الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى، وضع النظام على محك العداء مع القوى الوطنية، مريدو الرئيس وجماعته يتمسكون بهذا الإعلان لإيهامنا بأنه يحقق مصلحة الوطن العليا. القوى المدنية تتعامل مع هذا الإعلان على أنه مذبحة تشريعية ارتكبت بليل، لم تلجأ إليها أعتى النظم الاستبدادية فى العالم، الوضع أصبح خطيراً جداً، والصراع بين المعسكرين يهدد سفينة الوطن بالغرق، ويؤدى إلى تفكك وتحلل المجتمع. إذا رجعنا إلى التاريخ نجد الحل لهذه الأزمة عند الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس عندما ألغى معاهدة «36» قال من أجل مصر أبرمت المعاهدة ومن أجل مصر ألغيها. لم يعبأ الزعيم بما يقال عنه متردداً لأنه وضع مصلحة مصر فوق الحزبية. هذه الوثيقة التاريخية أرجو أن يرجع إليها الأستاذ أيمن على مستشار رئيس الجمهورية الذى أعلن تحديه للقوى الوطنية التى تطالب «مرسى» بإلغاء الإعلان الدستورى، وقال إن تراجعه فى هذا القرار يعكس قيادة متردده، وطرح أيمن على اقتراحاً بحوار وطنى موسع برعاية الرئيس، لتفسير حيثيات الإعلان الدستورى وتوضيح دوافعه وحدوده. ووجدت فى كلام الدكتور سعد الدين إبراهيم، الرد القاسى على هذه العجرفة، وهو أن الذى يريد الحوار لا يستخدم اللغة الاستعلائية والاستعدائية ولا اللهجة الاتهامية للمواطنين بدون دليل «راجع خطاب الرئيس إلى أهله وعشيرته أمام قصر الاتحادية بعد صدور الإعلان الدستورى». القوى المدنية اتخذت قرارها وقالت لا تراجع فيه، وهو لا حوار مع الرئيس إلا بعد إلغاء الإعلان الدستورى، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية على نحو يحقق التوافق، وأى تأخير فى الاستجابة سيؤدى إلى تصاعد المطالب. الحل فى يد الرئيس، لإنقاذ البلد من حالة الانفجار التى أوشكت عليها، وتفويت الفرصة على الذين يقومون بدور «الوسواس الخناس» ويحاولون إعادة أحداث «سبتمبر 81» بعد نجاحهم فى تشويه صورة المحكمة الدستورية العليا والقضاة والنائب العام المعزول، وجعلوا منصب النائب العام يتم بوضع اليد، وتكليف كتيبة محامين بتقديم بلاغات لتهديد رجال السياسة نوعية «الوسواس الخناس» هم الذين حفظوا «مبارك» فى علبة هدايا، وعزلوه عن الشعب وفرضوا عليه شلة وصاغت له مشهد النهاية. مطلوب من الرئيس مرسى أن يبعد كل «وسواس خناس» الذين يريدون تحويله إلى ديكتاتور بعد أن صاغوا له رسائل المخاصمة مع السلطة القضائية، والقوى المدنية. حالة التصعيد السياسى ليست فى صالح الوطن، ولن تنتج الثمار التى كان ينتظرها الشعب الذى قام بثورة 25 يناير لتحسين أوضاعه المعيشية، الرئيس وعقلاء الأمة تقع عليهم مسئولية فض الاشتباك الحالى، الذى تحول إلى عنف سيدفع ثمنه الوطن إذا لم يتم علاجه فى المهد. الشعب زهق من المليونيات، ومن حالة الارتباك فى المشهد السياسى، الشعب هو الذى يختار رئيسه، وليس العكس، لا نريد رئيساً قال بلسان الشاعر محمود درويش سأختار شعبى واحداً واحداً من سلالة أمى من مذهبى.. سأختاركم كى تكونوا جديرين بى! ونحن لا نريد رئيساً يختار شعبه بعد أن يحدد طريقة حكمه.