الرئيس مرسى اختار الانحياز لجزء من الأمة ضد الباقين... فقسم البلاد... وأثار الفتنة... وساهم فى إعادة الصدام بين القوى المختلفة والدولة... أهان الدولة... وضحى بدماء مصرية لإرضاء الإخوان... ضحى بالقضاء من أجل الانتقام من النائب العام الذى حبس الإخوان فى عهد مبارك... والذى أجبر مرسى نفسه على التراجع عن قراره الماضى بعزله... أو هكذا يقولون... وهكذا يذكرون للرجل... فالإخوان لا ينسون الإساءة اليهم ... ولا يحرمون الإساءة لغيرهم... لكنهم يتناسون أنه نفسه النائب العام الذى حبس مبارك... والعادلى... وسرور... وقتلة الثوار... وطالب بإعدامهم. والرئيس مرسى اختار أن يخاصم كل القوى السياسية ولا يصالح فى مصر إلا الإخوان ... لأنه فى قرارة نفسه يؤمن يأنه واحد منهم... وأنهم جاءوا به من القرية إلى قصر الرئاسة... فحكم مصر باسمهم ... ولهم ... وبهم ... والإخوان لا يرون غضاضة فى أن يسوق مكتب الإرشاد مؤسسة الرئاسة... وتصرفات الرئيس نفسه تقول أنه لا يمانع فى ذلك... وانه مطالب برد الجميل للإخوان ولو على حساب مصر ... فكله يهون من أجل عيون المرشد ومكتبه. والرئيس مرسى التقى رؤساء الأحزاب قبيل إصدار قرارات الأزمة الأخيرة... سمع منهم لكنه لم يستوعب... جاءته أصواتهم واضحة وصريحة... لكنه فضل التسمع عليهم... والتنصت على المنازل ... والمكاتب ... والأحزاب ... ومراقبة الاجتماعات ... واللقاءات... فكسب مرسى الإخوان... وخسر كل القوى السياسية الأخرى... ولو كانوا ممن ساندوه... وعاهدوه ... وناصروه... فمع انتهاء المعركة الانتخابية... انتهت العهود ولم تبق إلا البيعة... وتلاشى المساندون والأنصار مع ظهور الأهل والعشيرة. لقد اختار الرئيس محمد مرسى أن يكسب الإخوان وتخسر مصر... وان تكسب الجماعة ويخسر الشعب ... وأن يرتوى تراب الشوارع بأن تعود الأمهات الى البحث عن شبابهن فى المستشفيات... وتحت مشارط التشريح... اختار أن تهرب استثمارات جديدة حتى تتوافر مبررات الاستدانة ... اختار أن يخطب فى أنصاره أمام قصر الرئاسة فى الوقت الذى كانت الشرطة والثوار فى صدام وقتال فى الميدان. لقد اختار مرسى الجماعة... وخسر البلد... وخسرت مصر دماء أبنائها. Email: