لا أدري من أين جاء الدكتور محمد مرسي بما يسميه إعلان دستوري.. ولا من العبقري الذي أشار به عليه.. إعلان دستوري لقيط، لا يعرف عنه مستشاري ومساعدي الرئيس شئ.. إعلان دستوري يتنكر له وزير العدل ويقول إنه لا يعلم عنه شئ.. فمن إذن الذي يعلم.. ومن أشار به، ومن صاغه..؟! ولأن هذا الإعلان لم تسانده إلا جهتان نستطيع أن نتنبأ بأن إحداهما كانت وراءه.. الأولى مكتب الإرشاد وتوابعه.. لذا يهتف المصريون الآن يسقط حكم المرشد.. والجهة الثانية هي حركة "حماس" التي سرعان ما أعلنت تأييدها للإعلان الديكتاتوري.. وحقيقة لا أعرف ما علاقة تلك الحركة بالإعلان وما استفادتها منه.. وهل مازال قادتها متعطشون لرؤية الخراب والإملاق في ديار المسلمين بعد كل ما أحدثوه في شعب غزة الذي مازال يدفع ثمن انتخابهم لليوم. الغريب أن من صاغ ذلك الإعلان، لم يخجل من محاولة العبث بعقول المصريين والمتاجرة بدماء الشهداء مجدداً.. وكأنه يعتقد أننا من الخبل لنقبل بهذا العبث والخلط.. وكأنه يريد أن نصدق أن من وراء ذلك الإعلان أكثر حرصا على حقوق الشهداء والمصابين، فمن أضاعها إذن، ومن سخر منها تحت قبة البرلمان. ويأتي متحدثو وفلاسفة جماعة الأخوان ليزيدوا الطين بلة.. يتحدثون ويتوعدون في كل منبر لمساندة ديكتاتورهم الوليد فيفضحوا حقيقتهم، ويزيدوا الشعب استفزازا.. يقولون هذا إعلان لفترة محدودة، والديكتاتور مؤقت لا قلق منه.. نريد صلاحيات مطلقة لكي لا نفعل بها شيئاً.. القرارات المحصنة هي القرارات السيادية.. ولا يدري هؤلاء أن هذا الكلام يؤكد أن قادة تلك الجماعة لا يريدون التعامل مع شعب واع ولا يريدون غير مجموعة من الخراف لا عقل ولا نقاش.. هؤلاء كانوا يتوقعون حين يلقون بذلك الهراء في وجوهنا أن نقول سمعا وطاعة و نهلل باسم الديكتاتور "مااااء مااااء".. يريدوننا أن نصدق أن صلاحيات مطلقة في أيديهم لساعة واحدة لن تعيد مصر ألف عام للوراء.. لا يا إخوان، المبادئ لا تجزأ.. ولن نقبل بديكتاتورية في بلادنا بعد اليوم ولو لساعة.. لا نأمنكم.. لا نثق في وعودكم حتى نسلمكم رقابنا بصلاحيات مطلقة. ولأن أخلاقيات العبيد باقية ما بقي الإنسان على وجه الأرض.. خرج من يهلل ويطبل بالأمر لمحاولة صنع ديكتاتور جديد.. لا أدري إن كان هؤلاء قرأوا أو فهموا ما يهللون له .. حقيقة لا أدري إن كان أحدهم شعر بحمرة خجل على وجهه وهو يهتف لإعلان ديكتاتوري سيدخل مساخر وعجائب التاريخ من أوسع أبوابها.. كل ما أعرفه أنهم كالعادة أحدثوا ضوضاء.. وانفتحت حناجرهم عن آخرها بهراء لا معنى له و ملأوا الدنيا سباباً وتخوينا لكل من يرفض الديكتاتورية في بلادنا بعد الثورة. وإن كنا نقبل بالتجاوز عن غوغائية بعض العوام.. ونتفهم تصرفات "الإمعات" ممن تربوا على أن التفكير رذيلة وإعمال العقل ضلالة.. فكيف لنا أن نتغاضى عن تورط بعض من تطلق العامة عليهم ألقاب شيوخ أو دعاة أو رجال دين في تضليل الأمة واستباحة دماء المسلمين نفاقاً لمن يتحسس خطاه نحو الديكتاتورية والطغيان.. كيف نقبل بإطلاق لقب شيخ أو داعية على هؤلاء وهم يعملون على إحداث الفتنة والهرج والمرج بين المسلمين، بل وتضليل أتباعهم من العوام بأكاذيب لا أصل لها.