الدعاء عبادة عظيمة تقرِّبُ العبد إلى ربِّهِ، ويقضي بها العبد حاجتَهُ ومسألتَهُ، فهو موقنٌ أنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو السميع العليم، المجيب للدعوات، قال تعالى في محكم التنزيل: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [1]، فيا لعظمة هذا الخالق القادر فوق عبادِهِ، المجيبِ لدعواتِهِم، والسامعِ للشكاة منهم، والقريبِ من قلوبهم، يعلَم ما يسرُّون وما يعلنون، ويا لسعادة هذا العبد الذي يتقرَّبُ من ربِّهِ داعيًّا، مبتهلًا بين يديهِ، مسلِّمًا أمرَهُ إليهِ. و إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ دعاء العبد، ويستحيي أن يردَّ خائبًا منْ رفعَ كفَّيهِ إليهِ، فقد وردَ عن النبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- كثير من الأدعية التي تُقالُ بنيَّةِ تيسير الأمور، ومنها قولُهُ -عليه الصَّلاة والسَّلام-: "دعوةُ ذِي النُّون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: "لا إله إلا أنت سبحانك إنِّي كنتُ من الظالمين، فإنَّه لا يدعو بها مسلم في شيء قطّ إلا استجاب له"، . ووردَ عنه -صلَّى الله عليه وسلّم- أيضًا فيما يخصُّ دعاء تيسير الأمور قولُهُ: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" . والسنّة النبوية تكثرُ فيها أدعية تيسير الأمور التي جاءت عن النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ومنها -أيضًا- ما ورد في حديثِ ابنِ عباس -رضي الله عنهما-، أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يدعو بهؤلاءِ الكلماتِ: "اللهمَّ أعنِّي ولا تعنْ عليَّ، وانصرنِي ولا تنصرْ عليَّ، وامكرْ لي ولا تمكر بي، واهدنِي ويسِّرَ الهدى لي، وانصرنِي على من بغَى عليَّ، ربِّ اجعلنِي لك شكّارًا لكَ، ذكّارًا لك، رهَّابًا لكَ، مطواعًا لك، مخبتًا إليكَ أوَّاهًا منيبًا، ربِّ تقبَّل توبَتِي، واغسِلْ حوبَتِي، وأجبْ دعوتي، وثبِّتْ حجَّتِي، وَاهْدِ قلبِي، وسدِّدْ لسانِي واسلُلْ سخيمةَ صَدري". وعنْ أمِّ سلمةَ -رضي الله عنها- قالتْ: "ما خرجَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- من بيتِي قطّ، إلا رفعَ طرفَهُ إلى السَّماءِ، فقالَ: "اللهمَّ إنِي أعوذُ بكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أَو أُزَلَّ، أو أّظْلِمَ أو أُظْلَمَ، أو أَجْهلَ أو يُجْهلَ عليَّ".