أراد الله تعالى أن يكون القرآن الكريم منهاجاً للحياة الكريمة، وطريقاً للسعادة والهناء، فقد ورد وصف أهل الجنة في القرآن الكريم بالسعداء، يقول الله تعالى: (وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ)،[8] . فثمن السعادة في الحياة الآخرة الحصول على رضا الله تعالى في الدنيا، مع تحقيق العبودية الكاملة له سبحانه، وقد ذكرت الآيات أنّ الصبر يصل بالإنسان إلى حالة من الرضا، والرضا من أعلى درجات السعادة، كما أنّ العفو عن الناس ومسامحتهم ممّا يزيد الحب والألفة بين الناس، وكذلك التمسّك بالقرآن الكريم الذي أُنزل لإسعاد الناس،[9]. وكثيراً ما يظنّ الناس أنّ السعادة تكون في جمع المال، أو بالوصول إلى المناصب العليا، إلّا أنّ الواقع يُبطل ذلك، فلو حصل الإنسان على جميع المُتع الزائلة من مالٍ وجاهٍ وشهرةٍ، وفقَدَ السكون والطمأنينة في قلبه لكان أشقى الناس، يقول الله تعالى (وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى)،[10]. فالسعادة الحقيقية تكون بالقرب من الله تعالى، والشقاء يكون في البُعد عنه.