مصر أكبر من أي صراعات وفوق كل الأحزاب، الدم المصري أغلي من كنوز الدنيا، لا فرق بين إخواني أو ليبرالي مسلم أو مسيحي، أو من حزب الكنبة.. الجميع أصحاب هذه الأرض، متساوون في الحقوق والواجبات، نختلف في الآراء، ونتظاهر سلمياً، ونعبر عن مطالبنا في حرية تامة، ولا نرتكب أعمال عنف تزهق فيها أرواح بعضنا، ولا أعمال تخريب تدمر منشآتنا. إن سقوط الشاب إسلام مسعود المنتمي إلي جماعة الاخوان في أحداث العنف التي وقعت في دمنهور أمر يحزننا وجريمة نستنكرها. كما أن حزننا عميقا علي الشاب جابر صلاح أو «جيكا» الذي سقط في أحداث الاحتفالات بالذكري الأولي لشهداء محمد محمود ومازالت القلوب حزينة علي جميع شهداء الثورة الذين سقطوا أمام مجلس الوزراء أو ماسبيرو أو في موقعة محمد محمود الأولي أو في العباسية. لكن من المسئول عن قتل الشاب إسلام اليتيم ابن ال 15 ربيعاً ؟، وجابر صلاح. المسئولون هم الذين اغتالوا دولة القانون، وخرجوا يحتفلون أمام قصر الرئاسة علي طريقة يقتل القتيل ويمشي في جنازته! الذين قلتوا «إسلام وجيكا» هم الذين وضعوا الشعب في مواجهة مع بعضه في الميادين بعد اعلانهم سقوط دولة القانون وقيام دولة الديكتاتور. الذين قتلوا إسلام وجيكا هم الذين يريدون التكويش علي السلطة.. هم المسئولون عن التقسيم والاقصاء الذي يحدث في المجتمع المصري حالياً.. هم الذين أضحكوا علينا العالم بإعلان دستوري يحصن قرارات الرئيس ويضع جميع سلطات الدولة بين يديه إلي ديكتاتور. ميليشيات الاخوان وحزب الحرية والعدالة، منتشرة بالسلاح في كل الميادين لتأديب الرافضين للاعلان الدستوري، وبعد ذلك يخرج الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الجماعة يسأل عن أسباب نشر الفوضي، ويطالب القوي الوطنية والحزبية بإدانة ورفض العنف. ويردد محمود غزلان المتحدث باسم الاخوان بأن البلطجة السياسية اختلطت ببلطجة المجرمين، فعلا ما يحدث أعمال بلطجة مسئول عنها حزبك الذي يريد اشعالها ناراً. والدلائل علي أن الاخوان هم وراء أحداث العنف والقتل والاصابات التي تشهدها ميادين مصر وحالات التربص في التحرير هي خروجها لتأييد الإعلان الدستوري ودعوتها لمليونية اليوم ثم تعديل مكانها من عابدين إلي أمام جامعة القاهرة. فهل يوجد نظام حاكم في العالم يخرج للتظاهر.. يتظاهرون ضد من؟ المظاهرات والاحتجاجات هي وسيلة المعارضة للتعبير عن آرائها وليس الحزب الحاكم الذي يتبني القرارات وأحيانا يصدرها وخرجت القوي الوطنية في مظاهرات سلمية للتعبير عن آرائها في رفض الاعلان الدستوري، وخرج الاخوان في المحافظات يردون عليهم بعد احتفالهم أمام القصر الجمهوري مع الرئيس المفترض أنه ر ئيس كل المصريين. التصعيد في المواجهة بين مليونية الاخوان ومليونية الشعب في التحرير سيكون ضحاياه أكثر بكثير من سقوط شابين بريئين. ليس مهما أن اسلام «اخواني» و»جي؛ا» محسوب علي القوي المدنية، والمهم أنهما مصريان، راحا ضحية ميليشيات خرجت للدفاع عن قرارات باطلة. هذا التصعيد سيدفع ثمنه الوطن والاقتصاد وملايين الفقراء الذين يلعب الاخوان علي مشاعرهم لإقناعهم بأن الاعلان الدستوري سيوفر لهم الحياة التي يحلمون بها. الحل لإنقاذ البلد من شر مستطير في يد الرئيس محمد مرسي وعقلاء الأمة، وهو ليس صعبا ولا مستحيلاً، وهو أن يتراجع الرئيس عن فكرة تحصين قراراته ولو ليوم واحد، وعلي عقلاء الأمة أن يكبحوا جماح الشباب في المليونيات والمليونيات المضادة اليوم، لحقن دماء المصريين والحفاظ علي المنشآت العامة والخاصة حتي تمر هذه الأزمة بدون مزيد من الأحزان.