رأت صحيفة (طهران تايمز) الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة واستجابة حركة المقاومة الإسلامية حماس للعدوان واشتعال الحرب الجديدة بين الجانبين التي استمرت لما يقرب من ثمانية أيام، أظهر ضعف إسرائيل وسهولة تدمير أراضيها بواسطة صواريخ حماس. ففي بداية الهجوم، قتل هجوم جوي إسرائيلي "أحمد الجعبري" القيادي بحركة حماس، مما أثار هذا استجابة لم يسبق لها مثيل، وذلك للمرة الأولى منذ حرب الخليج عام 1991، وتم ضرب تل أبيب بالصواريخ، وهذه المرة أطلقت من قبل حماس وليس الرئيس العراقي السابق "صدام حسين". وبإلقاء نظرة على الضربات الانتقامية المتبادلة، يمكن القول إن إسرائيل بدأت حرب أخرى على غزة دون أي مبرر، فقط لكسب مزيد من النفوذ وتثبيط حماس عن مهاجمة مدنها الكبيرة، وأثبتت حقيقة أن حماس كانت قادرة على ضرب تل أبيب والمدن الرئيسية الأخرى، بما فيها القدس، مع قدرات صواريخ الجماعة العسكرية. وأكدت الصحيفة أن الزيادة في مدى قدرة الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل أعطى احساس كبير بانعدام الأمن في إسرائيل، وتزايد عدد الإسرائيليين الذين يقررون الهجرة من الأراضي المحتلة. وعن طريق قتل الجعبري، حاولت إسرائيل ممارسة ضغط على المقاومين من أجل ثنيهم عن استهداف المدن الإسرائيلية، وبعبارة أخرى، أرادت إسرائيل أن توصل لحماس رسالة عن عواقب إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتبين أنه لن تتردد في قتل المزيد من الشخصيات البارزة لحركة المقاومة إذا استمر اطلاق الصواريخ. ومع ذلك، كانت إسرائيل غير قادرة على تحقيق أهدافها مع هذه الحيلة لأن حماس لن تقبل بهذا السيناريو. وخلافا للمستوطنين في إسرائيل، الذين يشعرون بالقلق على أمنهم، أصبح القصف المتكرر على سكان غزة أمر معتاد، ومع ذلك، هذه المرة كان لحماس وسكان غزة اليد العليا وفاجأ الإسرائيليين بقدرتهم الصاروخية. وأضافت الصحيفة: إن القصف الإسرائيلي لأهداف مدنية وقتل الأبرياء ليس شيئا جديدا على المجتمع الدولي. ولكن هذه المرة، كشفت حماس مكون جديد من قدراتها العسكرية عن طريق اطلاق صواريخ على مواقع استراتيجية وبعيدة في إسرائيل، وكان سقوط القبة الحديدية الإسرائيلية، النظام الدفاعي التكنولوجي المعقد الذي تم تصميمه من قبل الولاياتالمتحدة، آخر كارثة لإسرائيل. وهكذا، فإن استمرار الهجمات على غزة له تداعيات مدمرة على إسرائيل، وهذا يجبر إسرائيل على الموافقة على وقف إطلاق النار. ورأت الصحيفة أن هزيمة إسرائيل في الحرب مع حماس قوضت موقفها إلى حد كبير في المنطقة، وخاصة في مصر، حيث الهجوم على غزة أثار المشاعر المعادية لإسرائيل. وهكذا، فإن الثوار المصريين، الذين ينتظرون قطع مصر للعلاقات تماما مع إسرائيل، أصبحوا أكثر صخبا في انتقاداتهم لحقيقة أن الحكومة المصرية لا تزال تلتزم بشروط اتفاقية كامب ديفيد.