، وسحب البساط من تحت أرجل الجنرالات والأحزاب العلمانية، لكنه فعل ذلك تدريجياً وامتنع على مدار سنوات من التكشير عن أنيابه لإسرائيل، وعندما بات يقف على أرض ثابتة وصلبة ضغط على الدواسة وبدأ في تطهير شامل ومكثف للجيش، وشن حملة تخويف ضد الإعلام المستقل وأسلمة المؤسسات، كما بدأ معركته ضد إسرائيل. وتابع "كرني" بأن أردوغان عندما زار القاهرة بعد ثورة التحرير بوقت قصير، حاول إلهام الإخوان الذين أومأوا برءوسهم إجلالاً له، لكنهم قالوا له إن مصر ليست مثل تركيا، فهم يعلمون أن الثورة التي أصعدتهم للحكم لم تكن ثورتهم، فالنخبة والبرجوازيون وأبناء الطبقة المتوسطة أسقطوا نظام شمولي من أجل الديمقراطية، لكن الردايكاليين الأكثر خبرة منهم خطفوا ثورتهم، متوقعاً أن الإخوان المسلمين في مصر سيكتشفون مبكراً أن العجلة من الشيطان.