حزب الجبهة الوطنية بالجيزة يستعد بخطة لدعم مرشحيه في جولة الإعادة بانتخابات النواب    رانيا المشاط تبحث مع «أكسيم بنك» تطور تنفيذ المشروعات الجارية في مجالات البنية التحتية المختلفة    الذهب يتجه لتحقيق مكاسب شهرية للمرة الرابعة مع رهان خفض الفائدة الأمريكية    وزير الاتصالات: توفير التدريب لذوي الاضطرابات العصبية ودمجهم في بيئة العمل بقطاع التكنولوجيا    54 ألف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    الاتصالات: شركة عالمية تدرب ذوى الاضطرابات العصبية على التخصصات التكنولوجية    الخارجية السورية تندد بالقصف الإسرائيلي على بيت جن وتعتبره «جريمة حرب»    الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في قتل القوات الإسرائيلية فلسطينيَين رغم استسلامهما    محافظ شمال سيناء من معبر رفح: جاهزون للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة    محاضرة فنية من عبد الرؤوف للاعبي الزمالك استعدادًا لكايزر تشيفز    تراجع ريال مدريد عن تكرار سيناريو صفقة أرنولد مع كوناتي    ضبط 1298 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    حريق ديكور تصوير مسلسل باستوديو مصر في المريوطية    طقس غد.. مفاجأة بدرجات الحرارة ومناطق تصل صفر وشبورة خطيرة والصغرى بالقاهرة 16    مصرع وإصابة 3 أشخاص إثر سقوط سيارة داخل حفرة بحدائق الأهرام    تعاطى وترويج على السوشيال.. القبض على حائزي المخدرات في الإسماعيلية    تامر حسنى: بعدّى بأيام صعبة وبفضل الله بتحسن ولا صحة لوجود خطأ طبى    تجهيزات خاصة وأجواء فاخرة لحفل زفاف الفنانة أروى جودة    مهرجان شرم الشيخ المسرحى يحتفى بالفائزين بمسابقة عصام السيد للعمل الأول    وزير الخارجية يلتقى رئيسة مؤسسة «آنا ليند» للحوار بين الثقافات    كورونا أم أنفلونزا.. مسئول المصل واللقاح يكشف ترتيب انتشار العدوى التنفسية |فيديو    تحويل طبيب للشئون القانونية لتغيبه عن العمل بوحدة صحية فى قنا    بعد وفاة فتاة في المغرب.. باحث يكشف خطورة «غاز الضحك»    تفريغ كاميرات المراقبة بواقعة دهس سيدة لطفلة بسبب خلاف مع نجلها بالشروق    محافظة الجيزة تعلن غلق كلى ل شارع الهرم لمدة 3 أشهر لهذا السبب    شادية.. أيقونة السينما المصرية الخالدة التي أسرت القلوب صوتاً وتمثيلاً    تحقيق عاجل بعد انتشار فيديو استغاثة معلمة داخل فصل بمدرسة عبد السلام المحجوب    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية بإندونيسيا إلى 84 شخصًا    أحمد الشناوي: مواجهة بيرامديز ل باور ديناموز لن تكون سهلة    الصحة: فحص نحو 15 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية    «السبكي» يلتقي وزير صحة جنوب أفريقيا لبحث تعزيز السياحة العلاجية والاستثمار الصحي    أسعار البيض اليوم الجمعة 28 نوفمبر    استعدادات مكثفة في مساجد المنيا لاستقبال المصلين لصلاة الجمعة اليوم 28نوفمبر 2025 فى المنيا    خشوع وسكينة.. أجواء روحانية تملأ المساجد في صباح الجمعة    انقطاع الكهرباء 5 ساعات غدًا السبت في 3 محافظات    رئيس كوريا الجنوبية يعزي في ضحايا حريق المجمع السكني في هونج كونج    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 28نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    "من الفرح إلى الفاجعة".. شاب يُنهي حياة زوجته بسلاح أبيض قبل الزفاف في سوهاج    جنوب الوادي.. "جامعة الأهلية" تشارك بالمؤتمر الرابع لإدارة الصيدلة بقنا    صديقة الإعلامية هبة الزياد: الراحلة كانت مثقفة وحافظة لكتاب الله    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 28- 11- 2025 والقنوات الناقلة    الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا ويصيب