انزل إلى حي السيدة زينب واتجه إلى الشارع الرئيسي للمدبح لن تختلف المشاهد تقريبًا، محال الجزارة وبائعات حلويات اللحوم تحتل جانبي الطريق، وأصوات المأمأة والنعير تنبعث من جميع الجوانب، سيأخذك الطريق إلى وكالة المواشي الخاصة بعائلة "السقا" وهناك ستجد الشوادر مقسمة ومتماثلة تقريبًا، وفجأة ستصطدم عيناك ب "عنتر" أشهر عجول المدبح. بحجم كبير يميزه عن سائر المواشي الموجودة بالمدبح، يقف "عنتر" في الشادر الخاص به وبعائلته تحكمه بعض القيود التي تقلل من حركته بعض الشيء، وحوله أبنائه العجول الصغار وزوجاته، لا يجرؤ أحد على دخول شادر "عائلة عنتر" إلا من يعرفهم جيدًا ويألف وجودهم، ومن أبرزهم "بلال السقا" صاحب ال 12 عام الذي تربطه علاقة حب وطيدة ب "عنتر". "العجل كان جاي شايف نفسه وقوي عشان كدة سميناه عنتر" هكذا بدأ "بلال السقا" حديثه ل "بوابة الوفد" عن سبب تسمية العجل "عنتر" بهذا الاسم، موضحًا أن هذا العجل جاء إلى وكالة والده وكان عمره شهر فقط، وكلن كان يتسم بقوة الجسم والحركة المميزة ومن هنا أطلق عليه "عنتر". يعشق "بلال" المواشي ويعرف جيدًا كيف يتعامل معهم كما علمه والده، حتى أصبح على دراية كبيرة بكل ما يخصهم ما جعله شخص مألوف ل "عنتر"، وقال "عنتر مش عجل للدبح ولا للبيع إحنا مخلينه هنا عشان يعمل سلالة وده بسبب قوته والمرعى الكويس بتاعه، وعمره دلوقتي 3 سنين" "اتجوز مرتين وعنده عيال كتير أوي" قالها "بلال" ليحكي تفاصيل "عائلة عنتر" موضحًا أن العجل ولد بالأساس في مركز "مغاغة" بمحافظة المنيا التي تشتهر بإنتاجها المميز للعجول، وتزوج عنتر مرتان وأنتج سلاله "سوادنية" و"هندية"، مضيفًا أن أصغر أبنائه "ياقوت" و "أدوم" بالإضافة إلى ابن يحمل نفس اسم والده لأنه يشبهه في الشكل وقوة الجسم، ويزن "عنتر" الآن أكثر من 600 كيلو، ومن الصعب أن يتعامل معه أحد غريب، لكنه يعرف جيدًا العاملون في الوكالة ومن الممكن أن يضرب أي شخص غريب يدخل إلى الشادر الخاصة به وبعائلته.
