في هذه اللحظات التي أكتب فيها هذا المقال يجتمع وزراء خارجية الدول العربية بالقاهرة لمعرفة ماذا هم فاعلون لمواجهة العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة المحاصر منذ أربعة أيام وذهب ضحية هذا العدوان حتى الآن حوالي أربعين شهيداً وحوالي 250 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال. هذا الاجتماع سنعرف قراراته التي نأمل أن تخرج عن نمط وأسلوب القرارات السابقة التي عرفت بالشجب والاستنكار والإدانة فقط، دون أن نلمس قرارات عملية على أرض الواقع. هذا الاجتماع الوزاري العربي يأتي وقطاع غزة يسطر بأحرف من نور نهجاً جديداً وفصلاً جديداً من ثقافة المقاومة عندما استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة الرد على هذا العدوان الصهيوني الغاشم بوصول الصواريخ الفلسطينية إلى تل أبيب والقدس وعندما أمطرت هذه المقاومة المستوطنات الصهيونية بوابل من الصواريخ وجعلت العدو الصهيوني ينبطح على الأرض أو يختبئ بالملاجئ وهو يعيش حالة من الرعب والخوف ويتذوق المرارة التي حاول دائماً أن يسقيها لشعبنا العربي. ولعل الإنجاز البطولي للمقاومة الفلسطينية والرد على هذا العدوان هذا الرد النوعي والكمي يؤكد أن زمن الهزائم والانكسارات قد ولى وانتهى وجاء زمن الصمود والانتصار، كما يؤكد أن زمن التسول السياسي وطلب الهدنة ومهادنة هذا العدو قد انتهى وولى، وجاء زمن العين بالعين، والسن بالسن، والبادئ أظلم. كما يؤكد أيضاً مقولة قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة". لكن الخشية من اجتماع وزراء الخارجية العرب أن يحبطوا هذه المقاومة الباسلة ويطالبوا بل ويفرضوا على الفصائل الفلسطينية قبول هدنة مع هذا العدو لأن مجرد قبول هذه الهدنة يعني أن العدو حقق ما يريد لأنه يعمل من أجل هذه الهدنة عندما فوجئ بقوة المقاومة ووصول صواريخ هذه المقاومة إلى تل أبيب والقدس. كما أن مثل هذه الهدنة ستضاف إلى باقي تلك الهدنات التي يستغلها العدو دائماً ويعلن الحرب متى شاء ومتى أراد، فالعدو يستغل هذه الهدنة دائماً لحساباته وهو الذي يحدد زمانها، لهذا علينا أن نحذر من ذلك الفخ ونستمر في المقاومة لأن استمرارها مدة طويلة يصب في صالح الفصائل الفلسطينية لأن هذا العدو لا يحتمل أن يدخل في حروب طويلة، فهو يريد الحسم بسرعة. وإذا أراد هذا الاجتماع الوزاري العربي البحث عن مثل هذه الهدنة عليه أن يقرر قرارات شجاعة وجريئة للمستقبل، بحيث لا يمكن لهذا العدو أن يكرر عدوانه وإرهابه على قطاع غزة أو الشعب الفلسطيني والشعب العربي بأسره ولعل أهم هذه القرارات العودة إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي حان الوقت لإحيائها والعمل بها وهي الكافية لردع هذا العدو. لهذا نسأل هل سيبحث وزراء الخارجية العرب إحياء هذه الاتفاقية؟ هذا هو القرار المطلوب للرد على العدو بدلاً من الإدانة والشجب والاستنكار وزيارات التعاطف وعبارات المساندة والدعم اللفظية والإنشائية نقلا عن صحيفة الشرق القطرية