طفلة جنوبي غزة    صلاة الجنازة على 4 من أبناء الفيوم ضحايا حادث مروري بالسعودية قبل نقلهم إلى مصر    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 28 نوفمبر 2025    الشرع يدعو السوريين للنزول إلى الشوارع في ذكرى انطلاق معركة ردع العدوان    محمد الدماطي يحتفي بذكرى التتويج التاريخي للأهلي بالنجمة التاسعة ويؤكد: لن تتكرر فرحة "القاضية ممكن"    ستاد المحور: عبد الحفيظ يبلغ ديانج بموعد اجتماع التجديد بعد مباراة الجيش الملكي    رمضان صبحي بين اتهامات المنشطات والتزوير.. وبيراميدز يعلن دعمه للاعب    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    شروط حددها القانون لجمع البيانات ومعالجتها.. تفاصيل    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    بيونجيانج تنتقد المناورات العسكرية الأمريكية-الكورية الجنوبية وتصفها بالتهديد للاستقرار    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    الشيخ خالد الجندي يحذر من فعل يقع فيه كثير من الناس أثناء الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمجد مصطفى يكتب: الحامولى وألمظ وساكنة بك وفتحية.. «صييتة» القرن ال19- 20
المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة (الحلقة 9)
نشر في الوفد يوم 02 - 09 - 2020

مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة.
مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل أن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا ماضينا الجميل. فى حلقتين سابقتين ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى. وفى الجزء الثالث، رغم فيروس كورونا المنتشر عالميًا، واصلنا تقديم تاريخنا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى.
تحدثنا فى الحلقة الأولى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى الحلقة الثانية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، وتحدثنا فى الجزء الثانى عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مرورًا بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ فى وقتنا الراهن، وفى الجزء الثالث تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، وفى الحلقة الرابعة استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيرًا من دول كثيرة. حيث استعرضنا تاريخ الموجى والطويل ومحمود الشريف ومنير مراد، وفى الحلقة الخامسة واصلنا عرض تاريخ دولة الإبداع والمبدعين، تحدثنا عن بليغ حمدى ومنير مراد وكمال الطويل ومحمد الموجى وسيد مكاوى واحمد صدقى وعلى إسماعيل ومحمد سلطان.
مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان.
كما قدمنا فى الحلقة السابعة أمام ألمظلومين فى عالم التلحين، واليوم كامل الخلعى، نقدم مجموعة أخرى ممن ظلمهم وتجاهلهم الإعلام فى مصر. وفى الحلقة 8 قدمنا بعض الذين ظلموا فى عالم التلحين والغناء مثل محمد عثمان وسلامة حجازى وداوود حسنى وأحمد صبرى النجريدى.
وفى حلقة اليوم نواصل بعض من ظلموا فى الغناء، ربما يكون الأمر لدى اغلب الجماهير متوقف عند أن الغناء فى مصر هو عبدالوهاب وام كلثوم وعبد الحليم والاجيال التى جاءت بعدهم، لكن قبل هؤلاء او عاصرهم مطربين كبار فى عالم الغناء مثل منيرة المهدية وفتحية احمد وعبده الحمولى وألمظ وغيرهم. اليوم نرصد مسيرة بعض هؤلاء من خلال الأبحاث والمعلومات التى قدمها البعض للمهتمين بالموسيقى والغناء.
«عبده وألمظ».. حدوتة عشق مصرية
عبده الحامولى مطرب مصرى ومجدد فى الموسيقى العربية، وأبرز اسم فى عالم الطرب فى القرن التاسع عشر امتد أثره إلى مطربى القرن العشرين و1836-1901، ارتبط اسمه بالمطربة ألمظ التى تزوجها وقدما ثنائيا ناجحا ذاع صيته.
