عبده الحامولي استمع صاحب مقهي شعبي بحي الأزبكية لصوت جميل لشاب وهو يغني أمام منزله فأعجب بصوته، فأدرك أن صوته سيكون مصدر جذب لزبائن كثيرة في المقهي، فذهب إليه واتفق معه على الغناء فى المقهى كل ليلة، وبالفعل انجذب للمقهى زبائن كثيرة، وكان هذا الشاب هو عبده الحامولي. وبعد أن ذاعت شهرة عبده الحامولي، وتدفقت عليه الجموع من الأحياء المجاورة لسماعه، شعر المعلم شعبان بالخوف من أن يتركه عبده الحامولي، لأي مكان أخر، فقرر أن يزوجه ابنته حتى يضمن بقاءه معه.
وبالفعل تم الزواج ولكن من اليوم الأول والمعلم وابنته يعاملان عبده، معاملة قاسية ظنا منهما أنهما امتلكاه، ولكنه هرب من المقهى تاركا المعلم وابنته واستأجر شقة ليقيم فيها بمفرده. وعندما استدلا على مكانه ذهبا إليه ليعتذرا له، وألحا عليه بالعودة مرة أخرى بعد أن أدركا قيمته بالنسبة لهما وللمقهى، لكنه قرر ألا يعود معهما وقام بتطليق ابنته. ولد عبده الحامولي، يوم 18 مايو 1836 في قرية الحامول التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، وجاء إلى القاهرة مع شقيقه ليبحث عن عمل ليساعد به والده الفقير. وقد التقى مصادفة بأحد من يجيدون فن التواشيح يدعى شاكر الحلبي، فتلقى على يديه أصول الغناء وحقق شهرة واسعة فى عالم الغناء والطرب وكون فرقة موسيقية خاصة به وتولى الشيخ محمد عبد الرحيم، التلحين له. وانفتحت الأبواب كلها أمامه عندما سمعه الخديوي إسماعيل، وأعجب به واصطحبه معه إلى عاصمة تركيا وهناك استمع إلى الموسيقى التركية، واستطاع أن يقدم ألحانا تجمع بين المصري والتركي، وقد طلب عبده الحامولي، من بعض الشعراء ترجمة مجموعة من الأغاني التركية إلى اللغة العربية مثل قصيدة "أراك عصى الدمع" التى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم. فى عام 1860 ولدت سكينة بمدينة الإسكندرية وكان صوتها الجميل سببا فى اشتهارها باسم ألمظ، دخلت عالم الغناء بالصدفة حيث كانت تغنى للعمال فى مجال البناء، وفى إحدى المرات كانت تسير بجوارها عالمة شهيرة فى ذلك الوقت تدعى "الست ساكنة" فأخذتها وقامت بتعليمها أصول الغناء على يد معلمين بالفرقة حتى تفوقت وأصبحت أشهر مطربة فى القرن التاسع عشر.
وقد تألق في ذلك الوقت عبده الحامولي، فى الغناء والطرب وقاما بمنافسة بعضهما حتى تقابلا فى إحدى الحفلات الغنائية، وسرعان ما ارتبط بعضهما وتزوجا وعاشا حياة سعيدة إلى أن توفيت ألمظ، فجأة فى ريعان شبابها وحزن عبده الحامولي، حزنا شديدا على فراقها حتى توفى يوم 12 مايو عام 1901. مركز معلومات أخبار اليوم