رئيس المجمع الرهباني .. تعرف على سيرة القديس الأنبا بيشوي الحبيب

"انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ"، هكذا ذكرت آيات ومزامير (عب 13: 7)، سيرة القديسين الذي اثروا تاريخ الكنيسة المسيحية وساهموا في ترسيخ مبادئ يسوع المسيح .
وفي مثل هذا اليوم الموافق 8 أبيب بالاشهر القبطية، يعيد كتاب القراءات اليومية تمجيد ذكرى نياحة القديس بيشوي الحبيب، الذي تمثل حياته رمز البسيطة المجاهدة التي تقوم على شركة الحب مع السيد المسيح في علاقة شخصية تحطم الحواجز فكست هذه الحياة مدى ترابط القلب بحب الإيمان بصورة بالغة.
إقرأ ايضًا
في ذكرى رحيله.. تعرف على سيرة القديس يعقوب المشرقي المعترف
وُلد القديس المصري عام 320ميلادية في قرية "شنشا" التابعة لمحافظة المنوفية، وتربى في منزل بسيط مكون من ستة إخوة بنين رحل والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم، وهى السيدة التي أسرفت في رعايتهم وهى من رأت أحد الملائكة يطلب منها ولدًا من ابنائها ليهب حياته في خدمة المسيح طيلة حياته.
موضوعات ذات صله:
تعرف على الأنبا أنطونيوس "أبو الرهبنة" و مؤسس الأديرة القبطية
وتروي الكتب المسيحية عن سيرة هذا القديس العظيم، انه حين بلغ سن العشرين من عمره عام 340م، فاض حب العبادات من وجدانه فتوجه الي برية شيهيت -وادي النطرون حاليًا- منبع الرهبان وحياة الرهبنة ومركز الاديرة، ليتتلمذ على يدي القديس أنبا بموان والقديس مقاريوس.
وعكف القديس بيشوي على العباد وزهد الحياة وملاذتها واستمر في خلوته لمدة ثلاثة سنوات لم يفارق فيها قلايته –غرف خاصة بالرهبان- فنما بداخله حب الله والفضيله الكامله لملاقاته في خلوته وصلواته.
وصل قلب هذا القديس حد السماء فكان يمكث على ركبتيه يصلي في تخشوع وإيمان ليردد قلبه مناده الله وتلامس صلاته الملائكة، وذكرت الكتب التراثية عن موقف هذا الأنبا الحبيب حين تنيح الانبا بموا واجرى اتفاقًا مع انبا يحنس القصير، أن يقضيا
ليله الصلاة يطلبان من الله إرشادهم وظهر لهم ملاكًا طلب أن يبقي يحنس في الموضع منفردًا وأن يخرج الانبا بيشوي ليصنع لنفسه مغارة بقرب الصخرة القبلية تبعد مايقرب من ميلين عن يحنس القديس.
إقرأ ايضًا
في ذكرى استشهاد كاروز الديار المصرية.. تعرف على القديس مارمرقس
عكست هذه الفترة قوة الإيمان مدى حبه لممارسة العبادات الروحية وشهدت مقابلات دينية مع الملائكة وقديسين وافدين بناء على نداء إلهي كما ورد في الحسب المسيحية، ومن بينهم القديس أفرام السرياني، الذي جاء الي مصر باحثًا عن القديس الانبا بيشوي نظرًا لشهرته الواسعه وانه يحمل من الخبرة الرهبانية ما جعله مقصدًا لعدد كبير من القديسين الوافدين الي الحياة البرية، ولعل السبب الرئيسي وراء هذه الشهره هى سيرة القديس مقاريوس الكبير الذي تتلمذ بين يديه وهو قطب اساسي في الحياة الرهبانية القبطية.
وتعددت القابه من بينهم (الانبا بيشوي حبيب المخلص الصالح، المشرق المضئ، الانبا بيشوي الكبير، رئيس المجمع الرهباني، الانبا بيشوي موسى الجديد والرسول النبي)، وتحرص الكنيسة القبطية في هذا اليوم سنويًا على تمجيدًا لسيرة هذا القديس الراحل تقيم الكنائس صلواتهم وتردد تمجيد سيرة هذه الايقونة القبطية العظيمة.