وعرف عنه استخدام مقامات موسيقية لم تكن مستخدمة بشكل كبير فى عصره، كما عرف عنه رقيه
فى اختيار الكلمة، ويكفى أنه بعكس مطربى زمانه تعاون مع كبار رجال الدولة الذين يكتبون الشعر أمثال محمود سامى البارودى، وإسماعيل صبري باشا، والشيخ عبدالرحمن قراعة مفتى مصر فى ذاك الوقت، وعائشة التيمورية. وهو من أوائل من لحن القصيدة التقليدية مثل «أراك عصى الدمع» لأبى فراس الحمدانى.
ورغم أن تراثه الغنائى ينتمى إلى القرن التاسع عشر إلا أن تأثيره كان قويا على كل مطربى العقدين الأولين فى القرن العشرين أمثال صالح عبدالحي ويوسف المنيلاوي وعبدالحى حلمي وسلامة حجازى. اشترك بالغناء فى فرقة أبوخليل القبانى المسرحية، وتزوج من المطربة سكينة الشهيرة «بألمظ».
من أشهر أعماله الغنائية: الله يصون دولة حسنك، كأدنى الهوى، متع حياتك بالأحباب، أنت فريد فى الحسن، كنت فين والحب فين.
ولأن علاقته بألمظ كانت قمة الدراما قبل وأثناء وبعد الزواج قدمت السينما المصرية فى الستينات فيلما بعنوان «ألمظ وعبده الحامولي» قام ببطولته المطرب عادل مأمون بدور عبده الحامولى والمطربة وردة الجزائرية بدور ألمظ. كما تناولها مسلسل بوابة الحلوانى وقام بالدورين كل من شيرين وجدي وعلى الحجار.
أما ألمظ (1860–1896)، فهى مغنية مصرية احترفت الغناء فى عصر الخديوى إسماعيل، واطلق عليها مطربة القصر. اسمها الحقيقى «سكينة» ولقبت بألمظ لأن صوتها شبه بالألماظ. ويسرد الأديب أحمد أمين فى كتابه قصة حبهما التى بدأت بالتنافس الذى ينشأ عادة بين الفنانين وكان من مظاهره بعض المداعبات الغنائية، إذ كانت ألمظ تغنى أغنية فيرد عليها الحامولى بأغنية، وعلى سبيل المثال فقد غنت ألمظ أغنية وجهت كلماتها إلى الحامولى: ياللى تروم الوصال وتحسبه أمر ساهل دا شىء صعب المنال وبعيد عن كل جاهل، وفى ذات الوقت كان الحامولى يرد عليها قائلا: روحى وروحك حبايب من قبل دا العالم..
كانت ألمظ من افضل الاصوات المصرية التى ظهرت سواء فى عصرها او بعد رحيلها، كانت متمكنة إلى شكل بعيد من الغناء العربى الرصين، والغريب أنها حاربت عبده الحامولى ونشأت بينهما تنافس وصل إلى حد المعارك، حيث نافسته فى صناعة الغناء. إلى أن وقع الحامولى فى حبها وتزوجا رغم اعتراض الخديو الذى قيل انه كان يحبها، لدرجة انه تحفظ عليها فى قصره لكنه عاد ووافق على زواجها من عبده، وظن أن الحمولى لن يبخل عليه بها. لكن الحمولى جعلها تعتزل الغناء. إلى أن توفيت وهى فى قمة شبابها حيث كان تبلغ من العمر 36 عاما.
كان الحامولى متيما فى عشق ألمظ، وكان يبكى فى أغانيه بعد وفاتها، وكان الجمهور يبكى معه. ومن أبرز ما غناه بعد رحيل ألمظ: شربت الصبر من بعد التصافى ومر العمر وما عرفتش أصافى عدانى النوم وأفكارى توافى عدمت الوصل، يا قلبى عليه، وهى الأغنية التى اشتهر بالبكاء فيها، وبكاء الجمهور معه.
