مازالت دولة إثيوبيا تشهد اضطرابات عنيفة، منذ اغتيال المغني الشاب هاشالو هونديسا ، الذي قتل برصاص مسلحين مجهولين في أديس أبابا يوم الإثنين الماضي. وقد أعلنت الشرطة الإثيوبية، اليوم الإربعاء، عن ارتفاع ضحايات المظاهرات وأعمال العنف إلي 239 قتيلًا. تطورات الأحداث في إثيوبيا منذ مقتل المغني المشهور، والذي كان يعتبر إيقونة الثورة الأوروماوية وفنان شعبي، خاصة بعد غناءه عن الحرية ما نقل صوت أفراد قبيلة الأورومو الذين دائمًا ما يرون أنهم مهمشين اقتصاديًا وسياسي، وعقب وفاته احتشد الآلاف حزنًا عن مقتله، وراح ضحاياها العديد وإصابة الأخرين. وتلك المظاهرات أدت إلي حرق وتدمير العديد من المؤسسات الحكومية، ما أدى إلى اعتقال الناشط الأورومي جوهر محمد والسياسي جيربا بغلي وهم أحد الرموز الثورة الأوروماوية، وحتى الآن لم يظهر سبب مقتل المغني، ولكن الشرطة الأثيوبية أعلنت عن اعتقال شخصان لديهم صلة بعملية الاغتيال. وقامت السلطات الإثيوبية بقطع خدمات شبكات الإنترنت والإتصالات، وقد أصدرت قناة OMN التابعة للإقليم الأورومو التابع للناشط الإثيوبي جوهر محمد الذي تم اعتقاله، عدد الإصابات والوفيات في عدت مناطق، علي الفور قامت السلطات بالبلاد بغلق القناة وتسليمها للجيش الإثيوبي. وكشف ناشط إثيوبي رفض ذكر اسمه، أن الوضع الحالي في دولة إثيوبيا خاصة إقليم أوروميا، يسود حالة من الهدوء نسبيًا، موضحًا أن الإيام المقبلة سوف يزداد حالة التوتر والإضطرابات بين قبائل الأورومو والأمهرا والقوات الأمنية. وأوضح، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن المواطنين في أديس أبابا والقبائل الأوروماوية، يقومون بشراء احتياجاتهم التموينية، بهدف تصعيد الاضطرابات بشكل أوسع عن الأيام السابقة، وكل ذلك المظاهرات سببها الرئيسي اعتقال زعيم المعارضة جوهر محمد وبقلي جيربا، مؤكدًا أن جميع الصراعات داخل البلاد من قبل قبلتي الأورومو والأمهرا فقط. وأضاف، بأنه تم غلق خمس قنوات داخل دولة إثيوبيا منهم قناتي تابع لاقليم التجراي، وقناة omn تابع ل"زعيم المعارضة" جوهر محمد الذي تم اعتقاله وهو ينتمي لقبيلة الأورومو، بواسطة الرشطة الفيدرالية بالبلاد، ولكن اقليم التيجراي قاموا بتفعيل قناة أخر باقمار صناعية مختلفة. رئيس مجلس الوزراء الإثيوبي بسبب الإضطرابات الأخيرة في البلاد، دفع الدكتور آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، إلي الظهور مرتديًا الزي العسكري، ليعلق علي الأحداث العنف التي شهدتها البلاد، مدين عملية القتل التي وصفها بالمأساة كما تعقد بتقديم الجناة إلي العدالة، موجه بعض التهم لجهات أجنبية ومحلية بالسعي لزعزعة استقرار بلاده. قبيلة الأورومو تعيش قبيلة الأورومو بوسط دولة إثيوبيا، ويشكلون نحو 34.5% من عدد السكان، يتحدثون اللغة الأورومية، معظمهم يعملون في الزراعة، دائما ما يشعرون قبيلة الأورومو بالاضطهاد الحكومي ضدها لعقود، ومنذ سنوات يقودون مظاهرات وعنف داخل البلاد. وفي عام 2015 زاد أعمال العنف لضغط علي الحكومة، فلجأ الأئتلاف الحاكم في نهاية المطاف بتعين أبي أحمد رئيسًا للوزراء عام 2018، بدلًا من هايلي مريام ديسالين. وسادت حالة من الفرحة عقب توالي رئيس الوزراء الإثيوبي، البلاد حيث انه ينتمي لقبيلة الأورومو، وهي أكبر مجموعة عرقية في البلاد، ولكن سرعان ما تحوال تلك الفرحة إلي مظاهرات عديدة من نفس القبيلة التي ينتمي له، مطالبيين باسقاطه. بعد أيام قليلة من فوز رئيس الوزراء الإثيوبي بجائزة نوبل للسلام، خرج الآلاف من الشباب الإثيوبي في الشوارع لا يحتفلون بحصوله علي الجائزة العالمية، بل يطالبون بإسقاطه، وتلك المظاهرات كان هجوم لجموع الأورومو شكوكهم في أن آبي أحمد لم يعد مختلفًا عن سابقيه، رغم اكتساحه عقب تواليه المنصب، ولكن جوهر محمد استطاع ان يحتاذ حب الملايين، وكانت تلك الأسباب هو استمرار اشتعال الصراع داخل البلاد. وفي عام 2018، قامت وحدة أمنية خاصة إلي منزل رعيم المعارضة جوهر محمد، لتطالب الأفراد المكلفين بحمايته بالانسحاب، ولكن رفضت القوات الحامية له، وسارع هو لإعلان الأمر عبر صفحات المواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك وتويتر"، ونشر تسجليًا هاتفيًا لضابط يبلغ قوات جوهر محمد أن القرار يأتي من جهات عليا. وأعلن جوهر، ان خطوة سحب القوات ليس إلا مقدمة للمساس بأمنه الشخصي، وبدأت الصراعات وفجر دعوته للشباب الثوري لحماية مكتسباتهم.
