عشرة أيام مليئة بالأحداث... وكلها أحداث تؤثر فى مستقبل مصر وأبنائها... ومن هنا فإن الحديث لابد أن يتصف بالصدق المطلق والنوايا الخالصة..!! فعندما يتعلق الأمر بمصر فإن التلون والأيديولوجيات لا مكان لها.. وإعلان أمور وتنفيذ غيرها غير وارد..!! والنظر إلى مصالح الغير قبل المصالح المصرية المباشرة... يجب ألا يكون له موضعًا فى تصرفاتنا..!! ومن هنا فقد زادت الخطوط «الحمراء» التى أراها «قرمزية»..!! الحدث الأول: وهو جسيم يتصل بما يدور فى سيناء.. وانعكاساته على تصرفاتنا..!! وتبرز هنا تساؤلات متعددة: لماذا توقفنا عن هدم الأنفاق ولمصلحة من؟! من الذين يقفون خلف الإرهاب الجارى هناك.. ولماذا نصبر عليهم وهم معروفون..؟! هل من المعقول أن قواتنا المسلحة الباسلة التى عبرت القناة وهدمت خط بارليف فى 6 ساعات لا تستطيع أن تعيد الأمن المطلق هناك خلال دقائق وليس ساعات..أم أن الأمر يخضع لمجاملات.. وأيديولوجيات..؟!! من المستفيد الحقيقى مما يحدث هناك – تلك البقعة الغالية من أرض مصر..؟! لا تقولوا إسرائيل ومن ورائها فإن هذه الشماعة.. قد بليت.. ومضى عصر استخدامها..!! دعونا نواجه الأمر بشجاعة.. ومن منظور مصرى خالص!! فإذا تعارضت مصلحة مصر مع مصلحة غيرها شقيقًا كان أو غير شقيق – فإن التغليب يكون لمصلحة مصر حصريًا.. ولتذهب مصالح الغير إلى الجحيم..!! أليس كذلك يا أولى الأمر..!! راجعوا تصرفاتكم.. من أجل مصر.. ومن أجل الله سبحانه وتعالى..!! لا تتعجلوا التصرف.. وأوزنوا الأمور بميزان أن «مصر القوية» هى فقط رمانة الميزان فى المنطقة..!! الحدث الثاني: وهو خطير.. يتصل بالجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور.. شكلًا وموضوعًا.. وبصرف النظر عن أننا ننتظر حكم القضاء فى شأن تلك الجمعية.. فإن هناك أمور حاكمة لابد من أخذها فى الحسبان.. نذكر منها: هناك فرق شاسع بين سن القوانين.. ووضع الدستور..!! فالقوانين تسنها جمعيات أو مجالس تشريعية.. بينما الدستور يتم صياغته توافقيًا.. ومن ثم..الدستور يتضمن عموميات لا خصوصيات.. خاصة وأنه دائم وليس مؤقت..!! فى النقاش حول من يشترك فى وضع الدستور لابد من السيرة الذاتية لكل عضو، الأخذ باقتراح أن يؤدى الأعضاء يمين الولاء لمصر حصريًا وأن يمتنع عليهم الترشح لأية انتخابات أو مناصب وزارية لمدة 5 سنوات على الأقل..!! الدستور يصاغ بما يتواءم مع مصالح مصر بصورة مطلقة.. بعيدًا عن الايدولوجيات أو الانتماءات أو الميول السياسية..!! وهنا أتساءل: ما العيب فى دستور 1954؟ لماذا الإصرار على التحول بمصر إلى دولة دينية.. وليس لدينا موارد بترولية..؟! لماذا الإصرار على عدم الأخذ بوثيقتى الأزهر الشريف..؟! أرى فى المراجعة فرصة ذهبية للرئيس مرسى.. ومعه الدكتور محمد محسوب بصرف النظر عن كونه منتميًا للإخوان من عدمه فأنا أحس أنه من الشباب المصرى القادر على إعمال الفكر بعيدًا عن إملاءات أو أوامر من جماعة أو أخرى..؟!! الحدث الثالث: يتعلق باستمرار الصدام بين «الأحزاب الحاكمة « وبين كل الأطياف والمؤسسات... بل إن هذا الصدام يزداد عنفًا... يومًا بعد يوم..! والغريب فى الأمر أن الأحزاب ذات المرجعية الدينية نجحت فى التسلل إلى بعض الهيئات التى اصطدموا بها... وفى مقدمتها القضاء المصرى الشامخ... وإلا فماذا تصفون البيان الذى صدر عن «هيئة قضايا الدولة»..؟! كما اشتد الصدام مع الإعلام إلى حد تبلور فى إغلاق قنوت فضائية... مادامت هذه القنوات لا تؤيد تلك الأحزاب.. ولا تفتح برامجها لدعاة هذه الأحزاب.. ولمن ينادون بالعودة إلى عصور الظلام والجاهلية... ولمن ينادون بهدم الأهرامات وأبو الهول.. أى والله.. هذا حدث... وفى تليفزيون الدولة؟!. وصدام عنيف آخر مع الفنانين والفنانات... وغاب عنا أن هؤلاء كان ولا يزال لهم دور كبير فى الريادة المصرية ليس على مستوى الدول العربية فحسب... بل وعلى مستوى العالم كله..! وأتساءل هنا: لحساب من يشعل هذا الصدام..؟! وبالقطع ليس لحساب مصر.. ولا لحساب أهل مصر.. ولا لحساب ثورة 25 يناير.. ولا لحساب أهل الجنة..!. الحدث الرابع والأخير فى هذا المقال... يتصل بالموقف العام للدولة..! وحتى أبتعد عن التحيز لوضع دون آخر سأبحث عن إجابات لعدد من الأسئلة.. ثم بعد ذلك سيأتى دور التحليل والتقييم..! هذه الأسئلة أوجهها إلى السيد رئيس الجمهورية والعاملين معه وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء: من الذى يرأس «دولة مصر».. أنتم أم الجماعة..؟! علمًا بأن المبدأ الذى لا يقبل مناقشة هو أن مصر فوق الجميع..!! وأتذكر هنا أيام التلمذة عندما كنا نتظاهر ونهتف: «نموت.. نموت.. وتحيا مصر»..!!. من الذى يدير سياستنا الخارجية: دولة خارجية.. أم حماس.. أم عفو الخاطر...؟! المبدأ يا سادة هو أن السياسة الخارجية للدولة يديرها من ينتمى للدولة وحدها حصريًا.. ثم إن هذه السياسة يجب أن تقتصر على خدمة مصالح الدولة أى مصر فحسب...!! ولا مجال هنا للدخول فى متاهات.. أليس كذلك..؟!. لماذا الإصرار على استبعاد ذوى الكفاءات والخبرة.. والاعتماد كلية على «أهل الثقة».. وهم للأسف فى الوقت الحالى ليس لهم خبرة.. ولا كفاءة..؟! والنتيجة.. لا استثمارات.. ولا إنتاج.. ولا احتياطيات.. مع غلاء فاحش.. وبطالة متزايدة..!! ألا تتفقون معى أن الكثير من الأمور – خاصة الاقتصادية – تدار حاليًا بمبدأ « عشانا عليك يا رب..؟!!» هل هناك ما يمنع من وضع مجموعة من الخطط «الفورية» للخروج بالدولة مما تعانيه؟! لماذا لا يطلب من كل وزير أن يضع خطته قصيرة الأجل فى مجاله.. ثم يتم تقييم الوزراء.. على هذا الأساس..؟! ويتم هذا فى أسبوع واحد على الأكثر!! ألا ترون معى أن أفضل أداة لتنفيذ «الخروج الفوري.. والإنقاذ» هى فتيان وفتيات مصر.. بشرط أن تتركوهم ينطلقون من «انتماء كامل»... لمصر الغالية..؟! هؤلاء قادرون على تحقيق أن... «مصر فوق الجميع»..!! وتحيا مصر... تحيا مصر... ولسوف تحيا.