فتحية أحمد مطربة مصرية، ولدت سنة 1975-1898 فى حى الخرنفش بالقاهرة
والدها الشيخ أحمد الحمزاوى الذى كان منشدًا ومطربًا ومبتهلًا، أخواتها فتحية ورتيبة ومفيدة احترفن الغناء، لحن لها داود حسنى، كامل الخلعى، أبو العلا محمد، سيد درويش، محمد القصبجى، زكريا أحمد، رياض السنباطى، أحمد صدقى، والملحن الإسكندرانى محمد عفيفى، كانت صديقة أم كلثوم لأكثر من ستين سنة، سميت بمطربة القطرين لكثرة سفرها بين مصر وبلاد الشام والعراق، ولدت المطربة والممثلة فتحية أحمد نفس العام الذى ولدت فيه صديقتها العزيزة كوكب الشرق أم كلثوم.
والدها الشيخ أحمد الحمزاوى مطربا رخيم الصوت، ولمع فترة كمطرب ومنشد ومبتهل، وقد لحن كثيرا من الأغانى الانتقادية والفكاهية كان يؤدى بعضها مع اثنين من المنشدين كثلاثى فكاهى تحت اسم ثلاثى الشيخ كعبولة، ومن أشهر ألحانه «كعبولة الخفة» الذى يعتبر أصلا واضحا للحن قصيدة «مضناك جفاك» من شعر شوقى واقتباس محمد عبد الوهاب.
درست فتحية أحمد الغناء مع أئمة الملحنين، وخاصة أستاذ أم كلثوم الأول الشيخ أبوالعلا محمد الذى لحن لها خصيصا لحنا جديدا لقصيدة «كم بعثنا مع النسيم سلاما»، وذلك بعد أن غنتها أم كلثوم من لحن الطبيب أحمد صبرى النجريدى.
اشتركت فتحية أحمد فى شبابها بالمسرح الغنائى كمطربة ممثلة، وتنقلت مع الفرق المسرحية الغنائية بين مصر وبلاد الشام، ومن أجل هذا أطلق عليها لقب مطربة القطرين.
وفى مجال المسرح الغنائى فى سنواته الخصبة (1917-1927) غنت فتحية أحمد لكبار الملحنين «داود حسنى، كامل الخلعى، السيد درويش البحر، إبراهيم فوزي»، وقد اعتزلت فتحية أحمد المسرح فى نهاية الأربعينيات حيث قامت ببطولة المسرحية الغنائية «يوم القيامة» لحن زكريا أحمد، وأضيف لهذه المسرحية اللحن المعروف «يا حلاوة الدنيا» خصيصا لكى تغنيه فتحية أحمد.
ولما أنتجت شركة أفلام الشرق عبد الله أباظة، عبد الحليم محمود على، لأم كلثوم فيلم «عايدة» الذى تضمن ملخصا باللغة العربية الفصخى لأوبرا «عايدة» ونظمها أحمد رامى، فقد اشتركت غنائيا فتحية أحمد بدور ابنة الملك المصرى الأميرة أمينيرس أمام أم كلثوم التى قامت بدور عايدة جارية الأميرة، وهى فى نفس الوقت ابنة ملك الحبشة، وقام الراحل إبراهيم حمودة بدور القائد المصرى المنتصر «راداميس» على أن صورة فتحية أحمد لم تظهر على الشاشة، بل كانت دوبلاجا للممثلة فردوس حسن.
أما فى مجال الغناء على التخت فقد غنت فتحية أحمد ألحانًا كثيرة من التراث ومن الغناء العصرى، فقد غنت من ألحان محمد عثمان وعبده الحامولى وأبو العلا محمد وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطى وأحمد صدقى ومرسى الحريرى ومحمد قاسم والمهندس الزراعى عبد الفتاح بدير.
ومن الطريف أن فتحية أحمد قد غنت لحنا لأستاذ الجيل صفر على من قالب الطقطوقة أو الأهزوجة بعنوان: «ياريت زمانك وزمانى يسمح ويرجع تانى»، كانت أغنية الموسم فى الثلاثينيات وكانت تباع أسطواناتها فى مسرح برنتانيا حيث كانت تغنى هذه الطقطوقة هناك. وبهذا فقد سبق هذا التقليد ما كان يحدث بعد ذلك فى سينما قصر النيل بعشرين عاما عندما كانت تغنى أم كلثوم فى الخمسينيات وتباع تسجيلاتها للغنائيات الجديدة على أسطوانات أو أشرطة كاسيت فى حفلات أم كلثوم. ولقد عرفت فتحية أحمد بقلبها الطيب وضحكتها الصافية العالية، وفارقتها الحياة فى الخامس من ديسمبر عام 1975 وغنت فى فيلم أحلام الشباب بطولة فريد الأطرش ومديحة يسرى، وفى الفيلم كان صوت المطربة فتحية أحمد وصورة الفنانة مديحة يسري
أشهر أعمالها: طلعت يا محلا نورها، زورونى كل سنة مرة، الحلوة دى قامت تعجن للشيخ سيد درويش.
والمسرحية الغنائية «يوم القيامة» من ألحان زكريا أحمد وهى التى غنت فيها أغنيتها المشهورة «يا حلاوة الدنيا»
ساكنة بك (1801–1890) أول مطربة مصرية
ولدت المطربة الشهيرة ساكنة فى الإسكندرية ، ونزحت للقاهرة وهى صغيرة السن، وتعتبر أقدم المغنيات فى العصر الحديث بعد مجموعة مغنيات العصر المملوكى.
ولمع اسمها فى عصر محمد على حيث كانت تغنى وتحييى ليالى السمر فى أكشاك الأزبكية التى كان يغلب على الأداء فيها فرق الشارع أو جوقات الجيش والبوليس وأحيانا مسرح خيال الظل وبعض الموسيقيين ممن يؤدون الغناء الشعبي.
كما ذاع صيتها فى عصر عباس الأول ثم الخديوى سعيد حيث لمعت فى سماء الغناء.
غنت المطربة ساكنة باللغة العامية فتعلق بها المصريون كتعلقهم فى منتصف القرن الماضى بأم كلثوم.
وذاع صيتها وفاقت شهرتها الرجال من أمثال عبد الرحيم مسلوب وأحمد الشلشمونى وقصطندى منسى.
كان سعيد خديوى مصر يهيم حبًا بها، وكانت تقضى أكثر أوقاتها فى قصوره. وأطلق عليها لقب ساكنة بك حيث قيل إن الخديو إسماعيل ناداها مرة بساكنة هانم فاغتاظت الأميرات فغاظهم أكثر وناداها ب «ساكنة بك» وأصبح اللقب مقرونًا باسمها حتى ماتت.
واستمرت ساكنة بك تتمتع بالشهرة والمجد الفنى إلى أن ظهرت المطربة ألمظ ذات الصوت الرخيم فتجاهلتها ساكنة فى بداية الأمر، ولكنها لم تستطع صد تيار نجاحها ومنع إقبال الناس عليها، ولهذا رأت أنه من المصلحة أن تضمها إلى فرقتها فتكون فيها تابعة لها وتحت إشرافها. فمكثت ألمظ مدة تدربت فيها على الغناء ثم افترقت عن ساكنة. وألفت لنفسها فرقة خاصة وقضت على صيت ساكنة الفنى قضاء مبرمًا. تركت ساكنة الغناء بعد أن قضت ألمظ على شهرتها وقضت أعوامًا طويلة فى دارها بعد أن أفل نجمها إلا أنها لم تتوقف عن قراءة القرآن ولا عن مجالس الأدب.
توفيت إما أواخر عهد الخديوى توفيق أو أوائل عهد الخديوى عباس حلمى الثانى بين سنة 1892 وسنة 1898.
نجاة على.. أول من غنت الأطلال
مصرية ولدت عام 1913، اشتركت فى أول حفلة على مسرح الأزبكية عام 1929، تتلمذت على يد داوود حسنى.
ثم كانت بدايتها مع السينما من خلال المشاركة بالغناء فى فيلم (معجزة الحب) عام 1931.
اشتركت فى حفل افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934 مع أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب، ثم شاركت فى فيلم دموع الحب عام 1935. توالت أعمالها الفنية فى أفلام عدة، منها (الحظ السعيد، الكل يغني)، ومن أبرز أغنياتها «فاكراك ومش هانساك»، «عيد الشباب»، «قلوب الحبايب».
وهى غنت «الأطلال» من ألحان محمد فوزى،قبل أم كلثوم، كما انها اكتشفت رياض السنباطى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.