فرس النبي الإخواني.. هذا ما يمكن أن نطلقه علي عمنا محمد مرسي.. لكن إيه العلاقة بين فرس النبي والرئيس.. تعالوا نحكي لكم الحكاية: في طفولتنا كنا نلهو في المزارع والغيطان، وكنا نسعد بحشرة خضراء اللون، جميلة المنظر كنا نسميها «فرس النبي» وكان هذا الفرس يقف علي أرجله الخلفيتين ويضم أرجله الأمامية وكأنه يصلي لله سبحانه وتعالي لذلك كنا نسميه العابد الناسك، وكنا نظن أنه في هيئته هذه يصلي ويعبد الله ويبتهل له، وكان أهالينا يحذروننا أشد التحذير من قتل فرس النبي أو إيذائه لأنه فرس النبي محمد صلي الله عليه وسلم في الجنة، هكذا كانوا يقولون لنا فكنا نلهو معه، ونفرح به لكن بدون أن نؤذيه كما كنا نفعل مع «الجعران» الذي كنا بكل قسوة نرشق شوكة النخل في أحشائه، ونستمتع بزنه والنغمة الموسيقية التي تصدر منه دون أن ندرك أنها حشرجات الموت وآهات العذاب، لأننا مزقنا أحشاءه، المهم أن شقاوتنا وقسوتنا كانت تتحول إلي تدليل ولعب بريء مع فرس النبي حفظاً لمكانته وتعبده وتقواه وصلاته.. وتمر الأيام ونكبر وتفرق الدنيا بيننا وبين الزرع والغيطان والخضرة وماء القناية الرقراق ومن قبلهم فرس النبي فلم نعد نراه أو نشهد صلاته في صمت ووقوفه في ورع رباني جميل. ومنذ عام مضي قرأت مقالاً بديعاً للأديب الرقيق محمد المخزنجي بجريدة الشروق، كشف فيه عن حقيقة فرس النبي العابد الناسك، والحقيقة هالني ما قرأت وأفزعني ما عرفت وشعرت بأننا وأهالينا من قبلنا عشنا خديعة كبري، فهذه الحشرة التي تظهر دائماً في وضع الصلاة اتضح أن هذا الوضع هو أفضل وضع للقنص والاقتناص، فما أن تقترب أي حشرة من فرس النبي حتي يهاجمها في أقل من الثانية وما أن يفوز بها حتي يبدأ صاحبنا في إقامة أبشع حفلة تعذيب، فالمعروف أن كل حيوانات الدنيا وحشراتها لا تلتهم فريستها إلا بعد قتلها أولاً إلا فرس النبي هذا، فهو يلتهم فريسته ويمزقها قطعة قطعة، وهي علي قيد الحياة، ولكم أن تتصوروا حجم الألم الذي تعانيه المسكينة والوحش القاسي يمزق أحشاؤها ويقطع أجزاءها، بل والأدهي والأمر أن انثي فرس النبي عندما تأتي لحظات التلقيح والتزاوج ما أن تنال غرضها من الذكر حتي تغافله وهو يعتليها مستغلة إحساسه بالنشوة وفجأة تستدير برأسها وتفتح فمها وتقطم رأسه وتقتله. أي بشاعة هذه التي يمتلكها - حصرياً - فرس النبي هذا.. هل استطاع أن يخدعنا كل هذه السنوات ونحن نظنه عابداً.. ناسكاً يصلي لله ويبتهل في حين أنه لا يعرف لا رباً ولا ديناً! والآن قد تسألوني وما العلاقة التي تربط بين مرسي وفرس النبي؟.. فأجيبكم بالآتي: السيد مرسي جاء إلينا في شكل العابد.. الناسك.. الزاهد.. الذي لا يفارق المسجد، ولا تفارق شفتيه ولسانه كلمات الله وأحاديث رسوله.. ذليلاً في شكله.. بسيطاً في مظهره فقال كثيرون إن زهده يشبه زهد الصحابة.. وبساطته تشبه أولياء الله الصالحين.. لهذا انخذع فيه شعب مصر كما انخدعنا نحن وأهالينا من قبلنا في فرس النبي وضحك علينا بتقواه وورعه المزعوم.. فإذ به بعد أن تمسكن وسيطر يظهر في ثوبه الحقيقي فرعوناً جديداً لا يراعي الله في شعبه وأمته، لا يهمه إلا الاستئثار بالسلطة والانتقام من الخصوم وتهميش المعارضين.. يلعب علي كل الحبال يتنقل بخفة بين الشرعية الدستورية والشرعية الثورية حسب أهدافه ومصالحه ومصالح عصابته التي لا تزال مستمرة في غيها وظلمها ورفضها أن تخضع لأي شرعية أو قانون تماماً كالمرأة المنجرفة التي تعرض عليها الزواج الرسمي فترفض وتقول لك آسفة نقضيها عرفي! وأخيراً كشف مرسي عن وجهه الحقيقي بلا خجل أو وجل أو حياء فأصدر إعلاناً دستورياً حرص علي تحصينه ليصبح قرآناً لشعبه، ولم يعد باقياً إلا أن يقف وسط قطيع جماعته وأنصاره ليقول: أنا ربكم الأعلي.. وهنا وقف الشعب ليقول للفرعون الجديد: ارحل بعد مائة وأربعين يوماً فقط من ولايته في حين أن الفرعون المخلوع لم يسمعها من شعبه إلا بعد مضي ثلاثين عاماً بالتمام والكمال!