كنت متأكداً أن الدكتور محمد مرسى سيذهب الى ميدان التحرير... وأن حزبه... وأنصاره... وجماعته... سيصلون به الى الميدان ليحلف يمينا غير دستورية أمام الثوار ... قبل أن يحلف يمينا دستورية أمام القضاة ... لكن مصر ليست كلها فى التحرير ... وليست معظمها من مؤيدى الميدان.... وهناك متظاهرون على جانب آخر فى مدينة نصر وأمام المنصة... وبمنطق أن الرئيس للجميع ... فإن للمصريين فى المنصة ديناً فى رقبة الرئيس بأن يحلف لهم يمينا... فهم مصريون... وليسوا أقل من مصريى التحرير ... ولا مانع أن يحلف الرئيس مرتين أو ثلاثاً... وربما أربعاً إذا أردنا أن نعطى للمصريين فى الخارج حقهم... فقد أسهموا بعدد غير قليل من الأصوات فى اختيار الرئيس «مرسى»... ومن باب أن « يمين واحدة لا تكفى» ولو كانت دستورية. ولست متأكدا إن كان مشوار الرئيس الى التحرير يترجم علاقات سيئة مع المجلس العسكرى ... أو يعنى استمرار سيطرة الإخوان على الرئيس.... أو يعنى أن ولاء الدكتور مرسى للميدان أو الإخوان أكثر من ولائه للدستور ... أو أن الرجل يبحث عن جمع الرضا من كل الناس... وربما يبحث عن انهاء الثورة فى التحرير ... أو انهاء سيطرة البلطجية على الميدان ... فحرس الرئيس لن يتركه يتجول بين جماهير بعضهم مسجل خطر ... أو ربما يسعى الرجل إلى ذلك جميعه وربما أكثر... المهم أن المتحدث باسمه أعلن أن الرئيس مرسى ذاهب الى التحرير ليشارك الثوار مليونية تسليم السلطة ... والثوار مالهمش أمان... ليس بمعنى الغدر ... لكن بمعنى الكلمة... فالثائر لا يهدأ بمجرد بذل محاولة لإرضائه ... والثوار ليسوا متفقين فى مطالبهم ... ولا متوحدين فى اتجاهاتهم... لكن على الأقل بينهم نقاط اتفاق أكثر وضوحا من القضايا الخلافية... وقريبا ذهب الدكتور عصام شرف الى التحرير قبل دخول مكتبه ... وحمله الثوار أو الإخوان على الأعناق ... وهو نفسه رئيس الوزراء الذى أسقطه الميدان ... أو الثوار ... أو الإخوان ... لأنه خالف قوانين الميدان. ولم أسمع من قبل عن رئيس شارك فى مظاهرة إلا جارسيا رئيس بيرو وكان هو من حشدها ضد الولاياتالمتحدة التى سرقت آثار بلاده ... فالمظاهرات تخرج ضد الرؤساء ... ورفضا لممارسات أنظمة على رأسها ديكتاتور ... ولم أقرأ عن رئيس يطالب بتسليم السلطة ... فالرئيس دائما هو رأس السلطة ... ويطالبه الناس بالرحيل عن السلطة ... ولم أسمع عن رئيس يبدأ ولايته من الميدان وليس من الديوان ... والرئيس الذى تخضعه جماعة لإرادتها ينحاز غداً لمصالحها . كنت أتمنى أن يمنحنى الوقت فرصة كتابة هذه السطور بعد سماع كلمة الرئيس مرسى فى التحرير... لولا ظروف طباعة الجريدة... فإن كانت كلمته كما يليق بالرئيس فقد كسبنا... وإن كانت كسابقتها... فالله يعوض عليك يا ابنى. Email: